أزول بريس- متابعة سعيد الهياق//
ديوان يشبهه الصفاء للدكتور الشاعر المغربي أنس أمين مرشح لجائزة العقيق للشعر بالمملكة العربية السعودية.
وقد حاز الديوان نفسه بالجائزة الأولى والمركز الأول بنسبة 95% من لدن اللجنة العلمية والأدبية في المسابقة الشعرية العربية المنظمة من قبل دار ديوان العرب بمصر في دورتها الثالثة سنة 2020، والتي حملت أسم الشاعرة الراحلة نجيبة أرهوني، حيث شارك في المسابقة ذاتها ثلة من الشعراء من مختلف الدول العربية من اليمن وفلسطين والعراق والأردن والمغرب وسوريا وتونس والجزائر والسودان، وبلغت عدد الدواوين المشاركة 423 ديواناً.
وقد حظي الدكتور الناقد والشاعر أنس أمين بطبع ديوانه مجاناً على حساب الدار، والذي كان مقررا أن يقام له حفل توقيع في فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة لسنة 2021 لولا الإجراءات الاحترازية جراء جائحة كورونا؛ وقريبا يوجد ديوان (يشبهه الصفاء) في معرض تونس الدولي للكتاب من 2 إلى 11 أبريل 2021، والديوان متوفر الآن بجملون أكبر متجر لتوزيع الكتب كما يوجد متوفرا في مكتبة العبيكان ورفوف مكتبة أونلاين من دار ديوان العرب للنشر والتوزيع.وديوان يشبهه الصفاء: ديوان عمودي، يشمل على 212 ورقة، تضمنت 29 قصيدة منسحبة على 520 بيتا في مدح حليلته أم ملاك الأستاذة بهيجة الرايس، التي قال عنها في مقدمة ديوانه: (ولعل السياحة القرائية في ديوان (يُشْبِهُهُ لصَّفَاءُ) لَمَّعَ دُرراً من فضائلها وتغنى بمحامد أفعالها علاوة على دماثتها وصلاحها ما جعل مدحي ينسكب لها في دِنِّ الوفاء والتقدير الذيْن تستأهلهما سبيكة بهجتي).
وبذلك يكون ديوان يشبهه الصفاء أول ديوان عمودي في مدح الزوجة وبكل حروف المعجم باعتبار الألف المقصورة حرفا، فضلا على أن الشاعر أنس أمين ركب في متن ديوانه جميع أنواع القوافي، وهو ما يجعل هذا الديوان جديدا في موضوعه، وفي منهج كتابة القصائد، علاوة على أنه ضمن فيه كثيرا من الأدوات البلاغية التي كادت تندثر في الشعر العمودي المعاصر ذات المسحة الجمالية فضلا على توظيفه لمعجم لغوي جزْلٍ ورصين ينبض بالبعد الوجداني والرومانسي.
وتأتي أهمية هذا الديوان موضوعا ونَسْجاً كما أشار إلى ذلك الدكتور الشاعر أنس أمين في مقدمة ديوانه: أن النقد العربي القديم أشار وبخاصة عند قدامة بن جعفر وابن رشيق القيرواني أنّ هناك أغراض شعرية صعبة التناول لدى الشعراء ومن هذه الأغراض نجد: مدح الزوجة لأن الشاعر قد يسقط في الغزل لا محالة ما جعل مجمل الشعراء يضربوا صفحا عن هذا الغرض الشعري فضلا عن الأعراف الاجتماعية التي تسترذل مع الأسف مدح الزوجات؛ حيث لم تستطع المرأة أن تجد لها موضع قدم إن لم أَقُلْ موضع وجدان في القريض العربي عَدَا ذكرا شاحبا راثيا للجدة أو الأم أو الأخت أو البنت، أو ذكرا خليعاً للخليلة التي لم ينفك الشعراء عن وصفها وصفا حسيا خادشا للحياء.
وحتى عندما يشكِّل الحب لحمة التشبيب فإنه ينأى عن الحب السويّ؛ فكان إما حبا نرجسيا كعمر بن أبي ربيعة ونزار قباني ومن لفّ لفّهما أو حبا مازوخيا كمجنون ليلى وجميل بثينة ومن اقتفاهما، وحتى من كان يحب زوجته كان أسير أعراف المجتمع التي تسترذل التغني بحب الحليلة، فهذا الفرزدق لم نَلْفِ له ولو بيتا واحدا في مدح زوجته نَوَار، أما جرير فلم يستطع حتى رثاء زوجته أو زيارة قبرها، وزهير بن أبي سلمى له بيت واحد في مدح زوجته أم أوْفى في مطلع معلقته الميمية، وقيس بن ذريح لم يكتب ولم بيتا يتيما في لبنى بعد أن أصبحت زوجة له، المسلك نفسه نجده عند عنترة الذي عندما صار بعلا لعبلة لم يمنّيها ولو ببيت شعري واحد؛ ونزار قباني لم يمدح زوجته بلقيس ولو ببيت شاردٍ وإن كان شاعر المرأة واكتفى برثائها بعد موتها، والقائمة تطول، ختم الشاعر قوله من خطبة الديوان بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَا أَكْرَمَ النِّسَاءَ إِلاَّ كَرِيمٌ وَلاَ أَهَانَهُنَّ إِلاَّ لَئِيمٌ)).
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.