لعل من نافلة القول، أن لكل زمان مصطلحاته ومفاهيمه الخاصة به، ينحتها بنفسه، حتى يعي المرء زمان عيشه، فكما هو معلوم في كتب القوانين الفقهية، أن ” الأحكام تتبدل بتغير الزمان والمكان”.
وعلم المصطلح هو فن يبحث في حقيقة المفهوم بتتبع موارده، في المعاجم اللغوية والاصطلاحية، دون إغفال السياق المقامي والدلالي للمفهوم.
ومنذ سنة 2020م، برز مصطلح حديث ذا حمولة دلالية ثقيلة، ألا وهو مصطلح” فيروس كورونا”، الذي حير علماء الفيروسات وخبراء الطب، قبل علماء اللغة، وأرباب الصناعة النحوية والدلالية، فرفم بنيته الثنائية، إلا من ناحية تحليل مضمونه، وتفكيك مضامينه، يستوجب تضافر الجهود من كل المتخصصين في كل المجالات، لأن العلم يكمل بعضه البعض، وإلا أصبح نشازا. فمنذ ظهوره سارع الأطباء الى إيجاد لقاح له حفاظا على أرواح قاطني كوكب القرن 2021م، كوكب “العجب العجاب “وتذكرة لأولي الألباب، سمته الصراع بين الإنسان والطبيعة.
إن مصطلح” فيروس كورونا”، أفرز وأنتج عدة مفاهيمية خاصة به، لم تكن في حسابات المثقف وغير المثقف السليم، ومن تلكم المفاهيم ( الالتزام، الطبيب، الثقة، السيادة الصحية، الانتاج الوطني، المواطن المسؤول، الدولة الحاضنة). الى غير ذلك من المفاهيم الكثيرة المتعددة الروافد والمشارب الدلالية.
إلا أن قوة مصطلح “فيروس كورونا”، تظهر عند سماع مفاهيم غير مضبوطة، او ذا حمولة دلالية شاسعة، مثل( المؤامرة، السيطرة على العقول، النظام العالمي الجديد، الدبلوماسية الصحية، التضخيم الإعلامي،).
وختاما يمكن للإنسان المعاصر، أن يستعين بعلم المصطلح، والتعرف على قواعده، حتى يتبين من حقيقة المفاهيم المعاصرة، وتجنب ما يسمى” الانزياح المصطلحي”، وتسمية الأشياء بمسمياتها.
فهد العيساوي- طالب باحث-
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.