“نحن نستكشف طرقًا للارتقاء بتجربة تويتر إلى المستوى التالي، ويعد Twitter Blue مجرد بداية”، بهذه الجملة قدّم موقع التدوين المصغر الأشهر عالميًا “تويتر” خدمته المدفوعة التي أطلق عليها اسم “Twitter Blue”. فما الجديد الذي توفره هذه الخدمة؟ وكيف يمكن للصحفيين والناشرين الاستفادة منها؟ وهل من درجة أمان أعلى توفرها هذه الخدمة؟ في السطور التالية تقدم لكم شبكة الصحفيين الدوليين إجابات على هذه الأسئلة. الطائر الأزرق يستعد للتغريد، دعونا نستمع لصوته.
Twitter Blue هي خدمة أطلقها موقع تويتر لمستخدميه في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا كبداية، مقابل اشتراك شهري، وببساطة شديدة يمكن لمن يرغب في الاشتراك في الخدمة من البلاد المذكورة فقط اختيار الاشتراك في ميزة Twitter Blue من قائمة الملف الشخصيّ، سواء في تطبيق تويتر أو أو من الموقع نفسه.
ما الجديد الذي تقدمه الخدمة وكيف يمكن للناشرين والصحفيين الاستفادة منها؟
تعطي الخدمة للمستخدمين بعض الميزات الجديدة، على رأسها إمكانية التراجع عن التغريدة، وهي الخدمة التي توفر للمستخدم خيار سحب التغريدة بعد الانتهاء من كتابتها وقبل أن يراها متابعوه على تويتر، وهذه الخدمة هي فرصة ثانية لمعاينة تغريدتكم ومراجعتها قبل نشرها على تويتر ليراها العالم، لكن بمجرد انتهاء الفترة المخصصة للتراجع، سيكون لمتابعيكم الحق في مشاهدة التغريدة، وحينها يمكنكم إما تركها أو حذفها بصورة طبيعية كما يحدث بشل طبيعي على تويتر.
توفر هذه الخدمة للمستخدمين بشكل عام، وللصحفيين وللمؤسسات الصحفية بشكل خاص، فرصة لمراجعة التغريدة، للتأكد من خلوها من أخطاء لغوية أو نحوية، أو حتى مشاكل قانونية، ويؤدي الضغط على خيار “تراجع” إلى إعادتكم إلى مرحلة كتابة التغريدة، حيث يمكنكم إجراء تغييرات قبل النشر أو حتى اتخاذ قرار بعدم النشر على الإطلاق. كما يمكنكم اختيار خيار “إرسال الآن” لتخطي خيار التراجع عن التغريدة ونشر تغريدتكم على الفور، وبصفة عامة يمكنكم تشغيل خيار التراجع عن التغريدة من الإعدادات، سواء للتغريدات أو حتى الردود.
وحين تنشطون خيار التراجع عن التغريدة في حساباتكم، سيظهر لكم عدًا تنازليًا للوقت المتبقي من فترة “التراجع عن التغريدة” الافتراضية يبلغ 30 ثانية، بعدها ستظهر تغريدتكم على تويتر، لكن يمكنكم تعديل الوقت المسموح لكم من خلاله بالتراجع عن التغريدة، إذ يمكنكم جعله 5 ثوانٍ أو 10 ثوانٍ أو 20 ثانية، أو حتى إطالة الفترة الزمنية لتكون 60 ثانية، واللافت هنا أن هذا الخيار اختياري، ما يعني أنه يمكنكم من قائمة إعدادات خدمة Twitter Blue إيقاف تشغيل هذه الميزة كي تنشروا تغريداتكم بشكل طبيعي.
الميزة الأخرى التي توفرها Twitter Blue لمستخدميها، هي القدرة على قراءة المقالات بدون إعلانات، وهي خدمة مناسبة لكل من تزعجهم الإعلانات وتجعلهم غير قادرين على قراءة المحتوى بتركيز، لكن دعونا نوضح هنا أن هذه الخدمة متوفرة لمستخدمي نظام “آي أو إس” أو هؤلاء الذين يدخلون “تويتر” من خلال موقع تويتر الرسمي سواء عبر الهاتف أو عبر أجهزة الديسكتوب، لكنها ليست متوفرة بعد لمستخدمي الخدمة عبر تطبيق “تويتر” على أنظمة الأندرويد، ولم يعلن الموقع بشكل رسمي عن إمكانية إتاحتها.
ميزة أخرى توفرها Twitter Blue للمستخدمين الذين سيشتركون بالخدمة، ويمكن أن تفيد المؤسسات الصحفية والصحفيين بشكل كبير، وهي ميزة “أهم المقالات” التي تنشرها الحسابات المختلفة لوسائل الإعلام التي يستطيع أن يكونها كل مستخدم بنفسه بناءً على الحسابات الإعلامية التي يثق بها ويتابعها، فحين تقوم الحسابات التي تتابعونها بالتغريد بمقالة، أو إعادة تغريد تغريدة تحتوي على مقالة، أو حتى اقتباس تغريدة تحتوي على مقالة، ستظهر هذه الميزة بشكل تلقائي للمستخدمين أهم 25 مقالة منها تحت تصنيف “أهم المقالات”، وحينها سيكون كل ما عليكم هو الضغط على أي مقالة لعرض محتواها بشكل سهل وسريع.
من الميزات الأخرى الموجودة على Twitter Blue، هي قدرة المستخدم المشترك في الخدمة على اختيار تنسيق بألوان مختلفة للتطبيق، ما يجعلكم تتابعون التغريدات والمقالات بشكل أكثر راحة ومناسب أكثر لذوق كل شخص، إضافة إلى ميزة وضع القارئ التي تتيح تحويل أي سلسلة تغريدات أو ما يطلق عليه Threadsإلى نص طويل يسهل قراءته، وهو الأمر الذي طالما أزعج مستخدمي تويتر.
هناك أيضًا ميزة مجلدات العلامات المرجعية، وهي خدمة يمكن أن تفيد الباحثين والصحفيين، إذ تمكن الشخص من تجميع التغريدات التي تمت إضافتها إلى العلامات المرجعية أو ما يطلق عليه الـ BookMarks بهدف تنظيمها في مجلدات خاصة للوصول إليها بشكل أسرع فيما بعد، وبالتالي سيكون لكل شخص القدرة على امتلاك مجلدت بها التغريدات أو المقالات التي يهتم بها أو يشعر أنها يمكن أن تفيده فيها بعد في عمله البحثي أو الصحفي من دون عناء البحث عنها في بحر تويتر الواسع.
وتذكروا دائمًا أن جميع اشتراكات Twitter Blue غير قابلة للاسترداد، ويتضمن ذلك حتى الاشتراكات المرتبطة بحسابات تويتر التي تم تعليقها أو التي فقد المستخدم الوصول إليها لأي سبب آخر.
وهل من درجة أمان أعلى توفرها هذه الخدمة؟
لا يعد موقع تويتر مشتركي خدمة Twitter Blue بدرجة حماية أو أمان أعلى من تلك التي يوفرها الموقع لكل مستخدميه العاديين، ويقول الموقع بشكل واضح إنه ملتزم بـ”معاملة الجميع بشكل عادل ومنصف”، ويضيف إنه لن يتم تطبيق قواعد تويتر بشكل مختلف على المشتركين، ولن يحصلوا على خدمة أسرع في قضايا مثل الإشراف على المحتوى، أو عند حظر الحساب.
ويقول استشاري الأمان الرقمي رامي رؤوف، الحائز على جوائز دولية منها جائزة البوبز العالمية في فئة التكنولوجيا من أجل الصالح العام، لشبكة الصحفيين الدوليين، إنه لا يوجد أي اعتبارات سلامة أو حماية في الخدمة من تويتر أكثر مما يحصل عليه أي مستخدم عادي للموقع، ويضيف أن “Blue ببساطة هي خدمة تجارية، تأمل الشركة من خلالها بإنشاء هامش دخل يساعد منظومة الربح والاستدامة، وخلق مساحات جديدة للمستخدمين لتنظيم المناقشات والندوات واللقاءات على تويتر بشكل أكثر بساطة وسهولة”.
لكن يرى رؤوف أن الميزات التي يوفرها “Blue” للمستخدمين هي أمر إيجابي يمكن أن يفيد هؤلاء الذين يتعرضون للحجب أو احتمالية المراقبة على وسائل تواصل اجتماعي أخرى مثل فيسبوك، كما أنها خيار آخر للمستخدمين الذين يرغبون في تجربة كل جديد.
وأخيرًا..
بالتأكيد قد يرغب بعضكم –حين توافر الخدمة في عالمنا العربي- في تجربة Twitter Blue التي توفر ميزات جديدة كان يفتقدها الموقع الذي بدأ كموقع تدوين مصغر بشكل بسيط خالٍ من التعقيد منذ العام 2006، لكن الأمر الإيجابي هنا هو أنه لن يتم أبدًا إيقاف تويتر المجاني.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.