سلسلة أغبالو بالمختصر المفيد، الجزء الأول

العديد من المتتبعين أسالت أقلامهم الكثير من المداد في انتقاد المسلسل الذي تبثه قناة الثامنة في رمضان الجاري و قد ترددت كثيرا في التعبير عن موقفي او بالأحرى ملاحظاتي لأسباب عدة سنخص بالذكر أملنا في مشاهدة حلقات متميزة في قادم الأيام و لهذا اخترت أن أقدم ملاحظات أولية بشأن الحلقات السابقة من منضور مهني واحترافي “الاحتراف ماشي ديال صحاب السوليما ” فالأحداثمن خلالي الحلقات السابقة لسلسة اغبالو كان ممكن جدا ان تختصر في 3 او 4 حلقات مجموعة و ان تدخل في اطار التمهيد لحياة الحاج بلعيد الذي يمكن أن نسميه في الكتابة الدرامية بالمشاهد التقديمية و التي تهدف أساسا إلى وضع السياق الزمني و التاريخي و الجغرافي للأحداث و تقديم الشخصيات الرئيسية و السبه رئيسية و العقدة الأساسية و فروعها و أهم محاور السيناريو و الطبيعة الفنية للمسلسل و غيرها , و بالتالي فالحلقات السابقة قامت بكل هذه الأمور إلا أنها إستغرقت في سردها ساعات طويلة و حلقات كثيرة .
تقديم الإطار و تقديم لحظات طفولة الشخصية الرئيسية ” الحاد بلعيد” و اسرته و مجتمعه و قبيلته و اهتماماته الموسيقية و مستواه المعيشي و التعليمي و غيرها لايتطلب أكثر من اربع حلقات حسب ما شهدناه من قبل و ليس من وحي خيالي مادام الإبداع يتيح لنا مساحة كبيرة للحرية و التصرف .
الغاية من المسلسل هو التعريف بحياة الفنان الحاج بلعيد طبعا ليس بالضرورة ان تكون أحداثها و حقائقها مطلقة لان في عمق السينما و الإبداع هناك خيال و تصرف شريطة عدم الخروج عن الإطارالعام و للجانب المنير من حياة الشاعر او الشخصية الرئيسية للمنتوج المراد تقديمها ، و لكن مع الاسف لحدود الساعة لم نرى اي من جوانب حياة بلعيد حتى طفولته التي قدمت لنا فهي اكثر من عادية ليس فيها لا أحدات و لا تشويق و لا حالات خاصة او شاده و هي الامور التي تجعل من المشاهد يلتصق و ينتظر احداث المسلسل و السبب طبعا غياب ما يمكن تسميته بالتشويق و الاثارة في سرد الأحداث و بنائها ، هنا نتحدث عن الجانب العميق و الاهم الذي يهم المشاهدين و ليس فقط الامور التقنية التي غالبا ما يمكن ان تتير اهتمام المهنيين و السينمائيين فقط ، لان حضور الفرجة و التشويق على الاقل سيحجب ضعف الجانب التقني و الجمالي للمسلسل مع العلم ان المجهود التقني المبذول محترم إلى حد كبير و هو امر طبيعي لوجود مخرج من قيمة مصطفى اشاور الذي له من للتجربة و الكفاءة ما يكفي لتأطير عمله تقنيا .
فالمختصر المفيد في قراءة سريعة لحلقات السابقة للمسلسل هناك إطناب كبير وايقاع بطيء جدا للأحداث و الغائبة اصلا و هو ما يمكن تأويله ان الكتابة الاولى للمسلسل غالبا ستكون موجهة لفيلم سينمائي من 90دقيقة و ليس لمسلسل من 30 حلقة اي ما يعادل 900 دقيقة من المشاهدة، و حتي يثم اسقاط السيناريو على سلسة تم اقحام أحدات ثانوية جدا و هذا الإسقاط دفع حامل الفكرة او السيناريو لتطويل ممل للأحداث و اقحام وقائع غير ممتعة و بعيدة عن الفكرة الرئيسية لحياة الشاعر بلعيد و التفكير في تأمين الحلقات الثلاثون من حيث مضمونها الزمني على حساب الفرجة و المتعة الدرامية و حثى لا ندخل في خندق الحسابات الضيقة و نأم جانب الحياد الإيجابي طبعا لا بد أن نشير أن المسؤولية مشتركة بما في ذلك الإطار القانوني و الإداري المعتمد في اختيار و إنجاز المشاريع التلفزية بالمغرب و قناة الثامنة ليست استثناء فيكفينا إطلالة بسيطة على جودة برامج باقي القنوات التلفزية المغربية حتى نبصم مرة أخرى على أن ليس في القنافذ أملس و أن إشكالية و مساطر الإبداع التلفزي و السينمائي تتطلب مراجعات كثيرة .


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading