في نهاية الموسم الكروي لموسم 64-65 في مبارة حاسمة، جمعت بين فريق المغرب الفاسي (MAS) و فريق الجيش الملكي (FAR) و التي انتهت بفوز المغرب الفاسي بثلاثية : 3-0
و عندما أعلن الحكم عن نهاية المقابلة ، تعرض إلى هجوم من طرف بعض لاعبي فريق (FAR) الذين عاملوه بعنف.
و بمجرد ما بلغ الخبر المغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله تراه، أعطى تعليماته للمسؤولين عن كرة القدم في المغرب و في مقدمتهم الجامعة، أن يتخدوا جميع الإجراءات اللازمة حتى لا تتكرر مثل هذه السلوكات في الملاعب و اتخاذ قرارات تأديبية صارمة اتجاه كل من لا يحترم آداب الروح الرياضية.
و هكذا سارع المرحوم أحمد النتيفي رئيس فريق الراسينغ البيضاوي ( أقدم فريق لكرة القدم في المغرب) و الذي كان يزاول أيضا مهام : الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (FRMF) ، باستدعاء جميع المسؤولين و الناشطين في ميدان كرة القدم بالمغرب من رؤساء اللجن و رؤساء العصب و الأندية و الحكام الذين كان من الواجب تهدئتهم و طمأنتهم و من خلال هذا الجمع الغير عادي ، اتخذ قرار لم يسبق له مثيل في تاريخ كرة القدم المغربية الفتية :
توقيف فريق الاتحاد الرياضي للجيش الملكي مدة موسم كامل مع إقصائه من جميع المباريات للموسم التالي : 65-66. و الأمر يشمل كذلك جميع لاعبيه،و بعبارة أخرى سنة بيضاء لهذا النادي.
ما العلاقة بفريق الحسنية؟ في نهاية الدوري لموسم 64-65، كان فريق الحسنية يحتل المرتبة ما قبل الاخير.
وكان من البديهي أن يقصى فريق الحسنية إلى القسم الوطني الثاني D2 بمعية النادي القنيطري الذي كان يحتل مؤخرة الترتيب.
لكن قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتوقيت الاتحاد الرياضي للجيش الملكي (FAR)في الموسم المقبل 65-66 حال دون ذلك.
وأتاح الفرصة لفريق الحسنية أن يستمر في القسم الوطني الأول D1.
بهذه التدابير أراد المسؤولون عن الجامعة أن يضربوا عصفورين بحجر واحد :
١- إصدار حكم قاسي على فريق عتيد ،حتى يكون عبرة لكل من لم يحترم قواعد الروح الرياضية في المستقبل.
٢- مكافأة فريق احترامي لقواعد اللعبة.
لقد كان فريق الحسنية، رغم إمكانياته المتواضعة آنذاك، يبرهن على احترامه للخصم، و لقرارات الحكام كما كان دائما منضبطا و محافظا على كرامته سواء في الانتصار أو في الهزيمة.
كان المرحوم الحاج عبد الكريم الزياني الحكم الدولي والذي كان يعمل كذلك كعميد للأمن الوطني في الدار البيضاء، يردد دائما أنه يفضل السفر إلى أكادير ليقود مبارة الحسنية من ان يبقى في الدارالبيضاء ليقود مبارة يسودها الضغط و التوتر.
كان رحمه الله دائما ينوه بالأخلاق النبيلة و الروح الرياضية العالية لفريق حسنية اكادير في الستينات كما كان جمهور مدينة اكادير يكن التقدير و الاحترام لهدا الحكم الدولي البارز ، و يستقبله بحفاوة كلما حل بأكادير، رحمه الله رحمة واسعة.
كان بعض اللاعبين من مدافعي بعض الأندية يتباهرون بالقاب مثل : <<قتال>>، <<هراس>> أو <<فييتنام>> ( إشارة الى الحرب آنذاك).
و في الحسنية لا شيء من هذا القبيل. و هل من الضروري ان نعيد الى الذاكرة أن المدافعين : عبد السلام، عبد القادر، بلحسن، عبد الله أومبارك، أمزال، بلال كوشا، بنشيكر… كانوا ملتزمين بقواعد اللعبة و يمارسون لعبا نظيفا، كما كان بقية اللاعبين : بنعيسى، حما ، عبد الله آمين، مشطا، لحسن شيشا، الغالي، عبد العزيز، بورحيم، مختار بنان ، احمد عمار، احمد بوتازلوت …( و نلتمس المعذرة من كل من لم يذكر إسمه).
كانت لهم أخلاق رياضية عالية و سلوك جيد، و لم تسجل في حقهم عقوبات، أو خروقات، و كذلك بالنسبة للجمهور الذي كان ملتزما فبالرغم من انعدام الحواجز، لم يسجل التاريخ اي اختراق للملعب خلال مباريات فريقهم.
هكذا كانت بعض شيم فريق الحسنية و من الواجب التذكير بها.
توقيع:
عبد المجيد أوبو وأسماء أوبو .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.