“كتاب مغاربة يعبرون إلى الضفة الأخرى، مدخل إلى  الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية “..         

“Moros con letras en la costa, Introducción a la literatura marroquí en lengua española.”

 “كتاب مغاربة يعبرون إلى الضفة الأخرى، مدخل إلى  الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية  “         

مدريد، دار النشر ديوان ماجريت ، مجموعة الأدب المغربي بالإسبانية، 2024،

292 صفحة

في أواخر شهر  أكتوبر من العام الجاري 2024، نشرت دار النشر ديوان ماجريت بالعاصمة الإسبانية مدريد كتابًا مثيرًا بعنوان: ” كتاب مغاربة يعبرون إلى الضفة الأخرى ، مدخل إلى الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية” ضمن مجموعتها “الأدب المغربي بالإسبانية”

Moros con letras en la costa, Introducción a la literatura marroquí en lengua española.

لمؤلفه الأستاذ المحاضر د.محمد أبريغش، رئيس الجمعية المغربية للدراسات الإيبيرية والإيبيروأمريكية  وأستاذ الأدب الإسباني و نظرية الأدب بشعبة الدراسات الإسبانية بكلية الآداب و العلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهرأكادير، و من الجدير بالذكر أنه تم تمويل الكتاب من قبل وزارة الثقافة الإسبانية في إطار دعم النشر لسنة 2024.

ومن المعلوم أن العديد من المقالات والكتب الجماعية ومجريات الندوات المتعلقة  بالأدب المغربي المعاصر المكتوب باللغة الإسبانية ، قد تم نشرها منذ عقود  خلت ، لكن يمكن اعتبار هذا الكتاب  كأول دراسة  نقدية فردية مخصصة حصريًا  لتحليل الأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية من داخل المغرب و ليس من خارجه.

نعم، في سياق نقد الأدب المغربي المكتوب بالإسبانية، يُعتبر هذا الكتاب  هو الدراسة النقدية الثانية ، بعد كتاب سابق صدر من خارج المغرب و هو :“هناك مغاربة على الساحل! الأدب المغربي الحدودي باللغة الإسبانية والكتالونية (مدريد، إيبيرو أمريكانا، 2014)  للباحث الأرجنتيني من جامعة كاليفورنيا، كريستيان ريتشي.

¡Hay moros en la costa! Literatura marroquí fronteriza en castellano y catalán  (Madrid, Iberoamericana, 2014)

‘’Moros con letras en la costa’’

كتاب ليس دليلاً توضيحياً حول الأدب المغربي باللغة الإسبانية، كما أنه لا يعتبر دراسة شاملة لكل من مفاتيحه الدلالية ذات الطبيعة الإيديولوجية والتاريخية والاجتماعية، فضلاً عن ثوابته سواء من ناحية الشكل  أوالأسلوب أو الهيكلة التركيبية والتناصية.

بل كما هو مبيّن في العنوان الفرعي، فهو مدخل عام  يهدف إلى إجراء تفكير نظري- نقدي في هذا الخطاب من خلال تأملات عامة  تحلل بعض من سماته الأساسية  والأجناس التي لا تزال غير مكتملة، مع الإسهاب في بعضها، والتشكيك في أخرى، والتدقيق في جلها، بهدف الوصول إلى نظام تصنيفي أولي يساعد على تشكيل هوية هذا الأدب وبناء مساره الموحد  بدقة.

يتكون هذا الكتاب من ستة فصول مستقلة تتناول جوانب مختلفة تتعلق بإشكالية التسمية المفاهيمية للأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية، والأنطولوجيات التي كتبت حوله ، و المصنف منه في زمن الكولونيالية أو ما بعد الكولونيالية ، وطبيعة جنسه الناشئة وغير المكتملة ، والمنتوج الإبداعي واستقبال القراء له، ونوعية مواضيعه ، ونظامه  في النشر والتوزيع.

الفصل الأول هو طرح  عام للجدل النقدي الدائر حول تسمية هذا الأدب ، بالأدب المغربي المكتوب باللغة الإسبانية أو الأدب الإسباني المكتوب من طرف مغاربة .، مقترحًا كاسم موضوعي محتمل وواضح ومناسب للواقع: الأدب المغربي باللغة الإسبانية.

في الفصل الثاني هناك تحليل لمجموعة من الأنطولوجيات التي تمت كتابتها منذ عام 1996 من داخل المغرب وخارجه، محاولًا تحديد شعرية هذا التوجه الأنطولوجي، والأهداف المحددة له، ومعايير الاختيار المستخدمة، بالإضافة إلى طبيعة النصوص المختارة، فضلاً عن التناقضات الملحوظة عند إعدادها.

يقتصر الفصل الثالث على التساؤل عن كولونيالية  الأدب موضوع الدراسة النقدية، مؤكدًا في المقام الأول على طبيعته الما بعد كولونيالية من خلال عدة حجج  ذات طابع جمالي وتاريخي وسياسي .

يكرس الفصل الرابع  للجدل بأن الأدب المغربي المكتوب بالإسبانية هو أدب ناشئ وفي حالة بناء مستمر، فضلاً عن كونه في حالة تعريف ذاتي، بالإضافة إلى مستقبله الغيرالمضمون و المؤكد.

هذا المستقبل غير المؤكد  يدعمه تدهور حالة  اللغة الإسبانية في المغرب في السنوات الأخيرة، و طبيعته الناشئة التي تجعله في حالة من  عدم الاكتمال التي تتأكد من خلال ثلاثة جوانب: نذرة الكتابة الدرامية ،عدم ثبات معدل الإنتاج الأدبي والتراكمي من حيث الإبداع والخيال، والدخول في دائرة تواصل استقبالي فقط.

الفصل الخامس يتناول نوعًا من التصنيف السردي من خلال تحديد بعض الخاصيات التي تظهر في مؤلفات فردية أو جماعية ،هذه الأخيرة ، تعبرعن نوع من التوافق في طريقة الإشارة إلى البلد وثقافته وشعبه.

في هذا السياق، يتم تسليط الضوء على ستة أنماط سردية تتبع نوعًا معينًا من الشعرية النصية والموضوعية، حيث يتم عرض وتحليل خصائصها العامة.

يكرّس الفصل الأخير للظواهر غير الأدبية المتمثلة في النشر والتوزيع.بحيث  يتم تسليط الضوء على الوسائل غير المألوفة التي يستخدمها المؤلفون مثل النشر الذاتي، والصحافة، والمجلات. كما يتم الإشارة إلى اتجاه ناشئ نحو توسيع نطاقها الدولي وتحسين استخدام الوسائل التكنولوجية الجديدة سواء في النشر أو في التوزيع.

“Moros con letras en la costa” هو دراسة تمهيدية، ومقاربة منهجية لتصنيف الأدب المغربي الحالي باللغة الإسبانية في مسائل ذات أهمية قصوى، سواء من الناحية المفاهيمية والنظرية و النصية والنقدية. إنها مساهمة متواضعة من الكاتب ومن داخل المغرب لتوضيح وتنقيح بعض المشكلات التي تواجه أدبنا الناطق بالإسبانية.

كما جاء على لسان الكاتب محمد أبريغش في مقدمة كتابه :

《آمل أن يثير هذا البحث التمهيدي المزيد من النقاش النقدي بين القلة من المجتمع العلمي المهتم بالموضوع. نقاش يمكن أن يكون بنّاءً أو تفكيكيًا، ولكن، في جميع الأحوال، سيكون دائمًا إيجابيًا للأدب المغربي المكتوب بالإسبانية، و مفيدا لتطوره وفهمه وبناء مفهوم له.

في المؤتمر الدولي الذي عقد في فاس المنظم  من قبل شعبة  الدراسات الإسبانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في ماي 2018 تحت عنوان: “الثغرات الأدبية” (تازي، 2019)، تمت المناقشة والاتفاق على الحاجة الملحة لوضع معايير ومقاييس لتصنيف موضوعي للأدب المغربي الحالي باللغة الإسبانية، تمهيدًا لعقد مؤتمر في المستقبل لهذا الغرض.

أعتقد أن هذا الكتاب يستبق و يتنبأ بهذا الحدث المستقبلي ويقدم قاعدة ، بالطبع قابلة للتحسين، لهذا الغرض. آمل بصدق أن يكون الأمر كذلك.》

بقلم: عبد الله أعمال


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading