“مصطفى بايتاس”باعمراني في جبة أمغار سعيد
الرباط: الحسين أبليح
بروفيل جانوسي: من “بولعلام” إلى شارع جون جوريس بالرباط، اختط “مصطفى بايتاس” طريقه بتؤدة وأناة ممتطيا صهوات العلم والدرس التي حملته من جامعة القاضي عياض بمراكش إلى المدرسة الوطنية للإدارة بالرباط.
مساره العلمي “المِيتِيس” جعل منه رقما صعبا في المحاججة والخطاب
تأبط علما
من “بولعلام” إلى شارع جون جوريس بالرباط، اختط “مصطفى بايتاس” طريقه بتؤدة وأناة ممتطيا صهوات العلم والدرس التي حملته من جامعة القاضي عياض بمراكش إلى المدرسة الوطنية للإدارة بالرباط.
مساره العلمي “المِيتِيس” جعل منه رقما صعبا في المحاججة والخطاب، فهو المازج بين علوم التربية، حيث مفازات مونتيسوري وجون ديوي وبياجي، وبين علم السياسة والقانون والاقتصاد سالكا دروب ميشيل روسي، إيرهارد، وشيندلين.
القادم من تضاعيف المغرب العميق، على خطى سيرجيو ليوني، لم يَعْزُب عن باله ثقل قضية أيتباعمران، وهو الذي حملها غضا طريا، ولم يَخِر تحت وطأة الأقدام التي داست بولعلاموكولوميناوالبارانديا ذات سبت أسود، بل أكمل الترافع وأجاده وبرع فيه، حد التماهي مع رموز المقاومة الباعمرانيين الذين قضوا بأيت عبلا وتابلكوكت.
القادم من تضاعيف المغرب العميق، على خطى سيرجيو ليوني، لم يَعْزُب عن باله ثقل قضية أيتباعمران
لماذا مصطفى بايتاس؟
في دائرة انتخابية توصف بمجموعة الموت، سيعلَن عن اسم مصطفى بايتاسوكيلا للائحة انتخابات مجلس النواب بسيدي إفني، في الوقت الذي نزلت فيه باقي الأحزاب بأساطينها وآلاتها الانتخابية المتجردة عن كل السياقات الضرورية اللهم إلا حضورها بميكانيزمات القطع واللصق الانتخابي التي تجيدها إجادة احترافية.
ما معنى أن ينزل شاب يمثل الجيل الجديد من الوجوه التي جاءتإلى السياسة بفكر ومنهجية ورؤى حداثية، في ساحة محتلة بأباطرة الانتخابات؟
هل لأن الرجل حاز ثقة أجهزة الحزب، أم لأن سمعته الطيبة وقربه من الساكنة طيلة مدة انتدابه كافيان لترجيح كفته؟.
تلمس الإجابة من ساكنة تعدادها 19 ألف نسمة ليس مهمة مستحيلة. الكل بات يطالب بممثلين ذوو كفاءاتعلمية ومعرفية لتمثيل الاقليم أحسن تمثيل، بل الكل يجمع على نهاية النخب البرلمانية التقليدية، بما فيها هذه النخب نفسها (رسالة حسن الدرهم)، وأصبح الرهان على برلماني من جيل محمد السادس قادر على تطويع الأوراش الكبرى، وعلى رأسها النموذج التنموي الجديد، وخيار الجهوية، وقضايا التربية والتكوين والإصلاحات الاجتماعية والصحية والبرامج الاقتصادية.
الكثيرون يقرون في قرارة أنفسهم أن صوت سيدي إفني لم يكن يوما مسموعا بجهورية في البرلمان وفي اللجن كما كان عليه الحال في الولاية الفارطة، وهو ذات الصوت الذي أسمع من به صمم في كل المحافل والمؤسسات، بنبرات الأمل والصدق والكفاءة والأخلاق، ممتشقا نبوءة ممارسة السياسة بشكل مختلفومنتج لخطاب سياسي واقعي.
أصبح الرهان على برلماني من جيل محمد السادس قادر على تطويع الأوراش الكبرى،
صمود وسط الإعصار
لا تفارقه لفافات قضايا الباعمرانيين، كأنه يحتمي بها من الخروج من جبة أمغار سعيد، ومن قضية إلى أخرى، تتسارع خطى المعارك في اتجاهه، فلا يكاد يغادر معركة إلا لينخرط في أخرى غير آبه بالتبعات فهو القائل أنالمعركة هي التي تَمِيزُ الخبيث من الطيب، ولأنه هكذا، فلم يتورع في وصف مشروع قانون المالية المعدل بمشروع المحبط جدا، تجميع لإجراءات تنظيمية لا غير، وافتقاد للرؤية الاقتصادية.. بلا ما يقول لي شي واحد على أنني في الأغلبية.. هذه قناعتي، وذلك موقفي.
خلال المناقشة العامة لقانون المالية للجنة المالية بمجلس النواب، واجه بايتاسالقيادي الإتحادي رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، متهما إياه بـ”تبخيس العمل الحزبي” و تجاوز صلاحياته عقب صدور تقرير المجلس. معركة أخرى وجد إليها بايتاس منفذا، مسائلا الشامي “عن المعايير التي استند إليها للحكم على الأحزاب السياسية ووصفها بعدم اليقظة والفعالية وكيف تناسى هذا التقرير الأدوار التي قامت بها الأحزاب في ملفات متعددة”.
المعركة هي التي تَمِيزُ الخبيث من الطيب
وفي عز جائحة كورونا، حذّر مصطفى بايتاس، من تخوين المؤسسات الجمعوية المدنية التي تشتغل وفق القانون، ولم تأخذه الرأفة بمن أسماهم بمحترفي المال الذي يأتي من الدول الأجنبية لي ما تنعرفوش المصادر ديالو، وتُخدم به أجندات سياسية ودينية.
ولأمر ما، لن ينسى من يهمهم الأمر الكلام القوي لبيتاس الذي دق ناقوس الخطر لمن يستعمل القفة، وحقق بها مآرب سياسية كبرى، في وقت تواج فيه جمعية مدنية تشتغل في إطار القانون، أموالها معروفة من مساهمين مغاربة. “البؤس هو استغلال قضايا الناس البسطاء” – يقول بايتاس-.
التعليقات مغلقة.