في وداع الأستاذ محمد شحرور(3)
وصلنا في الحلقة السابقة، في عرض الخطوط العريضة لمشروع الأستاذ محمد شحرور، رحمه الله، إلى أنه أجرى مسحا اصطلاحيا لمفردات القرآن الكريم ذات الطبيعة المفتاحية (keywords)؛ مثل الكتاب والقرآن و الذكر والفرقان… وفق منهج محدد ومصرح به.
وفي سياق منهجه وتحليله وصل إلى النتائج البحثية التالية:
– القرآن هو الآيات البينات وهو تصديق الذي بين يديه( تصديق الرسالة).
– القرآن هو الكتاب المبارك.
– أسباب النزول هي للأحكام ولتفصيل الكتاب. وليس للقرآن أسباب نزول.
– مصطلح ” الحديث” للقرآن فقط.
– القصص من القرآن وهي الكتاب المبين.( وبالمناسبة كتب الأستاذ شحرور كتابا تفصيليا عن القصص القرآني في مجلدين: الأول، بعنوان: القصص القرآني، قراءة معاصرة، المجلد الأول، مدخل إلى القصص وقصة آدم،(359صفحة)، والمجلد الثاني بعنوان: القصص القرآني، قراءة معاصرة، المجلد الثاني، من نوح إلى يوسف.(286 صفحة).)
– أعطى تخريجا جديدا لآية السبع المثاني الواردة في سورة الحجر/ آية77: ” ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم”، تخريج أقرب إلى التخمين كما صرح هو نفسه بذلك.
ومن النتائج البحثية التي توصل إليها أيضا من خلال البحث(المفرداتي) والمصطلحي في التمييز بين النبوة والرسالة الآتي:
– القرآن ( النبوة) هو الموضوعي، وأم الكتاب ( الرسالة) هي الذاتي.( بالمناسبة تحدث المفكر الإيراني عبد الكريم سروش في كتابه: ” بسط التجربة النبوية “، في فصلين مطولين عن: الذاتي والعرضي في الأديان، وعن: الدين في الحد الأدنى والأعلى.)
– أم الكتاب( الرسالة) كتاب الألوهية، والقرآن والسبع المثاني(النبوة) كتاب الربوبية.
– اهتم العرب بفهم أم الكتاب( الرسالة)، ولم يهتموا بفهم القرآن، لأنه بحاجة إلى تفرغ وجهد ووضع حضاري معين وبحث علمي لم يكن متوفرا لهم، وهو ما أشارت إليه الآية 106 من سورة الإسراء، عنما ورد فيها: ” وقرآنا فرقناه لتقرأ على الناس على مكث. “، كما تزكي هذا المنحى التأويلي عند الأستاذ شحرور الآية 30 من سورة الفرقان التي وردت فيها صرخة الرسول(ص): ” وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.”
– مفهوم الكتاب الذي نزل على موسى وعيسى، كما ورد في الآية 101 من سورة البقرة، و30 من مريم، و79 من البقرة، و48 من آل عمران، يقصد به التشريعات، وهي تختلف عن التوراة والإنجيل!
– النبي محمد(ص) كان أميا وكان يقرأ ويكتب.وقد قدم الأستاذ شحرور قراءة تركيبية وتأويلية في الآيات: 20 و75 و78 من آل عمران، و 145و157 و158 من الأعراف، و 49 من العنكبوت، و282 من البقرة.
ووصل إلى نتائج بحثية أخرى من خلال التمييز بين الإنزال والتنزيل؛ فدرس بشكل واف،من خلال هذا التمييز، الموضوعات التالية:
– الفرق بين الإنزال والتنزيل.
– الإنزال والتنزيل للقرآن.
– الإنزال والتنزيل لأم الكتاب وتفصيل الكتاب.
– الإنزال والتنزيل للملائكة.
– الإنزال والتنزيل للمن والسلوى والماء.
– الإنزال والتنزيل لمائدة من السماء.
– مخطط عملية الإنزال والتنزيل.
ولم يفت الأستاذ شحرور أن يدرس قضايا الإعجاز القرآني، معتبرا القرآن الكريم معجزة محمد(ص) الخالدة. كما عالج موضوع السحر في علاقته بالمعجزات. ووضع قواعد للتأويل وطبقها في تأويل سورة القدر. وجعلها ستة قواعد؛ هي:
– التقيد باللسان العربي وفق شروط؛ أهمها رفض ظاهرة الترادف.
– فهم الفرق بين الإنزال والتنزيل.
– الترتيل باعتباره قاعدة بحث حديثة، وليس التلاوة،؛ فمثلا موضوع آدم موجود في سور: البقرة والأعراف وطه وسور أخرى. وقصة نوح موجودة في سور: نوح وهود و الأعراف والمومنون. وكذلك قصة موسى. فالترتيل هو أخذ الآيات المتعلقة بالموضوع الواحد وترتيلها بعضها وراء بعض.
– عدم الوقوع في التعضية(كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين ).الحجر 90-91. والتعضية في القرآن تعني أن الآية القرآنية قد تحمل فكرة متكاملة وحدها أو فقرة من موضوع كامل.
– فهم أسرار مواقع النجوم. (فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم). الواقعة/ 75،76،77؛ أي أن القرآن قوانين لأحداث موضوعية.
– قاعدة تقاطع المعلومات Cross Examination ؛ أي نفي التناقض بين آيات الكتاب كله في التعليمات وفي التشريعات.
(يتبع).
محمد همام
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.