يعتمد الصحفيون بشكل رئيس على وسائل التواصل الاجتماعي في رصد الآراء المجتمعية، والتواصل مع المصادر، ونشر الآخبار والقصص الخاصة بهم، مما يجعلهم عرضة للمضايقات والتحرشات والتهديدات على شبكة الإنترنت، نتيجة للموضوعات التي يتناولونها في قصصهم.
ومع ازدياد استخدام الصحفيين المتزايد لتقنيات الصحافة الرقمية، ورغبة العديد من المؤسسات الإخبارية في أن يكون لمراسلوها وجودا أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي، زادت التقارير حول المضايقات التي يتعرض لها الصحفيين وبخاصة النساء، ما دفع العديد من المؤسسات الدولية المعنية بالصحافة لإصدار تقارير سنوية ترصد جرائم التحرش بالصحفيين عبر الإنترنت، وتقدم النصائح للمراسلين لتجنب هذه المضايقات والحد من تأثيرها، والتعامل السليم مع ما يرقى منها لدرجة التهديد.
كورتني رادش، مديرة الدعوة بلجنة حماية الصحفيين، قالت إن حوالي 85 في المائة من الأشخاص الذين شاركوا في استطلاع أجرته اللجنة، يعتقدون أن الصحفيين أصبحوا أقل أماناً على مدى السنوات الخمس الماضية، وأن المضايقات عبر الإنترنت كانت بمثابة التهديد الأكبر الذي يواجهونه، وأنها فوجئت عندما سمعت قصص الكثير من الصحفيين الذين استجابوا للحديث، وما تعرضوا له من خسائر نفسية وعاطفية سببتها هذه المضايقات.
وقالت رادش: “هناك وعي متزايد بأن المضايقات عبر الإنترنت أصبحت جزءًا لا يتجزأ من عمل الصحفي، وخاصة النساء والأقليات من الصحفيين.” وأضافت: “يمكنك اتخاذ خطوات استباقية كي لا تقع ضحية للتحرش عبر الإنترنت”.
هذه الخطوات والتوصيات نشرتها لجنة حماية الصحفيين، في دليل أصدرته سبتمبر/أيلول الماضي.
وينصح الدليل جميع الصحفيين بالحد من كمية المعلومات الشخصية الخاصة بهم على شبكة الإنترنت، واستخدام مدير كلمات المرور، وإعداد مصادقة ثنائية للحسابات، واستخدام الخدمات والتطبيقات التي تحذف المعلومات الشخصية من الإنترنت.
وفي حالة حدوث المضايقات، يذكر الدليل أنه يجب على المراسلين عدم الاتصال بالإنترنت، وإخبار الرؤساء أو الزملاء في العمل بفحوى المضايقات، وعدم الرد على المتصيدون.
وتتضمن النصائح الأخرى التي يذكرها دليل لجنة حماية الصحفيين، إجراء عمليات بحث منتظمة لمعرفة المعلومات التي تظهر على الإنترنت حول الصحفي وعائلته. وفي حال وجود معلومات شخصية قد تتسبب في تهديد حياة الصحفي، فإنه يجب الاتصال بمنصات التواصل الاجتماعي لحذف المشاركات التي تهاجم أو تهدد أو تستخدم المعلومات الشخصية دون موافقة الصحفي. كما ينصح الصحفيين بتوثيق المنشورات المسيئة وأرشفتها.
منظمة مراسلون بلا حدود اهتمت أيضا بالأمر وأصدرت تقريرا بعنوان “التحرش بالصحفيين عبر الإنترنت” ورصدت فيه عدة وقائع لمضايقات وتهديدات تعرض لها صحفيون، وكيف واجهوا ذلك.
ويذكر التقرير مجموعة من قواعد الأمن الرقمي التي لا غنى للصحفي عن اتباعها للتعامل مع التهديد والتحرش عبر الإنترنت:
- سحب جميع المعلومات الشخصية الموجودة على شبكة الإنترنت
- تقييم المخاطر دائما، والمفاضلة بين المخاطر الناتجة عن مشاركة الصور والمعلومات الشخصية مقابل المزايا الناتجة عن ذلك (على سبيل المثال ضرورة التخلي عن متعة مشاركة الصور الشخصية في حال تسبب ذلك في قرصنة صور أطفالك).
- حماية أسماء النطاقات الخاصة بك على Whois، عبر استخدام خيار الخصوصية، كي لا يصل المهاجم لأي معلومات عنك عبر هذا الموقع المختص في الكشف عن هوية أصحاب النطاقات.
- تشغيل تنبيه Google لاسمك، حيث تساعدك تنبيهات Google بالحصول على إشعارات عبر بريدك الإلكتروني في أي وقت يعثر فيه محرك البحث على نتائج جديدة تتضمن اسمك.
- استخدم برامج وتطبيقات للخصوصية مثل Privacy Badger، واستخدم منصة أمنة للتواصل مع المصادر وتبادل الوثائق والمستندات مثل Securedrop.
- لا تجعل رقم هاتفك الشخصي متاحًا عبر الإنترنت.
- استخدم مصادقة ثنائية العوامل لحسابات بريدك الإلكتروني، واقطع الاتصال بعد كل جلسة.
- استخدم مدير كلمة المرور.
- احترس من النقر مطلقًا على رابط مشتبه به.
كما ينصح التقرير الصحفيين أثناء تعرضهم للهجوم بعمل الآتي:
- الإبلاغ باستمرار عن المحتوى المسيء على المنصات عبر الإنترنت لمنعه.
- أبلغ زملائك ورؤسائك في العمل بما تعرضت له.
- احتفظ بالأدلة، وقم بتجميع ملف به جميع بيانات التحرش.
- اطلب من الأصدقاء أو الزملاء القيام بذلك نيابةً عنك إذا كنت لا تستطيع تحمل قراءة إهانات وتهديدات ضدك.
- لا تساعد المتصيدون في تحقيق أهدافهم. الهجمات عموما لا تدوم طويلا. اقطع الاتصال بالشبكات الاجتماعية لعدة ساعات إذا لزم الأمر وسوف ينتهي كل شيء.
- اعتمد على التضامن الصحفي. بعض ضحايا التحرش عبر الإنترنت يلجأون لمنصة Trollbusters، وهي منصة تدافع عن ضحايا العنف السيبراني، وتتيح للنساء في الوسائط الرقمية اللاتي يعانين من مضايقة عبر الإنترنت، كتابة عنوان URL الخاص بالرسالة المسيئة لهن، لمساعدتهن في تحديد موقع المهاجم. كما تدعم المنصة الضحايا وتساعدهم في التعامل مع الأمر وتخطيه.
كما ينصح التقرير الصحفيين بعد تعرضهم للهجوم بالآتي:
- إذا تم اختراق حسابك، قم بتحذير مصادرك لأنهم قد يكونوا مستهدفين أيضا.
- الإبلاغ عن المتحرشين على الفور.
- تقدم بشكوى إلى الشرطة، ثم ارفع دعوى قضائية ضد مرتكب الجريمة.
الكاتبة الأمريكية من أصل أفريقي ميشيل فيرير، والتي تعرضت للعديد من المضايقات أثناء عملها، ما دفعها إلى التعاون مع صحفيات أخريات لإنشاء منصة Trollbusters، سالفة الذكر، قدمت النصائح الآتية للصحفيين للتعامل مع أنواع التهديد المختلفة، وتقول:
- إذا كانوا يهددونك بأذى جسدي، فانتقل إلى الشرطة وقم بتوثيق المضايقات (أي الاحتفاظ بلقطات من رسائل التهديد).
- إذا كانوا يهينونك (ولكن لا يهددونك)، فابتعد عن الكمبيوتر.
- إذا كانوا يهاجمون سمعتك المهنية، احصل على دعم الأصدقاء والزملاء ليزودوك بتأييد احترافي.
وتنصح فيرير أيضا باستخدام الأدوات التي تم تطويرها لمكافحة المضايقات عبر الإنترنت، مثل تطبيق Block Together، وهو تطبيق يكافح التحرش على موقع تويتر، ويحظر التغريدات المسيئة نيابة عنك.
عن شبكة الصحافيين الدوليين.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.