سوليما السلام باكادير …..لن تهدم

يوسف غريب//

gharibبالأمس(  الاثنين 2 نونبر 2015 )  كانت منصة افتتاح فعاليات الدورة التاسعة للفيلم الامازيغي استثنائية بكل المقاييس لا لكونها اول اطلالة للسيدة الوالي على جهة سوس ماسة  فحسب بل ما تحمله أيضا الكلمة الرسمية من مؤشرات ايجابية مرتبطة بهذا التميز اللسني والهوياتي للجهة وخصوصا الجانب المتعلق بالمشهد السنيمائي والعمل على الارتقاء به الى مستوى الاحتراف وتحصينه من القرصنة حفاظا على حقوق الممثلين وغيرهم والتأكيد بشكل خاص على اهمية القاعات السنيمائية في تسويق المنتوج الفيلم المغربي الامازيغي بشكل عام. نعم يمكن اعتبار هذه الاطلالة الاولى  بمثابة التنصيب الثقافي للسيدة الوالي بخارطة طريق يعطي الاطمئنان على ان الفعل الثقافي بالمدينة والجهة هو ضمن الاولويات الاساسية والرافعة لأية تنمية جهوية مستقبلا …وانطلاقا من هذا الانطباع الجيد الذي تركته الكلمة الرسمية في جمهور مهرجان الفيلم الامازيغي مهتمون ونقاد وممثلون، فإن المناسبة تدفعنا الى فتح النقاش من جديد حول الغياب القسري لأية قاعة سنيمائية بالمدينة وللمفارقة هي المدينة نفسها التي تحتضن ثلاث مهرجانات بتيمات مختلفة بل من المدن السباقة ومنذ العشرينيات من القرن الماضي التي تتوفر على اكثر من خمس قاعات  موزعة عبر الاحياء السكنية من تالبرجت الى المدينة الجديدة الى البطوار.واذا كان القدر الالهي لسنة  1960 قد دمر كل شئ كسنيما تلبرجت وريالطو واعيد بناؤها  الا سوليما السلام بحي البطوار التي  تختزل في صمودها ذاكرة مشتركة لقسم كبير من ساكنة المدينة وخصوصا أولئك الذين اسعفهم الحظ وتوا جدوا بداخلها تلك الليلة …..  هذه السنيما اليوم وبالمعطيات المتوفرة مقبلة على الهدم من طرف المالك الجديد وتحويلها الى عمارات …..وهو بهذا الفعل كمن يساهم في محو الهوية المجا لية للمدينة خصوصا هذا الشكل الهندسي الفريد على المستوى الوطني اضافة الي تدمير الذاكرة المشتركة للنسيج المجتمعي با لحاضرة  ..واذا كان المجتمع المدني عبر جمعية ايزوران قد اهتم بهذا الملف وغيره من ذاكرة ما قبل الزلزال واستطاعت ان ترافع على ملف سوليما السلام عبر تهيئ ملف تسجيلها ضمن المآثر التاريخية بالمدينة فان الغياب الكلي لأي تعاون من طرف السلطات الولائية والتمثيلية سابقا مع اقتراحات الفعاليات المدنية في هذا الجانب يكرس تخوفنا من هدم هذه المعلمة.   هو تخوف ربما اخترقه بعض الامل البارحة وانا اتابع كلمة السيدة الوالي حين تؤكد على اهمية العناية بالقاعات السنيمائية بالمدينة  والذي في نظرنا يبدأ في تحرير سوليما السلام من الهدم واعادة الحياة اليها من جديد باستحضار  كل ما تم تراكمه من طرف المجتمع المدني او الهيئة الناخبة ومديرية وزارة الثقافة في هذا الجانب.   هو الامل الذي دفعنا اليوم الى ان تعتقد بان الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم الامازيغي ستفتح اشغاله بقاعة سوليما السلام السنة المقبلة وبقية المهرجانات الاخرى طبعا    وان الوقت قد حان لكي نعيد الاعتبار لهذه المدينة كعمق جهوي متميز وفاعل في التاريخ المغربي المعاصر كما كان ماضيه بعيدا عن كل الكليشيهات الجاهزة المروجة لمدينة الشمس والبحر واشياء اخرى .هو الامل ايضا خصوصا اذا ا ستحضرنا هذا التغيير على مستوى سلطة القرار بالمدينة والجهة مع هيئة ناخبة جديدة نطمح ان يكون الهاجس الثقافي حاضرا بقوة في المشاريع المستقبلية  لنؤكد بذلك جميعا على اهمية العلاقة بين تنمية الموروث الثقافي والتقدم المد ني /الحضري.  


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading