اندلعت حرب كلامية معززة بالاتهامات والاتهامات المضادة بين مديرية الكتاب بوزارة الثقافة والاتصال ومؤسسة الموجة، أو وعلى الأصح بين الحسن الوزاني مدير الكتاب بالوزارة ومحمد مقصيدي صاحب مؤسسة موجة، ابتدأت الحرب بعريضة عرضها مقصيدي للتوقيع من طرف المعنيين ، فرد عليها الحسن الوزاني ببلاغ، ليعيد مقصيدي برد ناري حمل فيه المسؤولية للوزير فيما يحدث داخل الوزارة، هنا تفاصيل هذه الحرب :
العريضة / النداء إلى المثقفين والكتاب والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي: كيف يمكن أن تتحول وزارة الثقافة إلى مؤسسة تقتل الثقافة؟
(المرجو من أجل التوقيع: يتم تسجيل -في التعليق أدناه- الاسم كاملا، والصفة (شاعر، فنان، مثقف،
روائي، أستاذ جامعي، أستاذ، إعلامي، حقوقي، محامي…)، والبلد إن كان من خارج المغرب والمدينة إن
كان داخل المغرب، وكلمة حرة إن كان ممكنا موجهة لوزير الثقافة سواء عن الموجة الثقافية أو عن
الوضع الثقافي العام بالمغرب،
التوقيع يكون بلكتابة في التعليق أسفله، أو إرسال المعلومات المطلوبة إلى :
vague.culturelle@gmail.com ).
تتوجه إليكم مؤسسة الموجة الثقافية للوقوف إلى جانبها في محنتها عبر توقيع هذه العريضة ونشرها ومشاركتها على نطاق واسع على صفحات التواصل الاجتماعي أو من خلال نسخها في ورقة وتوزيعها لجمع أكبر عدد من التوقيعات كخطوة أولى في معركتنا من أجل البقاء، هذه العريضة التي سيتم توجيهها إلى وزير الثقافة باعتباره المسؤول المباشر عن المؤسسة الرسمية الأولى للثقافة في المغرب كما سيتم إرسالها إلى الإعلام وكافة المسؤولين والمتتبعين والمنظمات المهتمة داخل وخارج المغرب.
إن وقوفكم إلى جانب مؤسسة الموجة الثقافية ليس فقط دعم للعمل الثقافي الجاد وللتنوير من أجل الاستمرارية، ولكنه في نفس الوقت فضح للممارسات اللاأخلاقية وللريع داخل دهاليز وزارة الثقافة، ومحاولة لإنهاء كل أشكال التسلط والديكتاتورية والشللية التي تعشعش داخلها. إن الإجهاز على مؤسسة الموجة الثقافية هو إجهاز على كل المجلات ودور النشر والجمعيات الثقافية التي تسير خارج منطق المصالح والولاءات لفئة لا علاقة لها بالثقافة.
إننا نحمل وزارة الثقافة كافة المسؤولية في إعدام مؤسسة الموجة الثقافية ونعلن عن تعليق كافة أنشطتها، كما نطالب وزير الثقافة ب:
أولا: تسوية كل مستحقات المؤسسة التي في ذمة وزارة الثقافة في إطار العقود المبرمة بين وزارة الثقافة ومؤسسة الموجة الثقافية بخصوص السنة المالية 2017، واستنادا إلى قرارات اللجان المنعقدة أواخر سنة 2016.
ثانيا: إصلاح أعطاب سوء التسيير داخل الوزارة، ووضع حد للفوضى التي تعم تدبير الشأن الثقافي المغربي، في كل ما يتعلق بالكتاب والمجلات والأنشطة المرتبطة بها والجوائز التي يتم تفصيل لجانها على المقاس، هذا الفساد الثقافي الذي كانت الموجة الثقافية أحد ضحاياه، وكذا القطع مع حقبة الممارسات التي حولت وزارة الثقافة وخاصة مديرية الكتاب وإدارة المعارض إلى مزرعة شللية وإلى وكالة أسفار سرية يتم فيها توزيع غنائم الدعوات إلى الصالونات والملتقيات في الداخل والخارج، بل حتى ضيوف المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء يتم اختيارهم في الليل حسب مصالح أنانية دون أدنى اعتبار للمصالح الثقافية للمغرب. وتجدر الإشارة هنا إلى عشرات الكتاب المنتمين أو المتعاطفين مع الموجة الثقافية الذين لم تتم دعوتهم مطلقا إلى معرض الكتاب الدولي للبيضاء في تناقض صارخ مع كل مبادئ المساواة.
ثالثا: محاسبة كل من تورط في تبذير الأموال الخاصة لدعم الثقافة والكتاب، أو في استغلالها بشكل منحرف دون سند قانوني أو ثقافي أو أخلاقي، وعلى رأسها الاختلالات المالية المتعلقة بدعم نشر الكتاب، وكذا تمويل أنشطة بعض الجمعيات بسخاء دون رقيب أو حسيب في حين منع مؤسسات أخرى، وأيضا الاختلالات المتعلقة بالمعرض الدولي، حيث تسود المزاجية والريع في مختلف المصاريف ابتداء من طريقة حجز الفندق للضيوف إلى التعاملات التفضيلية مع الناشرين والكتاب في إطار المصالح الشخصية مرورا بعشرات التفاصيل التي تضرب الأهداف النبيلة للثقافة.
رابعا: القطيعة مع زمن السيبة الثقافي داخل وزارة الثقافة، وتجاوز سياسة العصا والجزرة من أجل خلق الولاءات دون أدنى اعتبارات ثقافية. وفي هذا الصدد، تصر مؤسسة الموجة الثقافية على معرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء الرغبة في إعدامها، وهل هي نابعة من داخل وزارة الثقافة، أم من خارجها، وما هي الجهات التي تقف وراءها؟
خامسا: اعتماد مبدأ الشفافية والكفاءة بدل الشللية ومبدأ الريع في كل ما يمس الحياة الثقافية، عبر تشكيل لجان اختصاصات وهياكل واضحة علنية، كأن تكون مثلا هناك لجنة تختص باختيار ضيوف المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء، الضيوف المغاربة حسب معايير واضحة تعتمد التوزيع الجغرافي والتناوب في الحضور، وليس بضعة أنفار تتكرر دعوتهم كل عام، والأدهى أن بعضهم يحضر أكثر من ندوة في نفس المعرض وكأن في المغرب فقط هؤلاء الفتية… والضيوف الأجانب تكون عبر هذه اللجنة دعوتهم أيضا حسب قيمتهم العلمية والأدبية، وليس حسب مصالح هؤلاء النفر في إطار “أدعني إلى معرض البيضاء، أدعوك إلى معرض البلد كذا…”، فتجميع كل السلط التي تتعلق بالكتاب والكاتب في يد شخص واحد يتهامس في الليل مع أشباح الثقافة لتكريس هذا وإبعاد آخر، لن يتم عبره مطلقا تدجين المثقفين في إطار تطبيق الأخ الأكبر لأورويل في حقل الثقافة، بل كل ما سيكون هو الغوص بالثقافة المغربية عميقا في الحضيض.
الأمر ذاته، مع تشكيل لجنة مختصة بالأنشطة التي تنظم خارج المغرب والتي تكون الوزارة طرفا فيها، حتى يتم تجنب أي إقصاء كيدي أو تكريس أنانيات فارغة، وتأسيس لجان تحكيم شفافة – على كل المستويات – بما فيها تلك المتعلقة بجائزة المغرب وليس فقط لجان شكلية تستمع لإملاءات من نصبها على المقاس الذي يريد…
سادسا: الإعلان في موقع وزارة الثقافة على لائحة كل المستفيدين -دون استثناء- من أنشطة الوزارة، ليس فقط الإعلان عن العقود في إطار طلبات العروض، وإنما عن الأشخاص والمؤسسات التي تسلمت المبالغ المالية من وزارة الثقافة سواء في شطرها الأول أو شطرها النهائي، وكذا الإعلان عن مبالغ التعويضات المالية التي يتلقاها الكتاب في إطار الندوات واللقاءات داخل المغرب وخارجه، والإعلان عن كل اللقاءات التي تكون وزارة الثقافة المغربية طرفا فيها حيث تقترح أو ترسل وفدا يمثل المغرب في الخارج. الأمر ذاته ينطبق على كل الحقول الأخرى الفنية.
سابعا: إنصاف مؤسسة الموجة الثقافية وكامل المؤسسات والجمعيات التي تشتغل خارج المحسوبية…
وفي الأخير، نعلن للرأي العام المغربي والعالمي أن الموجة الثقافية لن تتنازل عن أي مبدأ من المبادئ التي تأسست عليها وإن كان في ذلك إزعاج لأي جهة كانت سواء رسمية أو غير رسمية أو حتى اللوبيات المتحكمة كبوليس ثقافي من أشباه الشعراء وأشباه أشباه المثقفين، فلن يزيدنا ذلك إلا إصرارا ونضالا من أجل الاستمرار.
مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات (وزارة الثقافة والاتصال) ردا على منشور مؤسسة الموجة الثقافية
نشر السيد محمد مقصدي على صفحته في موقع الفيسبوك بيانا يورد فيه مجموعة من الاتهامات ضد مديرية الكتاب، وتنويرا للرأي العام الثقافي نعرض في هذا الرد لمجموعة من المعطيات:
أولا: يشتكي السيد مقصدي مما أسماه: نية الوزارة المبيتة لقتل مشروع مؤسسة الموجة الثقافية، وهي شكوى منفصلة تماما عن الواقع الذي يشهد دينامية جديدة مرتبطة بالدعم كما أن وزارة الثقافة والاتصال قد وافقت على دعم مجموع ما تقدمت به مؤسسة الموجة من مشاريع، ويتعلق الأمر ب 27 مشروع كتاب من مجموع 28 تقدمت بها، وكذا 4 مشاريع أعداد من مجلة الموجة، بالإضافة إلى مشروع إطلاق موقع إلكتروني. وكل ذلك برغبة جادة في تشجيع التجارب الجديدة.
وأما مشكل تسوية مستحقات المؤسسة فيعود إلى التهرب من تسوية وضعيتها القانونية والمالية اتجاه الدولة من خلال إحداث حساب في منظومة التدبير المندمج للنفقات GID التي تحكم آليات صرف المال العمومي على الوجه القانوني، حيث لا يمكن للوزارة صرف مبالغ الدعم لأية مؤسسة إلا بعد توفر هذه الأخيرة على وضعية قانونية وضريبية سليمة. وهو الأمر الذي نبهت إليه مصالحُ مديرية الكتاب صاحبَ المؤسسة المشتكية. ومع أن إحداث الحساب المذكور هو مجرد عملية تقنية لا تستغرق أكثر من 24 ساعة؛ فإن المشتكي اختار لأسباب تخصه تهريب الموضوع وخلط الأوراق وإطلاق الأكاذيب زاعما وقوفه على مظاهر فساد داخل مديرية الكتاب، وهي المظاهر التي لا توجد إلا في ذهن وذهان صاحب البيان، بينما يخلو منها تقرير الغرفة الثانية للمجلس الأعلى للحسابات في إطار افتحاصها الدوري لمصالح مديرية الكتاب.
ثانيا : يدعو صاحب البيان إلى نشر نتائج الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة والاتصال. والحقيقة أن الوزارة، كما يعلم الجميع، قد حرصت منذ إطلاق الدعم سنة 2014 على نشر النتائج، مشفوعة بأسماء المستفيدين والمبالغ المخصصة لكل مشروع. في احترام للآجال المحددة للنشر. الشيء الذي يمكن التأكد منه بالعودة إلى أرشيف الموقع الإلكتروني للوزارة.
ثالثا: في كلامه المرسل طعن المشتكي في شفافية تدبير مديرية الكتاب للمعرض الدولي للنشر والكتاب، بينما الحقيقة أن المديرية تدبر المعرض وفق عملية تشاركية من خلال لجنة مؤسساتية تضم 15 مؤسسة ثقافية وبحثية يعود إليها اختصاص اقتراح فقرات البرنامج الثقافي، مما يرد عنها تهمة الاحتكار والتوظيف الشخصي، ويكشف تهافت ما ورد في البيان المنشور.
رابعا: إن الزعم بأن أسماء المشاركين في الفعاليات الثقافية للمعرض الدولي للنشر والكتاب تتكرر في كل دورة هو افتراء تكذبه أرقام المعرض، وأرشيفه الذي يوثق حقيقة أن 280 مشاركا من مجموع 300 مشارك خلال دورة 2018 لم تسبق لهم المشاركة في الدورات السابقة، وهم إما شباب مبدعون نالوا عن أعمالهم الجديدة جوائز مستحقة من مؤسسات مغربية ودولية، أو كُتَّاب قادمون من جغرافيات مغربية متعددة تكسر المركزية الثقافية. أو أسماء متحققة ومكرسة تسافر من خلال منجزها الفكري والإبداعي بالثقافة المغربية خارج الحدود. مما يؤكد أن كل هؤلاء ليسوا أصدقاء الجهة المنظمة للمعرض بل هم أصدقاء الكتاب والإبداع الحقيقي.
خامسا: فيما يخص جائزة المغرب للكتاب، فالجميع ــ باستثناء صاحب المنشور ـــ صار يعرف أن الوزارة حرصت دائما على اختيار لجان تراعى فيها الجدية والنزاهة والقيمة الأكاديمية والثقافية، مع تجديد الأسماء، حيث تم خلال الفترة الممتدة من سنة 2012 إلى 2018 تعيين 212 عضوا، لم تتكرر فيها إلا 10 أسماء. وتتحدى مديرية الكتاب صاحب البيان أن يكشف بالمعطيات إن كان هناك عضو قد تلقى تعليمات من طرف شخص ما من الوزارة أو المديرية.
ختاما، فإن مديرية الكتاب تأسف لكون هذه الاتهامات المضللة تصدر عن جهة ثقافية يفترض فيها تحري الصدق والنزاهة باعتبارهما قيمتين أخلاقيتين أولا، وثقافيتين ثانيا. وتؤكد للرأي العام أنها تظل منفتحة على أي تساؤل يخص طرائق تدبيرها للشأن الثقافي المتصل بالكتاب، وذلك بروح المسؤولية التي تتيح المعلومات والحقائق.
وزارة الثقافة المغربية تأكل أولادها !!!
هل وزير الثقافة المغربي على علم حقا بما يجري في وزارته من كواليس؟ هل يعرف بتكتلات عصابات أشباه الكتاب وحروبهم على الثقافة من داخل ردهات إداراته؟ هل يدرك حجم تغول عصابة ثقافية -لا علاقة لها بالثقافة ولا بوزارة الثقافة – في دواليب الشأن الثقافي العام مستغلين قربهم الشديد من مدير مديرية الكتاب والخزانات والمخطوطات السيد (الشاعر) حسن الوزاني؟
لا أعتقد ذلك. لي اليقين أن وزير الثقافة لا يفقه مما أقول شيئا، وإلا لما كان قد سمح لوزارته بإصدار ذلك البيان المرتبك والرديء لإنكار كل تلك الاختلالات التي أشرنا لها، ولكان قد أعلن فورا على التدقيق في كل ما ذكرناه، بدل أن يسمح للسيد (حسن الوزاني) أن يأكل الثوم بفمه وأن يرد علينا بأكاذيب مفضوحة.
مما جاء في بيان وزارة الثقافة المغربية للرد على مؤسسة الموجة الثقافية، أن الشأن الثقافي المغربي بألف خير وعافية، وأن هنالك شفافية مطلقة في معرض البيضاء الدولي للكتاب، كما أن هنالك غياب تام للمركزية الشعرية والثقافية، بل كل ما هنالك فقط هو انفتاح بعدالة ثقافية عالية على الهامش بدل المركز… وهنالك شفافية في الجوائز ولجانها التي شكلتها أصابع حسن الوزاني وعيونه… كان ينقص البيان ومن صاغة فقط أن يرسم السعادة على شفاه الكتاب المغاربة وأن تتم كتابته باللون الوردي…
لقد تحدى السيد (الشاعر) حسن الوزاني أن نأتي من الأدلة بما يؤكد كلامنا، وقد قال أن 280 ضيفا للمعرض من 300 لم يحضروا الدورات السابقة !!! ونحن نضع في هذه الجمل القصيرة والبسيطة، قبل أن نضع الملف كاملا بين أيدي الوزير والرأي العام بعض المعلومات الصغيرة والأمثلة المحدودة جدا في عجالة :
إن القارئ أو الباحث عن الحقيقة بمجرد أن يفتح برنامج ضيوف المعرض الدولي للكتاب للبيضاء سيجد الكارثة التي قدمها السيد مدير مديرية الكتابة والخزانات والمخطوطات للثقافة المغربية، وسوف نأخذ هنا فقد برامج الدورات الأربع الماضية، أي لأربع سنوات، لنشرح له بالسبورة والطباشير ما نعني:
السيد مدير مديرية الكتاب والخزانات والمخطوطات (الشاعر) حسن الوزاني، استدعى صديقه الشاعر السوري نوري الجراح في كل هذه الدورات بدون استثناء !! ألا يبدو الأمر مريبا جدا جدا؟ طبعا سنفهم أن وراء الأكمة ما وراءها عندما نعرف أن نوري الجراح هو مسؤول القسم الثقافي لجريدة العرب اللندنية التي يكتب فيها المدير المركزي حسن الوزاني مقالا أسبوعيا !!
ماذا نجد أيضا؟ نرى أن ضيوف المعرض يتم انتقاءهم حسب صداقاتهم مع عصابة ثقافية تريد أن تبسط هيمنتها ونفوذها على كل الإبداع المغربي. وإلا كيف نفهم أيضا أنه في ظرف هذه الأربع سنوات، جاء الشاعر الجزائري بوزيد حرز الله كضيف أجنبي للمعرض الدولي مرتين ! وكيف جاء المصري وحيد الطويلة كضيف للمعرض في 2016 وزوجته تأتي أيضا كضيف للمعرض في 2018 لتحاضر في تاريخ العلاقات المصرية العربية !! في حين مثلا يتم تجاهل الإعلامي المصري بجريدة الأهرام وكاتب كتاب “المغرب بعيون مصرية”، والمتزوج من مغربية فوق هذا وذاك الكاتب أيمن عبد العزيز !!!! ولا يخفى عليكم لماذا هذا الأمر بالضبط، وكيف تنسج هذه العلاقات، وتعرفون من أولئك الأشخاص الذين يملون على السيد (الشاعر) حسن الوزاني ذلك…
بل كيف يعقل وفي أي سياق، وأية لجنة تابعة لوزارة الثقافة استدعت بكل وقاحة في آخر لحظة قبل بداية المعرض بقليل المصرية رشا سمير سنة 2015 قادمة من مصر ونازلة في فندق ضيوف المعرض، على حساب المال العام الذي يدفعه المغاربة ، دون أن تكون لها أية ندوة أو مشاركة رسمية في المعرض، حتى أن اسمها غير موجود على الكاتالوغ، باستثناء أنها جاءت في سياحة ووقعت إحدى كتبها في الدار التي أصدرت عملها !!! فهل أصبحت وزارة الثقافة في عهد مدير مديرية الكتاب حسن الوزاني تؤدي نفقات الكتاب الذين يوقعون كتبهم مع دور نشرهم؟؟ أم كان ذلك برغبة شخصية ومزاجية لا تقيم أي اعتبار لأي كان داخل المغرب وتتحدى كل المغاربة ؟ أليس هذا قمة العبث الثقافي؟ وفي هذا الباب، أدعو الوزير لافتحاص أسماء الضيوف الذين ينزلون في الفنادق على حساب الوزارة، ولا تربطهم بأنشطة المعرض الدولي أية رابطة فعلية سوى صداقاتهم مع جماعتنا إياها، وكما قلنا، فقد تحولت وزارة الثقافة بقدرة قادر إلى ملحقة بوزارة السياحة في عهد السيد (الشاعر) حسن الوزاني !!! وهذا الباب أيضا إن فتحناه سنجد باب جهنم.
هنالك جماعة ثقافية لا علاقة لها بالثقافة هي التي أصبحت في عهد السيد (الشاعر) حسن الوزاني، تتحكم في كل صغيرة وكبيرة في الشأن الثقافي، مستعملة سوط الترهيب، والعصا والجزرة. فهي من يحدد لجان الدعم، وهي من يحدد من يحضر لهذا الملتقى ومن لا يحضر، وهي من تختار لجان تحكيم الجوائز فيما بينهم وهلم جرا…
لقد تحولت إدارة مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات المعرض الدولي للكتاب إلى حفلة عائلية يتم استدعاء الكتاب فيها على أساس مصالح ضيقة، حيث يتم أولا تكريس نفس الوجوه في ضرب سافر لكل أخلاق الأدب والثقافة، واستبعاد كل التجارب الحقيقية التي لا توافق هواهم. ومن جهة أخرى، يتم توجيه الدعوات إلى ضيوف المعرض من خارج البلد على أساس ماذا سيقدم لهم هؤلاء الضيوف من مقابل: سواء تعلق الأمر برد الجميل وتوجيه الدعوة لهم أيضا إلى معارض البلدان التي ينتمون إليها، أو أن يغدقوا عليهم من أموال المجلات والقنوات الثقافية التي يديرونها وتلميع صورتهم في الأوساط الثقافية أو حتى طمعا في جائزة يشرفون عليها… أسماء أجنبية كثيرة أخرى يتم استدعاءها في إطار معروف من طرف السيد حسن الوزاني وأصدقاؤه، وغالبية المثقفين والكتاب المغاربة يعرفون القصة عن ظهر قلب.
يقول بيان وزارة الثقافة بتوقيع من مدير مديرية الكتاب والخزانات والمخطوطات بكل وقاحة أنه ليس هنالك تكرار للأسماء !
ما رأيك في هذه الأرقام استنادا على الأربع سنوات الأخيرة، دون أن نخوض في مدى قيمتها، نحن نتحدث هنا فقط عن تكذيب الوزارة لنا:
الصديق الحميم لمدير المديرية (حسن الوزاني) ياسين عدنان، والمعروف بصاحب اليد الطولى في وزارة الثقافة، حضر طيلة الأربع سنوات كضيف للمعرض بشكل دائم، شقيقه طه عدنان حضر أيضا أربع مرات، (فقط كانت آخرها بدعوة من مجلس الجالية)، حسن نجمي حضر كضيف طيلة الأربع دورات السالفة، زوجته عائشة البصري حضرت أيضا كضيف للمعرض طيلة الدورات التي نتحدث عنها كمثال. هل أضيفكم أسماء أخرى؟ هنالك لائحة طويلة، طويلة جدا…
محمد برادة، أحمد عصيد، حسن أوريد، عادل الحدجامي، شرف الدين ماجدولين… واللائحة تطول، ولو استرسلت فيلزمني أن أخصص المقال كله فقط لذكر الأسماء ولن يكفيني، وكأن المغرب لا يوجد به سوى أصدقاء حسن الوزاني وأصدقاء أصدقائه ( وهم على رؤوس الأصابع) -وأكرر لا أتحدث عن قيمة هؤلاء الأدبية-، لن تستغربوا إن وجدتم أن نفس الأسماء هي التي تحتكر اللجان وتحتكر الجوائز وتحتكر السفريات وتحتكر وتحتكر وتحتكر…
هنالك حوالي -أو أكثر- من خمسين شخصا حضروا دورة 2018 وحضروا دورة 2017 أيضا، أليس هذا هو عين الفساد الثقافي؟ من يكذب الآن ونحن نقرأ برنامج المعرض المتواجد للعموم، مؤسسة الموجة الثقافية أم وزارة الثقافة؟ هنالك حوالي 50 كاتبا أيضا حضروا في الدورات الأربع الأخيرة ثلاث مرات على الأقل !!! ثلاث مرات من أربع يا وزير الثقافة ! ثم أيمكن لعاقل أن يستوعب أن هنالك من هذه الأسماء من يحضر لأكثر من ندوة في نفس المعرض في حين يتم تهميش وإقصاء كل كتاب المغرب الحقيقيين الذين لا يدخلون في حسابات الوزاني وأصدقائه !! وقد حدث أن تم تقديم أكثر من ندوة في نفس المعرض مع كثيرين مثل : طه عدنان، ونوري الجراح، ومحمد برادة، وحسن نجمي… في حين العشرات من الكتاب الحقيقيين المغاربة لم تتم دعوتهم مطلقا ولا مرة واحدة مطلقا وهم يكتبون لعقود طويلة…
ألا نسمي هذا قمة الإبداع في الفساد الثقافي؟؟؟
أيها السيد الوزير، حتى لو كان هؤلاء الأشخاص هيجل وغوته وسيرفانتيس، ما كانوا ليقيموا بشكل دائم ومتواصل في كل دورات المعرض، لو كان سقراط وأرسطو وغاليلي أحياء مغاربة، لأفسحوا المجال لآخرين… فهنالك آلاف الكتاب والمبدعين في كل المجالات الأدبية والعلوم الإنسانية، حازوا مناصب رفيعة في العلم والعطاء ولم يتكرم السيد حسن الوزاني وأصدقائه باستدعائهم…
وإن نظرنا إلى لجان الجوائز سنجدهم فقط هم من زمرة تلك الأسماء المقيمة في المعرض أو من ندمائهم وأصدقاهم، لا يمكن لعقلي المتواضع أن يقبل فكرة أن شخصا ما زال يحبو في الشعر (وهو طبعا من المقيمين الدائمين في المعرض) يتم تعيينه في لجنة تحكيم جائزة المغرب للشعر، وهو من سيقوم بتقييم أعمال كبار الشعراء الذين يفوقونه بسنوات ضوئية؟ أليس من المنطقي أيها السيد الوزير أن من يحكم على أعمال أدبية يجب أن يكون على الأقل في قيمتها، وليس أقل منها وأقل من تجارب أصحابها بعقود بيولوجية قبل أن تكون إبداعية؟ أليست فضيحة كبرى؟؟؟
ثم يقول بيان الوزارة أن كل اللجان جميلة ورائدة وأنها تشتغل وفق صرامة علمية وأدبية، ألستم تذكرون الفضيحة المدوية التي أدت إلى حجب جائزة المغرب للشعر في عهد مدير مديرية الكتاب الحالي قبل سنوات قليلة والتي خرجت رائحتها النتنة إلى الصحافة حتى أزكمت الأنوف، أليس كان من بين أعضاءها من هو يحضر بشكل دائم للمعرض؟؟؟
الأمر لا يقتصر فقط على معرض الكتاب، بل يمتد لكل ما طالته يد السيد مدير المديرية حسن الوزاني من أنشطة ثقافية ودعم مالي للكتاب وهلم جرا، وإن تحدثنا عن الدعم المالي للثقافة طيلة مدة السيد الوزاني سنجد من الاختلالات المالية ما يندى لها الجبين، حيث يتم توزيع المال العالم على الأصدقاء واقتسامه بشكل مفضوح، يمكنكم العودة على سبيل المثال لا الحصر أيضا في هذا الباب إلى الإقامات الأدبية وغيرها، وسنخصص لهذا الباب مقالات عديدة بتفصيل…
للأسف الشديد، هذه كارثة تسيء إلى الإبداع المغربي، لقد أصبحنا في المغرب في السنوات الأخيرة من الدول التي تئن بشكل كبير تحت وطأة وفظاعات سوء التسيير الثقافي الفاحش. بل حتى أنه لم تعد لجوائز وزارة الثقافة طعم بسبب سوء التسيير والاختلالات التي أوصلها إليها المدير (الشاعر) حسن الوزاني. لقد تحولت وزارة الثقافة إلى وكالة أسفار سرية وإلى شللية مفضوحة جدا. اليوم، الكثير من كتاب المغرب غسلوا أيديهم على تدبير الشأن الثقافي، وقاموا بصلاة الجنازة على الأمل في الإصلاح دون رحيل تلك اللوبيات التي تنخر الثقافة والإبداع المغربي، ولعل هذا ما يفسر مقاطعة كتاب المغرب لأنشطة المعرض الدولي للبيضاء في نسخته الأخيرة، لقد ظلت كراسي القاعات فارغة، لأن المثقفين أصابهم السأم واليأس من حال المغرب.
ولا يغرنكم الأرقام التي تعلنها وزارة الثقافة عن عدد زوار المعرض يوميا، فنسبة كبيرة منهم أطفال يتم جلبهم من المدارس، من أجل أن يتم تسجيل أرقام حضور عالية حتى يتم التغطية على الفشل الذريع لإدارته…
هنالك محاولة لتصفية كل شعراء ومثقفي المغرب، خاصة مثقفي الهامش، من أجل إيهام القراء والكتاب خارج المغرب، وإيهام حتى السلطات السياسية داخل البلد أن تلك الفئة اللاأخلاقية هي الممثل الشرعي والوحيد للثقافة، إنهم لا يجتهدون في تطوير تجربتهم الشعرية أو الأدبية بل كل ما يسعون إليه طيلة الوقت هو العمل على خنق الأصوات الإبداعية التي تتجاوزهم بكثير، والمثابرة على ألا تصل.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.