محمد شنيب* : ليبيا الآن..

ذاكرة الشعوب  هي ما تبقى من الماضي وعصارة التاريخ لحياة هذه الشعوب،ناقلة حوادث الماضي بكل ماتحمله من سيئ وجيد ،من نضال وما تحقق من نتائجه.

فعجلة التاريخ الدوار تدور وتظل تذكرنا بالماضي وتفاصيله وخاصة إذا لم يكن من القدم حتى يتم نسيانه مع تآكل هذه العجلة.

فبالرغم من التطلعات والآمال التي صاحبت تطلعات الليبيين في إنتفاضة فبراير 2011 وما كان يطمع فيه الليبيين من تحقيقيها منذ حصولهم على الإستقلال في ديسمبر 1951 والتي بداء طمسها الملك إدريس السنوسي والجماعة المحيطة به وبالذات رئيس حزب الإستقلال آن ذاك ومن كان معه  منذ توليهم الحكم  والذي إرتبط بالعمالة مع المخابرات الأجنبية وبالذات المخابرات  البريطانية وما قاموا به إبان الإستقلال  من منع بقاء الأحزاب التي كانت متواجدة في الغرب الليبي  مما دفع المناضل “أحمد زارم” من مناضلي حزب المؤتمر  ورئيس تحرير جريدته إلى الهروب من ليبيا إلى تونس والبقاء فيها حتى توفي فيها بعيدآ عن وطنه.

وما قام به النظام السنوسي والمخابرات البريطانية من طرد المناضال والمعروف بالزعيم (السيد بشير السعداوي)(1)  إلى خارج البلاد  وعدم السماح له بالرجوع إليها حتى توافه الموت  في بلاد الغربة وما قام به النظام الحاكم  من تزوير نتائج  إنتخابات عام 1952 وبهذا بداء سد الطريق أمام بناء الديمقراطية الحزبية والقضاء على النشاط السياسي الديمقراطي والمبني على الحداثة،لاهذا فقط بل التركيز على الطريق القبلي والجهوي بل تعميق الإتجاه اللا حزبي  حتى في الإنتخابات والتي أجريت بعد الحصول على إعلان الإستقلال ببضعة شهور والتي أدت إلى تزوير نتائجها كما سبق وأن ذكرت .ومن تم ساعد وأسرع هذا الخط في زيادة الإرتماء في أحضان المخابرات الأجنبية وبالذات البريطانية والأمريكية  وتبرير الإدعائآت لتوقيع معاهدتي  التنازل على قاعدتي “العدم” لبريطاني و”ويلز” للولايات المتحدة  وبحجة حاجة الدولة في ذاك الوقت لإجاد مخرج لنقص الموارد المالية لها والتي كانت تواجهها آنذاك.

ومَنع النظام الديمقراطي المتعدد حزبيآ  وإلجام القيادات الوطنية وطردالزعامات الحزبية التي قادت  النضال السياسي من أجل الحصول على الإستقلال.

وبعد أن أُكتشف النفط وأصبحت ليبيا  من الدول المصدره له ولها أكبر إحتياطي نفطي في القارة الأفريقية زِد عل ذلك نوعيت النفط الليبي ،التي سهلت تكريره في المصافي النفطية،الممتازة ولقرب السواحل من الشواطئ الليبية والتي لها مايقارب من مليوني كيلومتر على البحر الأبيض المتوسط ما شجع الشركات النفطية العالمية الكبرى في  الغرب ولدواعي المحافظة على مصالحها بجعل ليبيا دولة تحت النفوذ الأمريكي والأوروپي وقامت بمساعدة في إحداث إنقلاب عسكري من طرف  مجموعة عسكرية من صغار الظباط بقيادة الملازم أول “معمر القذافي” الذي تحول إلى أعتى ديكتاتورية في الشمال الأفريقي والتي إستمرت في الحكم إثنان وأربعون عام وكانت تخطت للتوريث هذه الديكتاتوريه في عائلة القذافي لإبنها  والمسمى “سيف الإسلام القذافي”.

وكان نظام القذافي الفردي ثم العائلي القبلي الديكتاتوري من أتعس الأنظمة التي عاشتها ليبيا هذه الفترة تحت أسواء الديكتاتوريات التي عرفها تاريخ ليبيا المعاصر حيث تم فيها:

تحقير الوجود للمواطن الليبي وإقصائه من مزاولة حقوقه كإنسان في هذا العالم وتحويله إلى جاهل لايفهم شيئ كوجود فكري ولاحق له في التفكير الحر وبنائه كإنسان وبهذا أُبعده نهائيآ عن العصرنة

تجهيل الإنسان الليبي بماضيه التاريخي وحتى الماضي القريب الذي سبق إستيلاء القذافي عل الحكم،ولكأنه لم يكن هناك تاريخ قبل مجيئ هذا الديكتاتور.

عممت الفكرة الكاذبة بأن الشمال الأفريقي والشرق الأوسطي هو عبارة عن وطن  تاريخيآ وجغرافيآ وطن واحدوبهذا أنكر تطور التاريخ في ليبيا بل في كل المنطقة

وبداء بتطبيق أساليبه الإرهابية من سجن وقتل كل من هو تطلع على أي فكر ثقافي من مثقفين وسياسيين وطلبة وكل من كإن يثوق لحق إنساني ديمقراطي لمزاولة حياته اليومية.ومُنع كل تنظيم سياسي وحزبي بل إعتبارها  خيانة عظمى للوطن وتستحق القتل …

سمى هذا الإرهاب بالنظام “الجماهيري” والذي لا حاكم فيه إلا فكر القذافي  الساذج والمتخلف وحسب ما سماه “النظرية العالمية الثالثة”.

عمق الفكر القبلي والبدوي والمصلحي الذاتي وذوب فكرة الوطن ليبيا في هذا التفكير المتخلف

وبهذا سيطر هو وعصابته على موارد النفط الهائلة حيث تحولت عائدات النفط   هذه   إلى حسابات العائلة القذافية وخدمهم وعملائهم وحماتهم . إزدادت البطالة بين الباحثين عن العمل على كل المستويات وتوسعت تجارة المخدرات وكثرة الذعاره وأصبح الفساد المالي والإداري هوالمسيطر على الموقف في كل دوائر البلاد.

وخلق جيل من الليبيين الذين لايفهمون ولا يعرفون ليبيا الوطن بل يعرفون السعي وتحقيق المآرب والمصالح الشخصية.

ولّد هذا الحال ضغط أدى إلى إنفجار فبراير من عام 2011.

وكان التيار الإسلاموي بقيادة الإخوان المسلمين والسلفيين والمتطرفين الإسلاميين والكل المدعمين من الدوائر الأجنبية والمتربصة لسيطرتها التامة على ليبيا.وكان هناك كذلك  العملاء العروبيون والعسكريون الذين يتأملون للسيطرة على البلاد وليس من أنصار القذافي فقط والذين هم أيضآ مدعومون وتابعون لقوى تنوي تطبيق أجندات للسيطرة على البلا لخدمة مصالحها التوسعية في ألبحر المتوسط وأفريقيا من دول المنطقة من الشرق الأوسط (مصر والمملكة الوهابية العربية السعودية ودويلة الإمارات النفطية والتي تحالفت مع فرنسا ودولة روسيا والتي ساندت ما يسمى “القوات المسلحة العربية” بينما كانت “دويلة قطر وتركيا” المتحالفتين مع الإخوان والتيارات الإسلاموية التي تم زرعها في ليبيا أثناء وبعد الإنتفاضة والميليشيات والتي لم تكن بالضرورة ذات ميول إسلامية التي إرتبطت مع التيار الأسلاماوي وإستشرت السرقة والحصول على الأموال بشتى الطرق الغير مشروعة وبتهديد السلاح .

قام التيار العروبي بقواته (العربية المسلحة)  وإمرة العقيد المتقاعد  المهزوم  والذي سمي نفسه المشير وقام بتنصيبه بهذا المنصب (عقيلة صالح) والمسمى رئيس البرلمان…!!!والذي تحالف معه  من يسمي نفسه رئيس البرلمان وهو عبارة عن رجل بدوي وقبلي  ومعروف بإسم ” عقيلة صالح”(2)  والذي وصليت به وقاحته للذهاب إلى البرلمان المصري والإستنجاد بهم لإرسال قواتهم المسلحة رسميآ للتدخل في ليبيا ومساندة غزوة “المشير حفتر” على طرابلس.

بإستخدام مايسمى “قواته العربية المسلحة ” ل “ضرب” لما يسميه التيار  الإسلاموي محاولا طرده من مدينة بنغازي ومدينة درنه وكاد أن يمسح هاتين المدينتين من الوجود ثم. قام بغزو  غزوه مدينة طرابلس في هجوم عسكري فاق حتى قوات أي إحتلال أجنبي  .قامت القوات المسلحة الإمارتية والمصرية بمسادعدته في ذلك.

وماقدمه الشعب الليبي  المنتفض من تضحيات  من قوافل الشباب في سبيل تحرير ليبيا من براثن ديكتاتورية القدافي وعائلته الجائرة؛ وكان  لزخم القوات الغازية  والأسلح الحديثة والمتطورة والتي كانت تحضرها دويلة الإمارات والمتحالفة مع فرنسا السبب الرئيسي الذي دفع حكومة الوفاق برئاسة السراج إلى طلب المساعدة من الدولة العثمانية (تركيا) وذلك لإيقاف الغزوة على طرابلس  ومحاولة العقيد  “حفتر ” الوصول إلى حكم ليبيا وإرجاع ليبيا إلى الديكتاتورية العسكرية.

وكان العسكري حفتر يقوم بقتل كل من عارضه على تشكيل ما يسميه ” “القوات المسلح العربية” وما تقوم به ويكفي ذكر قتل عضوة البرلمان السيدة  “سيرقيوة” والمحامية “حنان البرعمي” وبمباركة “عقيلة صالح”.

ليس هذا فقط فقد ورّط ليبيا في الصراع القائم بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية  وذلك بإحضار القوات الروسية والمسماة “ڤاغنر” ليجعل ليبيا لعبة وورقة رابحة تقوم روسيا باللعب بها عند المفاوضات مع أوروپا والولايات المتحدة الأمريكية.كذلك قامت دويلة الإمارات  بتجنيد وإيجلاب ميليشيات مرتزقة من الدول الأفريقية و قامت بتزويد عصابات “حفتر” رئيس “القوات العربية”  الغازية عن طريق جارة ليبيا جمهورية مصر العربية وذلك في محاولة لتمكينهم وصول العقيد حفتر  وعائلته وإرجاع عسكرة النظام الديكتاتودري القبلي والبدوي العسكري  إلى حكم ليبيا وبأي طريقة ممكنة وجعل ليبيا إمتداد لمصر.

كانت إنتفاضة فبراير  ينقصها وضوح الفكر والقيادة السياسية الواعية بواقع ليبياالسياسي حتى تقود الإنتفاضة وتحولها إلى ثورة حقيقية ذات أهذاف محددة ومعينة لتحقيقها وكانت عبارة عن مجموعة وخليط من الليبيين لم تجمعهم إلا فكرة واحدة هي إزالة  ديكتاتورية القيادة القذافية والمبنية على الفرد والعائلة والقبيلة التي كانت قد وصلت مداها في ديكتاتورية الحكم ولم تطرح هذه القيادة  من الناحية الفكرية والسياسية أي برنامج ،ولو كان مبدئيآ يحدد أهذافها سوى تنحية الديكتاتورية القذافية

في تلك الفترة تحركت القوى المعادية للإنتفاضة والتي رغبت في إستغلالها لتحقيق مآربها وعلى مختلف إتجاهاتها من بقايا الإتجاه القومجي العروبي  وإسلاميين بمختلف إتجاهاتهم وتحالفوا مع الطامعين في ليبيا كل لتنفيذ  النظام السياسي الجديد الذي يرغب في إنشائه في الدولة الجديدة بعد إنهزام القذافي…. وبعد إزالة الديكتاتور وعائلته وأنصاره القبليين الجهويين ،تدخلت الدول المساندة للمجموعات الإسلامية بالذات في التلاعب بالإنتخابات في أول إنتخابات برلمانية وظهر هذا البرلمان بشكله المشوه كالمعتوه الذي رفضه الليبيين وفي ذات الوقت ظهر الإتجاه القومجي العروبي بإنقلابه (معتمدآ على تأييد من الدول له مصر والسعودية الوهابية ودويلة الإمارات) وإلغاء الدستور المؤقت وإعلانه أنه هو السلطة الوحيدة الشرعية في كل البلاد وسيحارب القوى الإسلاموية والتي هي أيضآ إلتجأت للحصول على التأييد والتحالف  الغير محدود مع الدول المؤيدة لها (تركيا ودويلة قطر).

بهذا هُيأت ليبيا لتصبح لعبة ورقة في يد الدول الكبرى أوروپا ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وفرنسا (الأوروپية ولمصالح ذاتية) وروسيا من جهة أخرى، ومن خلف هذه الدول الكبرى دول البيادق المذكورة سابقآ.

إستمرت هذه اللعبة وبَقى الشعب الليبي يعاني وينتظر نتائج هذه اللعبة والتي لا يظهر للعيان حتى الآن متى ولا كيف ستكون نتائجها.

وهذه الأيام وبعد عدم القيام بالإنتخابات في ديسمبر الفارط وعدم تحديد تاريخ معين للإنتخابات طفح على السطح لقاء وإتفاق بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة (المتنافسين على السلطة التشريعية) ومن وراء البرلمان (العقيد حفتر و”القوات المسلحة العربية ” والتيار القومجي العروبي المتمثل كما ذكر سابقآ دولة السعودية الوهابية ودويلة الإمارات ومصر وإلى حد ما المملكة الأردنية الهاشمية)  علمآ بأن صلاحيت هذا البرلمان إنتهت منذ مايزيد عن ستة سنوات وما يسمى مجلس الدولة الأعلى ومن ورائه (دويلة قطر وتركيا والتيارات الإسلاموية المختلفة )  وتم إستحذات هذا المجلس الأعلى  في إتفاق الصخيرات وأعضائه من الإسلاميين وبقايا المؤتمر الوطني والذي من الفروض أن إنتهى وجوده منذ إنتهاء المؤتمر الوطني في عام 2014 .كما تم إستحداث البرلمان وبنفس الأعضاء والقيادة السياسية في إتفاق الصخيرات في عام 2015.ومرد هذا الإتفاق بين هذين الجسميين الغير شرعيين والمتنافسين هو محاولة لفرض بقائهما وإعطائهم الحق في البقاء في التدخل في تسيير مجريات الأحذات السياسية  لسنوات قادمة.

ومن هنا يتضح أن مسار اللعبة السياسية في ليبيا هي وللأسف مازال  بين الدول الكبرى مستخدمة بيادق ليبية  وعميلة جميعها بتفاوت في عمالتها  مع الدول الكبرى وبقائها ستحدده مصالح وإتفاق بين هذه الدول المتحكمة في عالم اليوم.

أما الحل هو لابد من إدخال اللاعب الرئيسي والأساسي ألا وهو الشعب الليبي المصر على عقد الإنتخابات البرلمانية ثم الرآسية ليقرر بالإنتخابات الحره وبقناعة صريحة في إختيار من له الحق في تمثيله البرلمان والسلطة التشريعية الحقة والتي ستقرر وبشكل أساسي وديمقراطي شكل الدولة وكيف تأتي رئاستها وأن يكون لهذه الدولة العلمانية دستور معترفآ ومقننآ العلاقة بين كل المكونات الثقافية المختلفة  والمشكلة لهذا المجتمع الليبي. ومن تم تلغى الأحادية الفكرية  التي تحكمت في مجتمعنا طيلة قرون..ويقر هذا الدستور التعددية السياسية والثقافية وحرية  الرأي والإعتراف بالآخر وإحترام  رأيه.

وبهذا فقط تتحول إنتفاضة فبراير إلى ثوره ذات بعد وطني وناكرآ لكل إتجاه قومجي عروبي أو أي عرقي وعدم التعامل مع ما يسمى  “الجامعة العربية(3)(4).

  • محمد شنيب  //  ميلانو ديسمبر 2021

هوامش المقال :

(1) حيث قام بالإتفاق مع المخابرات البريطانية بطرد رئيس حزب المؤتمر والمعروف بالزعيم (بشير السعداوي) خارج ليبيا وإلغاء جملة وجود الأحزاب السياسية

(2) عقيلة صالح والمترأس للبرلمان الليبي منذ 2014.وهذا البرلمان إنتهت صلاحيته في الحقيقية بعد مرور سنة ونصف من إنتخابه.ويذكر من ماضي هذا السيد أنه كان ينادي بمبايعة القذافي أثناء إنتفاضة الشعب على نظام القذافي وبالذات خلال شهر يونيو عام 2011.

(3) الجامعة العربية هي تنظيم تم إنشائه بين أنظمة من المشرق بتخطيت من قبل المخابرات البريطانيا بعد الإنتهاء من الحرب العالمية الثانية عام 1945 وأختير لها السيد عبدالرحمن عزام أمينآ. هذا التنظيم ليس له أي مبرر تاريخي لوجوده ولم يقم ومنذ إنشائه سوى محاولة تثبيت وتعريب المنطقة الممتدة من الخليج الفاصل بين جزيرة العرب ودولة إيران وحتى المحيط الأطلسي متاجاهلآ المكونات المختلفة التي تعيش في هذه المنطقة إظهار الأقلية العربية المتواجدة بها كأنها الأغلبية السكانية متناسيآ أكراد سوريا والعراق ودروز لبنان وسوريا وأقباط مصر والسودان وأمازيغ ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والأفارقة بشكل عام في دول شمال أفريقيا.

(4) المقصود هنا هو تحقيق أهذاف إنتفاضة فبراير من إستبعاد بقايا النظام القذافي (سيف الإسلام وغيره ممن يريدون الرجوع بليبيا إلى عهد الديكتاتورية القذافية) وكذلك من كان سببا في خلق الحروب في بنغازي ودرنة وطرابلس وإستعمال الجنوب  الليبي كمنصة لهذه الحروب وبالذات العقيد حفتر وعصابته والًمسمى عقيلة صالح ورئيس البرلمان الحالي)


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading