رواية”مذكرات مثلية” ممنوعة في المعرض الدولي للنشر والكتاب..

أثارت رواية «مذكرات مثلية» لصاحبتها فاطمة الزهراء أمزكار جدلا كبيرا، بعدما تم سحبها من العرض في الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب في الرباط، حيث كتبت المؤلفة: «في وقت يحتفل فيه العالم بشهر الفخر (بمعنى شهر الاعتزاز بالمثلية والدفاع عن حقوق المثليين)، تتعرض كاتبة مغربية لهجوم بسبب حفل توقيع كان مبرمجا يوم الأحد (الماضي) لا لشيء إلا كونها كتبت عن فئة من المجتمع ألا وهي مجتمع الميم. الكتاب منع من المعرض، والحفل ألغي لدواع نجهلها. نعتذر أصدقائي لن نستطيع اللقاء وتوقيع الاهداءات، الوزارة أعلنت صوت الجهل والكراهية».

وكتب عبد الله بنزكتيت على صفحته على فيسبوك منشورا عنونه «بين الأدب والتأدب والتأديب»، حيث جاء فيه: «شكل سحب رواية «مذكرات مثلية» للكاتبة المغربية الصاعدة «فاطمة أمكراز» من العرض، الحدث الأدبي الأبرز، معلنا انطلاق أولى شرارات جدل مكرر عقيم، سئمنا منه في السنوات الأخيرة على الساحتين الفنية والأدبية.

وبغض النظر عن الأسباب التي ساقتها الجهات المنظمة لتبرير هذا القرار إرضاء لطرف أو لآخر، لا يختلف إثنان حول استمرارية عقلية المنع والمصادرة عند المسؤولين عن الشأن الثقافي في بلادنا، والتي أصبحت متجاوزة بقوة الواقع الجديد، الذي فرضته الطفرة الرقمية والمعلوماتية. فما معنى أن تسحب من نقاط البيع كتابا في نسخته الورقية لتجده في نفس اليوم على الإنترنيت متاحا مجانا للقراءة والتحميل والتقاسم في صيغته الالكترونية «بي دي أف»؟

ويواصل صاحب المنشور قائلا: «لم أقرأ هذا الكتاب بعد، ولعلي لن أفعل لاقتناعي الراسخ بضعف مثل هذه الأعمال، التي توصف تجاوزا بالأدبية، والحقيقة أن أغلبها يفتقد لأبسط المقومات الفنية والجمالية والتخييلية، التي تجعلنا نحب الأدب ونقبل على قراءته.

لا يكفي أن تركب على تابوهات ثقافية أو تستغل حساسيات اجتماعية أو تجعل الابتذال مطية لتصنع مجدا وتقيم اسما في مجال الكتابة. ومع ذلك لا أحب مصادرة الكتب حتى الغوغائية والرديئة منها، لسبب بسيط هو أن منعها يرغب العامة فيها ويحقق لأصحابها شهرة زائفة وصيتا لا يستحقونه. فضلا عن أن المواضيع التي يتناولونها ملقاة على قارعة الطريق لا يلتفت إليها أحد، فالمثلية والسحاق والتعري وثقافة البوح والمكاشفة والاستعراض ظواهر مبتذلة أصبحت تعج بها الوسائط الالكترونية».

إلى آخر التدوينة التي جاء فيها: «انتهى زمن محمد شكري و»خبزه الحافي» وولت أيام «حرودة» ومغامراتها الجنسية، التي ألهبت خيال مراهقي السبعينات، كما انتهى عهد الرقابة على المصنفات الفنية والحظر الممارس على الكتب والمنشورات في عصر الثورة الرقمية.

ذلك ما يعجز عن فهمه القائمون على الثقافة والابداع في مغربنا السعيد». وإذا تم منع «مذكرات مثلية» في المعرض فإن وزارة الثقافة سمحت بعرض «مذكرات كافر مغربي»، فحسب موقع «جريدة التحدي الافريقي» فإن «الزائرين تفاجأوا بوجود هذا الكتاب الذي يحكي عن مذكرات مغربي ارتد عن دينه واختار الإلحاد وإنكار وجود الخالق أو الإله. ويضيف الموقع «خصوصا وأن مؤلف الكتاب المدعو هشام نوستيك، الذي يعيش في الخارج، لطالما حرض المغاربة على الكفر والإلحاد ونشيط في محاولات زعزعة عقيدة المسلمين في بلادهم»! فهل ترى وزارة الثقافة المغربية في المثلية خطرا على المجتمع أكثر من الدعوة للكفر والإلحاد؟

عن القدس العربي بتصرف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد