بدأت المهن الموسمية المرتبطة بعيد الأضحى تؤثث المشهد العام على نحو يساير الرفع التدريجي للحجر الصحي واستئناف العديد من الأنشطة الاقتصادية التي كانت متوقفة جراء تفشي جائحة (كوفيد-19).
وتكفي جولة قصيرة بين أسواق الأحياء الشعبية للوقوف عند الاستعدادات للاحتفال بعيد الأضحى، ولاسيما ظهور هذه المهن “العرضية” التي تنتشر على نطاق واسع بهدف توفير العديد من المنتجات والخدمات الرئيسية ذات الصلة بهذه المناسبة الدينية.
ويتوزع ممارسو هذه الأنشطة الموسمية أساسا بين من كانوا يمارسون أصلا المهن المتصلة بالجزارة وما شاكلها، حيث يبحثون عن موطئ قدم لهم في الواجهة خلال هذه المناسبة، فضلا عن أولئك الذين توقفت أنشطتهم لسبب أو لآخر وقرروا ممارسة هذه الأنشطة لاستدراك خسارتهم.
وتشمل هذه الأنشطة عددا كبيرا من المهن، ولعل أهمها تسنين السكاكين، وبيع الفحم الذي يستعمل لإيقاد المجمر الفخاري، وكذا أدوات المطبخ المخصصة لطقوس العيد، بالإضافة إلى خدمات ذبح، وسلخ، وتقطيع الأضاحي.
عبد الإله بنقدور أحد أولئك الذين يمتهنون هذه الأنشطة المؤقتة للاستفادة من الأرباح التي تدرها، ولن يتخلف هذه السنة أيضا عن ذبح خراف زبناءه “القدامى”، في احترام تام للتدابير الصحية التي فرضتها السلطات العمومية.
يقول عبد الإله، وهو الجزار في حي العكاري بالرباط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “سنقدم خدماتنا للزبناء داخل منازلهم هذه السنة أيضا، وسنحرص على تعقيم الأدوات والتطهير، وأخذ الرخص من السلطات المحلية”، غير أنه سجل أن ” المناسبة الدينية ستفتقد إلى الكثير من زخمها، وأن إقبال الزبناء على الأسواق سيشهد اختلافا، بل سيقل كثيرا عن السنوات المنصرمة”.
أما يوسف الجولالي، شاب يبيع الفحم في الحي ذاته، فقال إنه أعدّ “كميات هامة لبيعها في ظل الاحترام التام للتدابير الوقائية المعمول بها”، مشيرا إلى انخفاض عدد الزبناء بسبب الجائحة، وهو الذي كان معتادا على بيع بضاعته بكميات هائلة.
الأمر ذاته يتكرر مع إيهابي نادر، البائع الأربعيني للوازم الشواء، والذي أكد أن فيروس كورونا “أثر على تدفق” الزبناء في هذه الفترة قبل العيد، مضيفا أنه بما أن العيد لا تزال تفصلنا عنه بضعة أيام أخر، فإن “الصبر يعزز أملنا في بيع بضاعتنا في القريب العاجل”.
وفي المجمل، لم ترخ جائحة كوفيد-19 بظلالها على الاقتصادين العالمي والوطني فحسب، بل أثرت أيضا حتى على المهن “البسيطة” بشتى أنواعها. والدليل على ذلك، من بين أمور أخرى، هؤلاء العمال الموسميون الذين يواجهون، للأسف، التداعيات الاقتصادية للفيروس.
يشار إلى أن وزارة الداخلية اتخذت جملة من الإجراءات لتنظيم عمليات ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى 1441 هـ. وأوضح بلاغ للوزارة أنه في هذا الإطار، ستسلم للجزارين المهنيين وللأشخاص الموسميين المزاولين لعملية الذبح بمناسبة عيد الأضحى، رخص من طرف السلطات المحلية، تؤهلهم لممارسة هذه الشعيرة الدينية، حيث سيخضع الأشخاص المؤهلين لذلك، مسبقا، لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا (كوفيد -19)، بتنسيق مع السلطات الصحية المختصة.
كما سيتم تزويدهم بكافة الأدوات والمواد الكفيلة بضمان احترام الإجراءات الوقائية المعمول بها، من كمامات أو أقنعة واقية ومواد مضادة للفيروسات ومحاليل معقمة.
(بقلم: سعد بوزرو)
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.