تمكن الفنان عصام كمال، رائد “الشعبي كروف” خلال حفل افتتاح الدورة السادسة من مهرجان قوافل سيدي إفني من بعث الدفء في صفوف جماهير المهرجان، وتحويل برودة الأجواء الليلية التي تطبع مدينة سيدي إفني خلال هذه الأيام إلى لهب وشعلة متقدة بعدما دفع الآلاف من النساء والرجال والشباب البعمرانيين إلى تحريك أجسادهم والرقص على أنغام وترانيم موسيقية بديعة لا يملك سر أدائها سوى فنان يحمل اسم عصام كمال.
وقبل بداية الحفل، عبر الفنان عصام كمال في تصريحات لممثلي وسائل الإعلام عن كونه متأكد مسبقا من تجاوب الجمهور مع أغانيه، نظرا لكون الجماهير الباعمرانية لها أذن موسيقية رفيعة وتحب الفن الراقي والأغنية والتراث المغربيين بشكل خاص، إضافة إلى كونه يحضر للمرة الثانية للمشاركة في فعاليات مهرجان قوافل بعد دورة سابقة شارك فيها مع مجموعته السابقة “مازاغان” تجاوب فيها الجمهور مع لون الشعبي غروف بشكل فاق كل التوقعات.
من جهة أخرى أشار عصام كمال إلى أنه ضد ما يروج حاليا في بعض الأوساط الفنية من تشجيع للرداءة الفنية، واقتبس جملة للفنان نعمان لعلو الذي وصف الأمر بـ “الدعارة الفنية” وأكد أن الفنان يجب أن يكون حاملا لمشعل النبل والجودة والأصالة المغربية مع التجديد دون السقوط في التقليد في رسالته الفنية.
حفل الافتتاح بدأ بفقرات فنية من فن أحواش وعواد أيت باعمران وعرف مشاركة عدة فرق محلية للموسيقى. كما عرف ذات الحفل مشاركة الفنان مصطفى الكمراني، الذي يعتبر واحدا من النجوم الصاعدة وأول فنان صحراوي مغربي يغني على الحكم الذاتي. وأدى الفنان مجموعة من الأغاني من ريبرتواره الخاص إضافة إلى عدة أغان مستوحاة من التراث الصحراوي نالت إعجاب الجماهير الغفيرة التي حجت إلى منصة ساحة المطار بالمدينة.
وشارك في إحياء ذات الحفل الفنان مولود الجعبة الذي يعتبر واحدا من الفنانين الذين أعطوا للأغنية الحسانية متنفسا جديدا يساير تطلعات العصر الحديث بإغناء الساحة الفنية بإيقاعات عصرية وبآلات جديدة، وأبهر جماهير المهرجان، خاصة أنه أدى مجموعة من الأغاني بلغات مختلفة منها العربية والحسانية والأمازيغية والفرنسية.
من جانبه، تسبب الفنان حميد المرضي، الملقب بفارس الأغنية الشعبية، خلال اليوم الثاني من فعاليات المهرجان في وقوع إغماءات في صفوف عدد من نساء المدينة اللواتي يعشقن لونه الغنائي وتأثرن بأداءه وطريقة غنائه وإثقانه لما يعرف بـ “الجدبة”. ويعتبر الفنان حميد المرضي واحدا من أهم فناني الأغنية الشعبية المغربية، وتألق في السنوات الأخيرة، إذ تمكن من طرح أكثر من عشرين ألبوما غنائيا، آخرها ألبوم “عيروني وكالو زهواني”.
من جهتها، تمكنت مجموعة بنات أودادن، التي شاركت في إحياء حفل اليوم الثاني، من انتزاع آلاف الزغاريد من النساء الباعمرانيات بفضل أدائها لعدة أغان أمازيغية معظمها صار طبقا ومادة رئيسية لا يخلو منها عرس أمازيغي. ووصفت العديد من النساء الحاضرات للمهرجان مشاركة الفنانة نعيمة بنت أودادن بكونها مثل حبة الفراولة التي زينت العرس الفني الذي تعيشه مدينة سيدي إفني هذه الأيام من خلال الدورة السادسة لمهرجان قوافل سيدي إفني.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.