فراشة يبيعون الأخلاق في الشارع العام بإنزكان

// عبد الله بيداح—-

من الظواهر التي باتت تؤرق ضمائر المغاربة اليوم الهجوم الشرس على الحقوق المدنية و الفردية لشريحة مستضعفة من المواطنين، لا ذنب لهم سوى أنهم صدقوا و آمنوا بكل ما جاء به دستور 2011 من إحترام للحقوق و الحريات و بناء مجتمع حديث و عصري متسامح و يعترف لأبناءه بالفضل و المواطنة, إلا ما بتنا نراه اليوم هو نقيض كل ذلك.

     فهذه، على خلفية حدث إعتقال الفتاتين بمدينة إنزكان بعد التهجم عليهما في الطريق العام من طرف بعض ” الفراشة ” بدعوى إرتدائهما ملابس غير لائقة في الشهر الفضيل، ليتم إقتيادهما إلى مخفر الشرطة بإنزكان و إعتقالهما بتهمة الإخلال بالحياء العام. حدث أثار حفيضة الرأي العام المحلي و الوطني و الدولي لما يعكسه من تراجع ملموس في الممارسة الحقوقية ببلادنا. و فتح باب الغوغائية و الفوضى على مصراعيه لفئة تضن نفسها بأنها تدافع عن الأخلاق و الدين و لكن بالفوضى و عرقلة المصالح و التهجم على حقوق الغير و ضرب قوانين المملكة في عرض الحائط و فتح المجال لضعاف النفوس في السرقة و النهب و التطاول على ممتلكات الغير و تعريض الأمن العام للبلبلة و التخريب.

     اليوم قد نطرح عدة أسئلة من شأنها توضيح المتناقضات و كشف اللبس و تعميق النقاش حول ما لك و ما عليك في دولة الحق و القانون كما ننادي بها صباح مساء.أسئلة قد يسيء فهمها من سبقت إساءته للفتاتين و غيرهما من دوي الحقوق في هذا البلد ، من طاله الشطط و تعرض للتنكيل من طرف شردمة لا تمثل إلا نفسها و أهواءها و مصالحها.

    و نحن في جهة سياحية بالدرجة الأولى ، لماذا إستفاقت غيرة هؤلاء على فتاتين من بنات جلدتهما لا حول لهما و لا قوة و لا ذنب سوى أنهما خرجتا للتبضع لعائلتيهما كغيرهما من المغاربة؟ و هل يستطيع هؤلاء التعرض بمثل فعلتهم لسائحة واحدة لآنقلبت الدنيا على رؤوسهم و عادوا بالخسران المبين، مع أننا لا نشجع على أفعال مشينة من هذا القبيل في مجتمع السلم و التعايش وطد له تاريخ و تقاليد جميع المغاربة بمختلف جهاتهم.

      لكن اليوم بتنا نسجل عددا من التجاوزات و الخروقات في المجتمع و كأن الشأن العام في أيدي كل من هب و دب و من لم يستسغ التفاوت الإجتماعي و التنوع الثقافي و الملكية الفردية التي بات يكفلها الدستور و يؤطرها القانون و يتبناها المجتمع في إندماج كلي مع أوراش الإصلاح و التحديث .


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading