نظمت رابطة Tirra للكتاب والكاتبات بالأمازيغية ندوة أدبية حول المجموعة القصصية – تاش للي د ئستماس – للمبدع الحسين مورابيح ، وشارك في الندوة الأستاذان محمد أوسوس و رشيد نجيب ومن تنشيط الأستاذ القاص الحسن زهور. وذلك بالمركب الثقافي جمال الذرة .
و قد أنطلق اللقاء يوم الخميس 10 مارس 2016 على الساعة السابعة مساء بكلمة رئيس الرابطة الروائي محمد أكناض حيث رحب بالمشاركين الذين حضروا الندوة رغم الصعوبات و تمنى أن يوفر اللقاء فرصة للنقاش العميق حول الكتابة القصصية بالأمازيغية والإشكاليات التي تطرحها في الوقت الراهن.
في البداية قدم القاص الحسن زهور نبذة عن الرابطة وعرض عن أهم أمشطتها وإصداراتها وبعدها أعطى الكلمة للمحاضر الأول ألأستاذ رشيد نجيب الذي تمحورت قراءته حول الخطاب الأدبي من خلال تحليل دقيق لقصة– تاش للي د ئستمناس – مبرزا الجانب السينمائي في كتابتها وذلك للتأثير المهني على مبدعها لا من حيث التأثيث الفضائي و الشخوصي .
كان المتدخل الثاني هو الأستاذ الباحث والمفكر محمد أوسوس الذي قدم ورقة لامست الـمُـقاربة التّـداولية للخطاب القصصي الأمازيغي من خلال دراسة الإشاريات والرّوابط الـحِجَاجيّة في قصة الحسين مورابيح. أشار الباحث في البداية إلى أن المقاربة التداولية للخطاب الشعري المعاصر تدرس معاني الأقوال ودلالاتها بعيدا عن كون الخطاب متأصلاً في الكلمات وحدها، ولا يرتبط بالمتكلم وحده، ولا القارئ وحده، وإنما يتمثل في تداول اللغة بين المتكلم والسامع في سياق محدد (مادي، واجتماعي، ولغوي) وصولاً إلى المعنى الكامن في كلام ما. وركز محمد أوسوس على تيمة العنف الرمزي التي وظفها القاص من خلال بطل القصة كمفارقة جمالية مبهمةْ، يكمن إبهامها في كونها لا تدل على غائب، عن الذاكرة أو عن النظر الحسي، فالتَّلفظ بها يكون في سياق يحضر فيه أطراف الخطاب حضورا عينيا، أو حضورا ذهنيا من أجل إدراك مرجعها.
كانت المداخلة الأخيرة للمبدع الحسين مورابيح حيث حام حول ظروف كتابته للقصة وطريقة اشتغاله مبرزا أن قضية علاقة الواقعي والجمالي تطرح نفسها في الوقت الراهن بكثير من الحدة، وإن كانت أشكال الطرح وطرائق التناول تختلف في النظريات الأدبية الحديثة عنها في الكتابات التراثية. مما يدل على صعوبة الفصل بين القصة –والأدب بصفة عامة- كظاهرة أدبية، وبين الواقع كبنية مستقلة، نظرا لتقاطع البنيتين وتداخلهما في أكثر من مستوى. و أكد المبدع أنه كان طبيعيا أن تؤثر كارثة التعليم الغير الوظيفي – بما يمثله من إجهاض للحلم ، وتكريس للدونية وتحقير الذات – في نفسية المتعلم (الراوي) الذي عايش هذه الفجائع والانكسارات، وتفاعل معها كمثقف يحمل وعيا أمازيغيا ثوريا ملتزما بقضايا أمته المصيرية. وهو من خلالها يسعى إلى تجاوز الواقع لتأسيس عالم رمزي، تتضافر فيه سمات جمالية وخصوصيات تعبيرية لتنسج فرادة هذا العمل. إذ أن تجاوز الواقع يتطلب “تجاوزا للطرائق الفنية التي بتم بها التعبير عن هذا الواقع، واستحداث طرائق بديلة. وأشار القاص مورابيح كان يعي أنه ليس مطلوبا منه كقاص أن يعكس أحداث الواقع فقط، أو أن ينقل الظواهر الاجتماعية نقلا حرفيا، بل هو مطالب بتطوير نوع من الخلاص الجمالي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.