عن ضحايا السياسة التعليمية الغارقة في الادلجة

محمد عبد الوهاب رفيقي

صراحة وبكل صدق منذ سنوات لا أكترث ولا أنزعج إطلاقا من الردود المتشنجة ولا كميات السب والشتم كلما أبديت عن قناعة خارج البرمجة التي تربت عليها أجيال من المسلمين..
صحيح أني كنت كأي إنسان انزعج من هذه الردود، لكنني تمكنت من أن أربي نفسي على عدم الاكتراث واللامبالاة، وإن كان الذي أعانني على ذلك كثيرا، هو النظر إلى أولائك المتوترين بعين العذر حتى لا أقول الشفقة، لأني أعلم أنهم ليسو إلا ضحايا سياسات تعليمية غارقة في الأدلجة، تقتل كل ملكة أو توق للسؤال أو إعمال للبحث والنقد…
ماذا تنتظر من أجيال تربت على مقولات جاهزة و موروثات معلبة و هويات منغلقة و أحلام وأوهام بنظريات المؤامرة والتغريب… وعلى أن كل مخالف زنديق ومارق وكافر ووو…

حين تجد من المنخرطين في مثل هذه الحملات الموتورة أساتذة جامعيون ومعلمون وأطباء ومهندسون وذوو مستويات تعليمية متقدمة، وحين تجد برامج إعلامية تكرس مثل هذه العقلية…فكيف يمكن أن تنزعج ممن دونهم تعليما وثقافة؟…

ولأني أعلم أنه ليس كل الناس قد أتيحت له فرصة التحرر من الجمود الفكري ولم يتيسر له تذوق طعم الحرية، لذلك ألتمس العذر لهم جميعا …

وأجد سلواني في جيل صاعد مشغول بالسؤال والبحث والنقد .. تمكنت وسائل التواصل الاجتماعي من أن تقوم معها بمهمة عجزت عنها طرق التربية التي تعلمنا عليها….

لذلك أنا في غاية السعادة بكل هذه الحركية، وغير مبال إطلاقا بكل حملات السب والتشويه…. وأعلم يقينا أن ما ينتقد اليوم سيصبح عن قريب كلاما مألوفا ومعروفا.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading