مرثية عبد القادر اعبابو
الحسَن الكَامَح//
وقف الموت على باب قلبي
وقال لي ترجَّلْ
أيها العاشق الحياة ترجَّلْ قليلا
قلت يا موتُ
أنا متعبٌ من هذا العمر
الممتد بين جبال السنوات ليلا طويلا
قال: احمل عمرك كما يحلو لك
ولا تتريث
إلا على مشارف قبرك عاشقا جميلا
قلتُ: مرَّ العمر عليَّ
وأنا أقاوم السقم بالفن
والحروف التي تعطر قلبي دليلا
وما شكيت لها عن معاناتي
بين دهاليز العمر
وقد حملت هذا الجسم سبع عقود وما تعبتُ
ولا رميت عني حملي الثقيلا
من ركح إلى ركح أحمله
يمضي العابرون عاما بعد عام
عنْ هذا الركح، ولا أمضي
أعاند الوقت كي لا يأخذني بعيدا قتيلا
وأكتب أسراره على إيقاعات الخطى
من مقهى إلى مقهى إلى هذا الركنِ
والقلب ما سئم النبض ولا
الرقص على أطراف المدينة نسيما عليلا
قال الموتُ: ترجل يا عاشق الحياة، ترجلْ قليلا
هل أنعيك أخي عبد القادر
أم أنعي هذا الوقت الأسود
الذي يأخذ منا وجه بعد وجه ألفناهُ…؟
هل أنعيك….
أم أنعي القصيدة
التي امتدت فينا بلا نكهة
نبحث عن وجه ودعناهُ…؟
آه أيها الموت ما أقساك
آه أيها الموت ما أتعسنا
ونحن نجوب شوارع الحياة بلا أمل
أن نعانق وجه أحببناهُ.
————————-
الحسَن الكَامَح
البيضاء: 20 يناير 2020
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.