منسيو 20 فبراير
غالبا ما يتم إغفال و تناسي سكان الاطراف اي ساكنة المناطق النائية في بلدنا، سواء في مجال التنمية و توزيع العوائد الاقتصادية او في مجال الاهتمام الحقوقي و السياسي لهذه المناطق. اذ ينظر اليها سواء من طرف الفاعلين السياسيين سواء الحكومية او الحزبية او المنظمات الحقوقية المسيسة باعتبارها خزانا بشريا . خزان بشري يطلب منها فقط الطاعة من طرف الدولة، أو جيش احتياطي في زمن الانتخابات من طرف القوى السياسية، أو ورقة نضالية من طرف بعض القوى..
هكذا حال سكان منطقة فم الحصن باقليم طاطا، منسيو حركة 20 فبراير، تلك الحركة التي حققت بعض المكاسب و أدت إلى احداث جملة من التغييرات و من اهمها تغيير الدستور المغربي، و التي استفاد منها التيار الإسلامي فتقلد مهام الحكومة التي كانت لديه حلما بعيد المنال.
لكن ما نراه في الاطراف اي في المناطق النائية لا يعكس هذه الصورة للنتائج المضيئة لهذه الحركة الاحتجاجية.
ففي بلدة فم الحصن أي ئمي ؤكادير( بين مدينة أسا و مدينة اقا؛ تبعد عن الاولى ب 70 كلم و عن الثانية ب 60 كلم و لا تبعد عن الحدود الجزائرية الا ب 50 كلم ) بدأت محاكمة 10 عناصر من الساكنة بتهمة المشاركة في الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة سنة 2011. فبدلا من تنفيذ ما التزم به المسؤولون لساكنة فم الحصن في الاجتماع الذي عقب احتجاجاتهم السلمية سنة 2011 و التي دامت اياما عديدة انذاك، ينكأ البعض الجراح اليوم و نحن في سنة 2018 اي بعد مرور ست سنوات بإحالة هؤلاء العشرة الى محكمة الاستئناف باكادير قصد محاكمتهم بسبب تلك الاحتجاجات التي قامت بها الساكنة و المرتبطة بمطالب اجتماعية و معيشة و التي مرت عليها الان سبع سنوات ، و قد سبق للمسؤولين ان فتحوا انذاك حوارا مع ممثلي الساكنة بمقر ولاية كلميم سمارة التي كانت البلدة تابعة لها.
و بدلا من طي الملف كما طويت ملفات حركة 20 فبراير في اغلب المناطق المغربية، يتم الان في هذه المناطق النائية فتح هذه الملفات .
فتح هذا الملف بعد مرور سبع سنوات على احتجاجات السلمية للساكنة يثير بعض الاسئلة:
– لماذا هذا التوقيت من طرف المسؤولين ؟ و لماذا لا يتم اسقاط المتابعات كما تم في اغلب المناطق الاخرى؟
– و لماذا فتح ملفات مرت عليها ست سنوات متعلقة باحتجاجات ساكنة مغربية تعيش في الأطراف و لا تطالب الا نصيبها من التنمية كغيرها من المناطق المغربية؟
ما نريده هو طي هذا الملف نهائيا و الالتفات الى هذه المناطق التي دافعت عن البلد وحمل رجالها السلاح للدفاع عن الوطن و عن الصحراء التي استشهد فيها الكثيرون من أبنائها.
و لا ننس وطنيتهم الصادقة و المتمثلة في الثقة الوطنية التي وضعتها فيهم دولتهم المغربية حين وزعت السلاح على رجال البلدة للدفاع عن وطنهم بعد هجوم البوليزاريو على المنطقة سنة 1979.
و تحية لكل من ساند هؤلاء العشرة المتابعين أفرادا او جمعيات حقوقية و مدنية او مواقع اعلانية.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.