قراءة في الإنتخابات بتارودانت الشمالية : إنذحار العدالة و التنمية، عودة الإستقلال ودوخة الإتحاد.
متابعة : محمد بلهي
بعد أن وضعت حرب الإنتخابات أوزارها ، فانشغل البعض بإحصاء وتعداد ضحاياه والبعض الآخر يعد الغنائم والمغانم منتشيا بنصر على الاعادي .
في إنتظار هذا وذاك دعونا نلقي نظرة على الساحة الحزبية ( السياسية) من على ربوة الإعلام مع الإعتذار مسبقا عن أي تقصير أو نقصا يكتنف ما قد تلتقطه عدستي التصويرية لسببين إثنين ، أولهما ضبابية المشهد وثانيهما عدم إستقرار وثبات المتحاربين على حال حتى الآن.
طيب فبناءا على نتائج الإنتخابات الرباعية (الجماعية،الجهوية،البرلمانية و التشريعية الجهوية للنساء )
و اسقراءا للأرقام والإحصائيات بتارودانت الشمالية يمكن تسجيل بعض الملاحظات أهمها :
1 – إندحار حزب العدالة والتنمية .
2 – الصعود القوي لحزب الأحرار .
3 – العودة شبه الطبيعية لحزب الإستقلال.
4 – دوخة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية .
وفي هذا الإطار و إرتباطا بالملاحظة الأولى فقد حزب العدالة و التنمية مقعده البرلماني الذي حصل عليه “بالبيليكي ” في الإنتخابات السابقة كما خسر وفقد كل الجماعات التي كان يرأسها أهمها جماعة أولاد برحيل الحضارية .و جماعة إكلي والمهارة وسيدي وعزيز و إداوكماض…
بل أكثر من ذلك أن الحزب خرج خاوي الوفاض في أغلب هذه الجماعات أولاد برحيل نموذجا حيث عجز الحزب عن حجز أي مقعد بعدما كان قد إكتسحها و ترأسها في شخص عبد العزيز أمجان، بعضا من أعضائه سقطوا سقوطا حرا فيما البعض الآخر قد فضل الهجرة إلى أحزاب أخرى لعلها تشفع له البقاء على قيد الحياة السياسية.
أما حزب الأحرار و إن فقد بعض الجماعات الصغيرة كإداوكيلال وتافنكولت فقد عاد بقوة وسجل إكتساحا قويا بأكثر من 52 ألف صوتا في الإنتخابات التشريعية في شخص الشاب لحسن السعدي وتحت قيادة المنسق الجهوي حميد البهجة،
و إلى جانب حفاضه على بعضا من جماعاته التقليدية كتالكجونت و تيزي نتاست و تسراس وسيدي عبد الله أوسعيد فقد تمكن و لأول مرة من إكتساح جماعة أولوز و ترؤسها في شخص إبراهيم لركي.
أما حزب الإستقلال فيعتبر أكبر المستفيدين من هذه الإنتخابات بفضل العودة القوية ” للزعيم ” عبد العزيز البهجة، فبعدما سقط في الإنتخابات السابقة أمام طالب جامعي ( ياسين أمناي ) من العدالة و التنمية، إنسحب بهدوء ليعود بعد أن أعد للأمر عدته فحقق الإزدواجية البرلمان / جماعة أولاد برحيل الذي إستردها من العدالة و التنمية و بالضربة القاضية ب 21 دائرة مقابل واحدة للأحرار و واحدة للبام. كما حصل على بعض الجماعات بإداوكيلال و تافنكولت و تفنوت أما حزب الأصالة و المعاصرة فقد حافض تقريبا على مكانته.
بنجاح أمينه العام عبد اللطيف وهبي في الإنتخابات التشريعية بدعم كبير من قيدوم سياسي الحزب بالمنطقة الحاح الحسين بوالرحيم و الحفاظ على جماعة هذا الأخير أي جماعة تينزرت و إضافة جماعة المهارة التي كانت بحوزة العدالة و التنمية.
أما حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذي تراجع كثيرا بالإقليم عموما و بتارودانت الشمالية و لأسباب ذاتية و موضوعية، منها سطوة منطق الشكارة و منها ما هو تنظيمي.
مما جعل بعض كتاب الفروع المحلية ينسحبون من الإنتخابات كأولاد برحيل و أولوز …
لتبقى الدائرة شبه فارغة إنتخابيا قبل أن ينزل أشكري الوافد من حزب التقدم و الإشتراكية مما جعل حملة الحزب ضعيفة و إرتجالية مما لم يسفر على شيء يذكر .
نفس الشيء ينطبق على حزب الإتحاد الدستوري الذي يكتفي بالتنشيط و التواجد الرمزي منذ أن رفع أمينه العام محمد ساجد يده على المنطقة فاسحا المجال لوهبي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.