محمد كروم إلى وهبي : عبد القادر الصابر رجل يجمع الناس على الإشادة بأخلاقه ويشهدون على تفانيه في عمله
قدم الأديب محمد كروم القاص والشاعر والروائي إهداء خاص إلى عبد القادر الصابر المدير الإقليمي لقطاع الثقافة بتارودانت وطاطا على إثر الكلمات التي وجهها له الأستاذ عبد اللطيف وهبي رئيس المجلس الجماعي ووزير العدل خلال حفل افتتاح المركز الثقافي بعد انتظار طويل.
وقد خلفت تلك الكلمات اللامسؤولة: ” أنا وزير العدل كنعرف لون التقاشر لي كتلبس ” والتي أثارت عدة ردود أفعال سلبية من مختلف الشخصيات الثقافية والجمعوية تضامنا مع المدير الإقليمي” قطاع الثقافة”.
وبدوره تضامن الأديب محمد كروم الرئيس السابق لجمعية مبدعي ابن سليمان الروداني مع الأستاذ عبد القادر الصابر ونشر على صفحته بالفيسبوك بتاريخ 09 دجنبر 2021 إهداء ننشره كاملا مع التضامن معه .
سعيد الهياق
إهداء: إلى عبد القادر صابر، المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتارودانت.
(هذه الحلقة نشرت قبل تاريخها المبرمج سلفا، تضامنا مع السيد عبد القادر صابر )
الحديث عن ملتقى تارودانت الوطني للقصة القصيرة وغيره من الأنشطة يقتضي الحديث عن الدعم، إذ لا يمكن لأي نشاط أن يقف على أرجله دون سند واحتضان. والدعم الذي نقصده مادي ومعنوي.
الدعم المعنوي، والسند الروحي أغدقه على الجمعية أصدقاؤها ومحبوها، الذين كانوا يحضرون أنشطتها، ويتفاعلون معها، وهم كثر لا يمكن الإحاطة بذكرهم.
أما الدعم المادي فهو القيمة المالية التي تقدمها المؤسسات العمومية لجمعيتنا كما تقدمها لمختلف الجمعيات. وفي هذه الحلقة سأشير إلى تلك الجهات على أن أركز على جهة واحدة لاعتبارات عديدة. أما الجهات المقصودة بالإشارة فهي المجلس الجماعي لتارودانت، ومركز سوس ماسة، وعمالة تارودانت.
مع التنبيه إلى أن عمالة تارودانت لم يتجاوز دعمها مرة واحدة. أما الجهة التي سأركز عليها فهي مديرية الثقافة ممثلة في مديرها الإقليمي السيد عبد القادر صابر.
ظلت مديرية الثقافة سندا معنويا وماديا لنادي الإبداع، ولجمعية مبدعي ابن سليمان الروداني. فقد كان محمد لمين لفترة طويلة حاضرا بيننا، ومدعما كل خطواتنا، ومعه الإطار مولود شهبون. ثم جاء المدير الإقليمي عبد القادر صابر فقاد تلك العلاقة إلى آفاق أرحب. فرغم كون الدعم الذي تقدمه المديرية لجمعيتنا لم يكن يتجاوز 2000 درهم، إلا أنه كان دالا، وذا رمزية خاصة. هي الرمزية نفسها التي يعكسها دعم المديرية الجهوية المعنوي، منذ عهد مديرها الأسبق عز الدين بونيت وأحد موظفيها دائم الابتسامة عبد الله أبودرار.
عبد القادر صابر هذا رجل يستوجب منا أن نقول في حقه كلمة وشهادة. عرفت هذا الرجل، أو الشاب الذي يفيض حماسة واستعدادا للعمل من خلال محطات عديدة، لا تخص جمعيتنا فقط بل تخص كل الجمعيات ذات الأهداف المتشابهة.
في كل تلك المحطات لم يكن ذاك المسؤول الإداري المولع بالمكاتب أو المقيد بالمساطر، بل كان المثقف والمنشط الذي ينزل إلى الميدان فيسعى على قدم وساق لإنجاح عمله.
1 ـ المحطات التي جمعتنا كما أسلفت عديدة منها:
رواق باب الزركان: رغم شكله الهندسي، ورغم ارتمائه على جانب المدينة صار هذا الفضاء أكثر إشعاعا وجذبا للمهتمين بالشأن الثقافي في المدينة. فلم يكن هذا المسؤول يتأخر عن الترخيص لطالبي استغلال فضائه، ولم يكن يتأخر عن الحضور والمتابعة أيضا، كما لم يكن يتأخر عن المبادرة بتنظيم الأنشطة. فصار الرواق ملتقى الشعراء والفنانين التشكيلين، كما أضحى فضاء للندوات وتقديم الكتب، أو الاحتفاء بالتجارب وتكريمها.
2 ـ المعرض الإقليمي للكتاب: عشنا معه أيضا تجربة المعرض الإقليمي للكتاب في ثلاث دورات: دورة أولاد تايمة، ودورة تارودانت 2019، ودورة طاطا 20120
تنظيم ثلاث دورات من المعرض الإقليمي للكتاب في مجال إدارته يعد نجاحا كبيرا، فقد فك العزلة الثقافية عن مناطق طالما اشتكت من التهميش، ووفر فرصة للتعريف بالكتاب المحلي، وخلق إشعاعا ثقافيا قل نظيره. فوائد تلك التظاهرة يشهد عليها القاصي والداني، ويعرفها الكبير والصغير، ويلمسها القارئ والتاجر.
أثناء الاستعداد لتنظيم المعرض في تارودانت تم استدعاء جميع الفاعلين والمهتمين وإشراكهم في التحضير للتظاهرة والإدلاء باقتراحاتهم، وهو ما انعكس على مستوى برنامج المعرض وإشعاعه وآثاره، حيث أقر الجميع بغنى فقراته وشموليتها.
وفي كل لحظات المعرض وفقراته كان هذا المسؤول الشاب يقف منضبطا كعسكري يسهر على احترام تنفيذ البرنامج، والتزام جميع الأطراف المشاركة بالوقت المخصص لها، ولا يغيب أبدا عن تتبع الندوات ومواكبة العروض والتوقيعات، والتفاعل مع النقاش، مهما استبد به التعب.
وفي معرض طاطا ظل الرجل وفيا لخصاله تلك. ولم يتزحزح عنها قيد أنملة. بل كان لا يجد حرجا في التخلص من لباسه الرسمي والانخراط في معمعة التنظيم والتأطير، مشمرا على ساعديه وساقيه غير مبال بلون جواربه / تقاشره، وطبيعتها التي يعتبر البعض معرفتها منتهى الذكاء والدهاء.
وقد كان لي شرف تقديم روايتي “سيدات المدينة” في معرض تارودانت، وتقديم “الحياطة في الرحلة إلى طاطا” في مدينة طاطا. كما كان لي شرف المساهمة في تقديم بعض إصدارات الزملاء. وكان لجمعية مبدعي ابن سليمان الروداني شرف تأطير بعض الورشات لفائدة التلاميذ زوار المعرض.
3 ـ دعم الكتاب : لا تتوقف علاقتنا بهذا المثقف الجاد عند حدود الأنشطة الرسمية بل امتدت ظلالها خارج هذا الإطار، حيث كان خلال بداية الحجر الصحي من متتبعي حلقات ” رسائل من زمان كورونا ” التي تبادلتها مع الصديق منير المنيري على صفحات الفايس. كان من متتبعيها والمتفاعلين معها. وقد أفضى هذا التفاعل إلى تنظيم ندوة افتراضية ( ليلة 05 ماي 2020 ) تحدثنا فيها عن تلك الرسائل، ورددنا على أسئلة المتتبعين. وقد أدار الندوة باقتدار وحظيت بعدد هائل من المشاهدات.
هذه المبادرة لم تتوقف عند هذا الحد بل دعم ماديا إصدار تلك الرسائل في كتاب ورقي يحمل العنوان نفسه. وهو ما تحقق في شهر أكتوبر 2020.
4 ـ المسابقة الإبداعية في ظل جائحة كورونا: لم تتوقف مبادراته عند ذاك الحد أيضا بل في الموسم الموالي ( من 28 مارس إلى 18 ماي 2020 ) نظم لفائدة الأطفال واليافعين والشباب ( في تارودانت وطاطا ) مسابقات في مختلف أنواع الإبداع الثقافي والفني ( الشعر ـ القصة القصيرة ـ الفنون التشكيلية ـ التصوير الفوتوغرافي ) إضافة إلى مسابقة القارئ الصغير. وقد لقيت تجاوبا وتفاعلا كبيرين. وظل يدير هذه المسابقة من لحظة الإعلان عنها إلى حين انتهائها، وكان لنا شرف قراءة نصوصها القصصية والمساهمة في تقييمها.
5 ـ الندوة الفكرية: بتنسيق مع ثانوية محمد الخامس والمجلس الجماعي وبحضور نخبة من الأدباء والباحثين نظمت أيضا مديرية الثقافة ندوة فكرية في موضوع “الخزانة التراثية الإمام علي”، يوم فاتح دجنبر 2018. وكان لي شرف المساهمة فيها بورقة حول واقع القراءة.
6 ـ ملتقى تارودانت الوطني للقصة القصيرة: ظل الأستاذ عبد القادر صابر حاضرا في كل دورات الملتقى الوطني للقصة القصيرة منذ تحمله مسؤولية مديرية الثقافة بالإقليم. يساهم في كل افتتاح بكلمة تعكس حرصه على خدمة الشأن الثقافي ودعمه.
هذا غيض من فيض رجل يجمع الناس على الإشادة بأخلاقه وطيبوبته، ويشهدون على تفانيه في عمله. فكأن المتنبي تحدث عنه بظهر الغيب حين أنشد:
عقم النساء، فما يلدن شبيهه ……. إن النســــاء بمثـــله عقــم.
سيرة موجزة لعبد القادر صابر:
1 ـ حاصل على الشهادات الآتية:
ـ بكالوريا في العلوم الرياضية؛
ـ الإجازة في الكيمياء، بميزة مستحسن: الرتبة الأولى في فوجه سنة 2001؛
ـ دبلوم الدراسات العليا المعمقة، بميزة حسن: الرتبة الأولى في فوجه سنة 2003.
2 ـ عين موظفا بوزارة الثقافة في أكتوبر 2007 ، مديرا لدار الثقافة بسيدي يحيى الغرب ـ القنيطرة.
3 ـ عين رئيسا لمصلحة الشؤون الثقافية بالداخلة 2009؛
4 ـ عين مديرا إقليميا لوزارة الثقافة بتارودانت 2016.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.