قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن هناك معلومات استخباراتية تشير إلى وجود تهديد إلكتروني روسي متزايد للولايات المتحدة.
وأضاف أن روسيا “تبحث” تنفيذ هجوم إلكتروني ضد الولايات المتحدة، لكن واشنطن سوف تستخدم “كل أداة” لمنع مثل ذلك التحرك والرد عليه.
ورجح بايدن أن موسكو قد تنفذ تلك الهجمات الإلكترونية المحتملة في إطار التصعيد، بعد العقوبات التي فرضت على موسكو عقب غزو أوكرانيا.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العلاقات بين موسكو وواشنطن أصبحت على “حافة الانهيار”.
وحذر الرئيس الأمريكي في وقت سابق من هجوم إلكتروني تشنه روسيا، مؤكدا في تصريحات أدلى بها في 24 فبراير/ شباط الماضي أن الولايات المتحدة مستعدة للرد.
وفي بيان يوم الاثنين، قال بايدن إن معلومات استخباراتية “كانت تتبلور” في الفترة الماضية، وأن الولايات المتحدة تعتقد أن “الحكومة الروسية تبحث خيارات”.
وطالب بايدن الشركات الأمريكية بأن “تسريع وتيرة الجهود التي تبذلها في سبيل إحكام أبوابها الرقمية”.
وأضاف: “لديكم القوة والقدرة والمسؤولية لتعزيز الأمن الإلكتروني والمتانة في ما يتعلق بالخدمات والتكنولوجيا الحيوية التي يعتمد عليها الأمريكيون. نريد من الجميع أداء أدوارهم”.
وأشار بايدن إلى أن “النشاط الإلكتروني الخبيث” المحتمل قد يكون مدفوعا بـ”الكلفة الاقتصادية غير المسبوقة” التي تتكبدها روسيا بسبب العقوبات المفروضة من قوى الغرب.
ويقول جو تيدي، محرر الشؤون الإلكترونية في بي بي سي، إنه منذ بداية التوترات بين روسيا وأوكرانيا، يستعد عالم الأمن الإلكتروني لهجوم واسع النطاق من روسيا.
ومنذ ذلك الحين، تحذر السلطات الإلكترونية في الولايات المتحدة وبريطانيا ليس فقط من هجمات إلكترونية قد تتعرض لها أوكرانيا، لكن أيضا من مما يسمى “الامتداد”، الذي تُستهدف فيه دول أخرى أو يخرج فيه هجوم من مسرح الصراع عن طريق الخطأ.
والمثال الذي تردده السلطات يتمثل في هجوم مسح إلكتروني (NotPetya wiper)، تقول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إن قراصنة تابعين للجيش الروسي شنوه.
وانتشرت تلك البرمجية الخبيثة بشكل خارج عن السيطرة في عام 2017، ما أدى إلى انهيار آلاف الشركات في شتى أنحاء العالم، وتسبب في أضرار تقدر بنحو 10 مليارات دولار.
وعلى الرغم من أن بايدن لا يقول ذلك صراحة، يبدو أن القلق يتعلق بهجوم يمكن أن يؤثر على جزء مهم من البنية التحتية الأمريكية.
ولقد رأينا الاضطراب والانزعاج الذي حدث العام الماضي في منطقة الساحل الشرقي عندما تسبب قراصنة في قطع إمدادات خط أنابيب للنفط.
وفي أسوأ السيناريوهات، قد يؤدي هجوم إلكتروني كبير على الولايات المتحدة أو عضو آخر في الناتو إلى تفعيل البند 5، المتعلق بالدفاع الجماعي.
من جهة، فإن تحذير الرئيس بايدن غير مفاجئ، وهو ببساطة تكرار لمبادرة “الدروع” التي بدأتها حكومته قبل أشهر.
ومن جهة أخرى، اتسمت الاستخبارات الغربية بالفعالية في تخمين الخطوة التالية للكرملين، لذا من المحتمل أن تحمل كلمات بايدن وزنًا إضافيًا في سياق الصراع المتصاعد.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.