ريناس بوحمدي//
على هامش وقفة التضامن مع سعد المجرد
ريناس بوحمدي
يبدو لي أن ثقافة الانترنيت وطوفان المعلومات خلطت الحابل بالنابل وأصبحت مفاهيم (وقفات، مظاهرات، إضراب، …الخ) أسماء بدون مسميات، ولم يعد موضوع الاحتجاجات فيصلا في تحديد هوية المحتجين، ولم يعد مستهجنا أن ترى رعاعا يساقون إلى الرباط ولا يعرفون على ما يحتجون، ولا أن يساقوا إلى الدار البيضاء ولا يغرفون حتى من ساقهم آ القنفذ أم الذئب ؟ الوقفة التي نظمت أمس الأحد 26 نونبر 2016 أمام قنصلية فرنسا فضحت روح التوحش والانتقام وغريزة تمزيق الفريسة التي غطتها معاطف لافاييت ونطارات رايبين، وتربية قطط سيامية، وترديد عبارات فولتير أو التغني بأشعار تافهة، وقفة أبانت عن انحطاط وتوحش السلطة السياسية والأبوية التي رخصت هكذا وقفات تحرض على الاغتصاب .
على افتراض أن الضحية المزعومة غير موجودة، وضمانات حضورها بين يدي العدالة أيضا، ما الذي يمكن أن تنتجه هكذا وقفة تدعم المغني سعد المجرد المتابع بتهم ثقيلة من قبيل الاغتصاب مع استعمال العنف بفرنسا ضد امرأة شابة في ربيعها العشرين، الضحية المزعومة والتي لم يأتي ذكرها على لسان أحد من المحتشدين وبالخصوص النساء وهن يرفعن حناجرهن صراخا مرددات شعارات ” الحرية لسعد !!! و ” سعد ولد البلاد” بل أكثر من هذا صخبن الجو الممكفهر بشعار أقل ما يقال عنه أنه داعشي ” بالدم نفديك ياسعد !!! في عز مسطرة جنائية يفترض فيها وجود ” ضحية مفترضة” و ” متهم بريء حتى تثبت إدانته” في ظل العدالة الفرنسية الضامنة لحقوق الطرفين، والمشهود على نزاهتها والتي لا ترضخ للتعليمات مهما كان مصدرها.
إن وقفة أمس لا يمكن إلا أن تشرعن للاغتصاب، والدفع بالضحايا المحتملة الاحتماء بالصمت عوض فضح مغتصبها، لا ريب أن وقع تظاهرة أمس سيكون وخيما مستقبلا بالخصوص لدى المراهقين الذين يرون في المشاهير قدوة يقتدون بها، كما سيكون المحافظين منهم فريسة سهلة للتطرف، لأن البالغين حسموا الأمر !
هل الشهرة تستدعي دعم المتهم بالاغتصاب وتعفيه من المتابعة ؟ أكيد في بلد بالكاد مر حولين على مغتصب تزوج بضحيته اجتنابا للعقاب، نعم في بلد رمي بالضحية في مستشفى الأمراض العقلية لأن المتهم باغتصابها ابن ضابط كبير في الجيش المغربي. نعم بملء الفم القانون يسري عل الكل إلا المشاهير والمسؤولين الكبار والسياسيين ….الخ
إلى كل الذين واللائي خرجوا لوقفة أمس أمام قنصلية فرنسا بالدار البيضاء : إنكم بعملكم المشين هذا لم تدعموا سعدا بل عقدتم قضيته أكثر، لأن الإعلام الفرنسي لن يغفر لكم إهانتكم للضحية المفترضة ومن خلالها للمرأة الفرنسية التي يعترف بها كإنسان متساوي مع الرجل، وكذا العدالة الفرنسية أحد أسس الجمهورية الفرنسية .
لي أن أسألكم وبالخصوص أن بينكم وآسفاه، فنانين ومصممات أزياء وإعلاميين! أينكم لما اعتقل الملاكم المغربي بالبرازيل؟ أينكم لما اغتصبت مغربية ببلجيكا؟ أينكم لما رمي بضحية مغتصبة بمستشفى الأمراض العقلية بإنزكان ؟ أينكم وآلاف المغربيات محتجزات بالخليج العربي ومكرهات على بيع أجسادهن ؟ أم أن تجارتكم أصابها البوار طالما صوت مسوق لحم المغربيات بالخليج مسجون ؟؟؟
لكن الصبر يا حرائر وطني الجريح، ولا تستغربن يوم يدشن نتنياهو مقر العدل والإحسان وبداخله كباريه
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.