رسالة مفتوحة للسفير المتجول للمغرب احمد حرزني بشأن اعلانه مواقف خطيرة ضد الأمازيغية

في مداخلتكم يوم الاربعاء 17 اكتوبر  2018 بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، وحسب ما تلقيته من الإخوة الحاضرين، اعلنتم عن كونكم أمازيغي أصيل، لكنكم ضد ترسيم اللغة الأمازيغية ، وكنتم ضمن مكونات لجنة وضع مشروع دستور 2011 ، وعللتم ذلك لسببين ألاول: لأن المغرب بلد فقير ولا يمكنه ان يتحمل التكلفة المالية للغتين الرسميتين، ، والثاني:ان حرف تيفناغ سيثقل كاهل التلاميد باضافة حرف ثالث في التلقين والتربية والتكوين .
السيد السفير المتجول والرئيس السابق للمجلس الإستشاري لحقوق الإنسان : لا أخفي عنكم استغرابي وامتعاضي من مواقفكم الجديدة المعلن عنها اعلاه في عقر دار مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وهي مواقف في اعتقادي سبق ان حسمت مع نسبة كبيرة من مكونات اليسار المغربي قبل نهاية التسعينات من القرن الماضي باسترجاعهم النسبي لتوازنهم العقلي،
السيد حرزني بل الصديق حرزني، اعتقد ان صفتكم الحقوقية سابقا ، وموقعكم السياسي الحالي، وبغض النظر عن قناعاتكم الشخصية ، لا تسمح لكم بانخراطكم في معاكسة من جهة ثوابت الدولة المنصوص عليها بالباب الأول (أحكام عامة) للدستور وبالأخص ما جاء بالفصل 5 منه . ومن جهة أخرى التزامات الدولة المغربية في مجال حقوق الإنسان ومنها توصيات لجان المعاهدات ذات الصلة، وانتم المشرف الأول على مؤسسة حقوقية بالمغرب في فترة ما قبل دستور 2011. 
انتم السيد السفير المتجول بمواقفكم المذكورة تدمرون أصول وقواعد مهامكم السياسية، علما انكم السفير المغربي المتجول والذي هو ملزم بنقل صورة المغرب بتعدده وتنوعه لممثلي مختلف دول العالم،بدل العدول والعودة لخطابات مكرسة للإستبداد الثقافي واللغوي، والتي اكتوينا بنارها و لا زلنا لعدة عقود وادت الى افتقاد المغرب لرؤية مستقرة في مجال تدبيره للتعدد والتنوع. 
اعلانكم لهده المواقف الجديدة السيد السفير، جعلتني بدون تردد ان اراسلكم رمزيا عبر مواقع التواصل الإجتماعي لأقول لكم ان ما اعلنتم عنه يشكل ما يلي:
– شكل من أشكال العصيان ضد مقررات الوثيقة الدستورية 
– مساسا بالمكتسب التشريعي المعلق على شرط مِؤجل ، ونكوصية ضد ما تمت مراكمته في مجال نزع الطابع العرقي عن الدولة .
– التحاقا منكم بأجنحة أصولية وشوفينية لا زالت تكافح من أجل تدمير هويتنا الأمازيغية .
– التحاقكم بمواقف الحزب الحاكم عند رفضه المعلن لإعتماد حرف تيفناغ لكتابة الأمازيغية، وللحساب الخصوصي كمقتضى جديد بمشروع القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية .
السيد أحمد حرزني : اسائلكم ، لمادا كلما تعلق الأمر بالأمازيغية تواجهوننا بسؤال التكلفة ، ومبرر ان المغرب بلد فقير، وان من شأن تدريس الأمازيغية بحرف تيفناغ ان يكون له مؤثرات سلبية على التلميد/ة؟. متى تقرر ان تقصى الأمازيغية من الإستفادة من المال العام لتخصص فقط للغات الأجنبية وللغة العربية؟ ما هي الدراسات الميدانية او غيرها التي اعتمدتموها والتي تفيد ان حرف تيفناغ يرهق التلميد، خلاف الحرف العربي والاتيني ؟ لمادا لم تؤسسو نظريتكم على معطى كون التلميد /ة يتلقى الأمازيغية بسلاسة وبسهولة وبانطباع تلقائي خلاف غيرها؟ هل تفقير الأمازيغية مرده كون المغرب بلد فقير؟ هل تعون ان مواقفكم السلبية المعبر عنها تعزز المسار التحكمي للحكومة وبعض الفرق البرلمانية في تمطيط وتأجيل صدور مشروع القانون التنظيمي للأمازيغية وللمجلس الوطني للغات الثقافة المغربية وهده الأخيرة كنتم او كنا اعضاء لجنتها المكلفة بوضع مشروعه؟ 
السيد حرزني: اراسلكم واتمنى ان تسترجعوا ذاكرتكم بشأن مخاطر الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading