من لعمامرة.. إلى لحمامرة.. ونهاية الوهم الجزائري

بقلم يوسف الغريب

لو ألصق وراء ظهرك عدّاد لضبط المسافات لا كتشف العالم هذا الرقم القياسي الخيالي الذي حققته منذ إعادة تدوريك مكلف بحقيبة الخارجية قبل سنة تقريباً..
والحقيقة أنّ ما قمت به من رحلات مكوكية عبر العالم يتطلب روحا نضاليّة عالية.. بين أن تنام في دولة وتفطر في أخرى والعشاء في الثالثة.. وبينهما هذا الكم الهائل من التصريحات.. وصور السيلفي مع آخرين.. وتسجيل ترافعات في منظمة عدم الانحياز صباحا.. لتزعزع مداخلتك أعضاء الجامعة العربية.. وبين رمشة عين تخاطب العالم من على منبر الأمم المتحدة.. حتّى أجندتك المليئة بمواعيد دبلوماسية دفعت إلى أن تقبل استجوابا مع قناة أمريكية وانت على قارعة الطريق..
هي الأجندة التي لم تسمح لك أيضا بتغيير هندامك الرسمي الذي غيّر لونه بكثرة استعماله كاد أن يكون قريبا إلى منامة النوم..
طبعا أنت مناضل ومؤمن حد العقيدة بقضية مركزية واستراتيجية بالنسبة لبلدك.. وارتفع من سرعة الالتحاق بالتأخر الذي حصل منذ غيابك لتجد نفسك مرغما أن تلحق الليل بالنهار.. كما يخلوا للصحافة العسكرية أن تلقبك به..
( سوبرمان لعمامرة يعيد التوهج الدبلوماسية الجزائرية)
السوبرمان الذى استعان بسبعة رجال آخرين من أجل إحياء وهم الجمهورية الوهمية.. الذى تبخّر منذ بداية فتح القنصليات إلى تحرير الگرگرات.. والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.. وو
هذا هو الحزام الأمني الدبلوماسي الذي لم تستطع أن تخترقه ولو ضاعفت السرعة..
بل هو الذى جعل المواطن الجزائري يلقبك بلحمامرة كناية على ذاك الذي يكرر نفس الأخطاء وينتظر نتائج مختلفة..
وآخرها الهزيمة المدوية وسط المجمع الأفريقي بأديس أبابا خلال اليومين الأخرين وبتعببرك الخاص
( إنه من المؤسف أن اقتراح نيجيريا والجزائر، والذي يهدف إلى إعادة الوضع إلى ما كان عليه على الفور، لم تقبله أقلية ناشطة ممثلة بالمغرب وبعض حلفائه المقربين، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ضمنت رئاسة متحيزًة بشكل خاص.)
استغرب الكثيرون لهذا التصريح الذي جعل القوة الضاربة في العالم تتستر وراء نيجريا صاحبة الإقتراح..بما يحمل ذلك من جبن وخوف ونفاق.. لأن من يعود إلى بيانات لعمامرة قبل أسابيع سيجد بأن الجزائر هي من قامت بحشد قوة ضاغطة من أجل إسقاط عضوية إسرائيل بالاتحاد الافريقي.. إلى جانب عناوين بارزة في صحافة العسكر مثيل ( الجزائر تطرد إسرائيل من إفريقيا) ووو
لتكون النتيجة هي التأسف وهي كلمة أخف من الفشل الذريع والعزلة القاتلة للجزائر التي كانت إلى حدود البارحة تملك مفاتيح هذه المؤسسة الإفريقية.. وخاصة لعمامرة المتأسف اليوم.. غيره لعمامرة سنة 2016 وهو يضع شروط عودة المغرب إلى هذه المنظمة وبلغة الاستعلاء والاستهزاء..
تغيّرت اللعبة وأساليبها.. ويكفي لبلدي بالرغم من محاولة تقزيم حجمه بنعته بالأقلية.. فهي إشارة إلى قوة وكفاءة دبلوماسيتنا التى لاتوظف مجهوداً كبيراً أثناء مصارعة الصغار مثل بلدكم.. وخاصة وأننا في السطر الأخير من الإنهيار التام لمشروعكم التخريبي.. ليغلق السنة المقبلة بطرد صنيعتكم وتصحيح هذا الخطأ التاريخي كما جاء في ندوة أديس أبابا تزامنا مع أشغال الدورة الأخيرة..
لذلك أدعوك لأحد قسط من الراحة النفسية لمعالجة الأثار والصدمات التي أصابتك خلال هذه المدة الوجيزة.. و بالدارجة المغربية( كا تمشي عامر وترجع خاوي)
خذ عطلتك السنوية وراجع حساب تقاعدك .. فافريقيا لم تعد تباع وتشترى كما في السابق.. والجزائر لم تعد بلد ثقة أم قيم…
مقابل كل ذلك هناك في أعلى شمال إفريقيا قيادة عالمية ترافع من أجل إفريقيا ولصالح إفريقيا.. بالممارسة والفعل بالمصداقية والفعالية.. بقيم التضامن والتعاضد بين الشعوب..
فإذا كانت جزائر العصابة هي التي انهزمت البارحة و اليوم
فإن مغرب المبادئ والقيم الكبرى
هو سر انتصاراتنا دائماً


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading