مدينة إنزكان بعيون أحد أبنائها الأوفياء : رواية “كيل كبد”للكاتب أحمد إدوخراز

لنص السردي كما أحب الأستاذ أحمد إدوخراز وصف مؤلفه “كيل كبد (كية مدينة)”،(دجنبر 2024) ليس فقط مذكرات أحد أبناء إنزكان كما تذكرها في لحظة وعي بأهمية الكتابة في مواجهة خطر النسيان، أو سيرة ذاتية لمؤلف تتقاطع فيها الحياة الخاصة مع تاريخ مدينة، أو رواية يحكي فيها الكاتب عن منعرجات حياته، بحلوها ومرها،…إنه قبل كل شيء “صرخة” مدوية و”مرافعة” تاريخية من أحد مثقفي مدينة ترفض مثقفيها، وتدفعهم للاشتغال بعيدا عنها، مدينة تلفظ أبناءها الحاملين لكل فكرة “خارج الصندوق”، وتدفعهم بعيدا في اتجاه شواطىء مجهولة، حين أريد لها أن تكون مدينة بدون تاريخ وبدون ثقافة وبدون هوية. مدينة وسط سوق كبير.

يقول المؤلف :”إمزكان التليدة التي فقدت هويتها النباتية بعد أن إختفى نهائيا غطاؤها النباتي الأصيل، كما انعدم وحيشها البري، واندرس الكثير من أمارات حياتها البدائية وانطمست معالم تضاريسها المتنوعة، فهي بصدد أن تفقد هويتها التاريخية الثقافية التي تشكلت في رحلة ملحمية يجهلها قاطنوها أكثر من غيرهم”(ص.14). ويضيف “فهل يتأتى لحبيبتنا إنزكان “مهاتما (غاندي)” متعدد تعدد قاطنيها، أصيل أصالة تاريخها، شريف شرف ولادتها، مسكون بروح الأرض وعشقها، كثير الحب فاني الحقد، وافر الكرم عديم الطمع،…”(ص.16). يوما ما، من يدري؟

لقد نجح الأستاذ إدوخراز في أن يقدم لنا نصا يصعب تصنيفه، لكن الأكيد أنه نص أدبي رائع، بحمولة تاريخية وأنثربولوجية وإثنوغرافية وطوبونيمية…وفي لغة عربية فصيحة، لم يتنكر فيها الكاتب للغته الأمازيغية، لغته الأم، التي أوجد لها مكانا أساسيا في النص، كيف لا وأحداث النص وشخوصه وأماكنه ينتمون لمدينة إنزكان، في زمن كانت أغلبية ساكنتها ناطقة بهذه اللغة.

“كيد كبد”، هذا النص المنفلت في زمن الرداءة هو نتاج معاناة داخلية من كاتب أحب مدينته حد الإذمان، فأعطانا نصا نتمنى أن يريحه نفسيا مثلما أمتعنا أدبيا


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading