دفاعا عن مصطفى حجي ( معه صور)..
بقلم :محمد بليهي
“طاحت الصمعة علقوا الحجام ” او كما يقول المثال الأمازيغي ” ئلا واداد غوالو ءارن تاكان ئيمي ئتموكايت ” .
انهزم المنتخب المغربي امام المنتخب المصري (1-2) وخرج بالتالي مقصيا من بطولة كأس الأمم الإفريقية المنظم بالكامرون . فبدأنا نضرب الأسداس في الأخماس كل حسب درجة اطلاعه وكفاءته المعرفية والثقنية واحيانا كل حسب أهوائه ومصالحه حتى وإن كانت شخصية وضيقة .البعض منا طعن في شرف اللاعبين وشكك في وطنيتهم والبعض الٱخر في اهلية المدرب ومدى سلامة قدراته العقلية والنفسية قبل كفأءته التقنية والتكتيكية ، فيما ذهب البعض الٱخر الى الضرب في الجهاز الإداري للجامعة الوصية على الرياضة الوطنية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة وعلى رأسها لقجع ..
وللدولي المغربي السابق واحد مساعدي المدرب الحالي، مصطفى حجي نصيب من كل هذا .بغض التدوينات والتعاليق وحتى المقالات الصحفية تركز على هذا الأخير – مصطفى حجي – على أساس انه الرأس المدبر وسبب كل المصائب والإخفاقات ، لذلك لابد أن نتوفق عند هذا الأمر ومحاولة الإحاطة به والنظر اليه من عدة جوانب وزوايا استبيانا للحقيقة و/ او الإفتراءات .
اولا : المنتخب الوطني المغربي تعرض لعدة هزات ونكسات وسقطات مدوية قبل مجئ مصطفى حجي .يكفي أننا لم نفز الا بكأس يتيمة منذ 1976 وما عاد ذلك فشل في فشل حتى ونحن ننظم هذه الكأس ببلادنا سنة 1988 .
أجيال وأجيال من اللاعبين والمدربين والمسؤولين إن على مستوى الجامعة والوزارة ، ولقد عجزنا عن الظفر بهذه الكأس حتى وعلى رأس هرم الجهاز الرياضي مسؤولين عسكريين كالعقيد باموس وحسني بن سليمان وكذا المتابعة الشخصية للملك الراحل الحسن الثاني (1986 نمودجا ) .
على مستوى التركيبة البشرية للمنتخب كانت نظام النقابة هو السائد حيث سيطرة ابناء محور البيضاء والرباط على تشكيلة المنتخب ومحاربة أي وافد خارج هذا المحور ،إذ يعمدون الى ضرب الحصار عليه داخل رقعة الملعب وخارجه إذ يمارسون عليه كل اشكال الضغط والعنف الرمزي بل وختى المادي احيانا ( كماتشو / وادو ومصطفى حجي في المقهى المعلوم ) .
لاعبي الحسنية ومولودية وجدة واتحاد طنجة بأعتبارهم من الهامش اما مضطهدون او مقصيون بالمرة من شرف حمل القميص الوطني .مع ملاحظة أساسية لاعبي نهضة سطات حظوا بالإحترام في عهد وزير الداخلية ادريس البصري ونفس الشئ بالنسبة للاعبي الكوكب المراكشي في عهد المديوري .
حجي يفك الحصار ويفكك النقابة
قديما كانت البطولة قوية نسبيا ولم تكن هناك مدارس واكاديميات كروية بالشكل الحالي في اوربا ، لذلك صدرت بطولتنا لاعبين كبار للإحتراف كريمو وعزيز بودربالة والزاكي وامان الله ومصطفى ميري والحداوي..وغيرهم وبالتالي هم من بكونون العمود الفقري للمنتخب بهم قارعنا منتخبات قوية وكبيرة في كأس العالم 86 بميكسيكو وعاودنا الكرة 1998 بفرنسا بجيل مماثل .
والٱن ولأن مايزيد عن 7 ملايين مغربي يعيشون في المهجر – اوربا اساسا- ولم ابناء ولدوا وتربوا وتكونوا هناك يحملون الى جانب روحهم المنفتحة والتنشئة العصرية الى جانب التكوين الرياضي والكروي في اعرق المدارس والأكاديميات الرياضية وفق ٱخر ما جد في عالم التموين البدني والتقني والرياضي وبالتالي فهم يحملون فكرا احترافيا فضلا عن كونهم جيلا مثقفا يحملون قدرا من التكوين المعرفي وبفضل ذلك كله القدر الكافي من الثقة في النفس وفوق هذا وذاك حب الوطن والإرتباط بالأرض والأصول بما في ذلك اللغة الأم .
لعل الكل يتذكر قدوم ذلك الفتى النحيل ذو التسريحة الشعرية المميزة (1992) والذي ابهر الجماهير الرياضية بلمساته السحرية وهو يداعب الكرة بشكل ينم عن علو كعبه وموهبته الخارقة ، يتعلق الأمر بمصطفى حجي .والذي استطاع بفضل موهبته ومتابرته وصبرها وفكره الإحترافي أن يجد لنفسه موطئ قدم بين لاعبي المنتخب الوطني رغم كل الصعوبات والمضايقات والإستفزازات حيث وجد في البداية صعوبة في التواصل مع المجموعة على أعتبار انه لا يتقن الا الفرنسية والأمازيغية عكس بقية اللاعبين الذين يتواصلون بالدارجة المغربية .
كما انه تعرض للسب والشتم رفقة عائلته بإحدى المقاهي بالبيضاء .
وبفضل صبره وصموده فرض نفسه كلاعب موهوب ومحترف وبفضله وتضحياته انفتح الباب أمام الجيل الذي جاء بعده من المحترفين الموهوبين كعبد السلام وادو ويوسف حجي ومروان الشماخ وجواد الزايري والمختاري وموحى اليعقوبي…وأخرين .
جيل بصم على مسيرة موفقة مع بادو الزاكي بتونس 2004 بلعب مقابلة النهاية ضد البلد المنظم تونس (1-2).
ليأتي بعده الجيل الحالي وهو لايقل موهبة ونضجا .مما وضع حدا لنظام النقابة الذي كان سائدا ووضع شرط الكفاءة والجاهزية والإستعداد لمن يريد الإنضمام للمنتخب الوطني .
حجي إطار وطني لربط الوطن بأبنائه في المهجر
بصم مصطفى حجي كلاعب في مشواره على مسيرة كروية متميزة أساسها الإنضباط والمتابرة والعطاء اللامشروط من اجل وطن يحبه حتى النخاع .وعندما انهى هذه المهمة ظهرت مهمة ٱخرة لا تقل أهمية عن الأولى وهي التواصل وإقناع الجيل الجديد من ابناء الوطن المولودين والمقيمين باوربا بحمل قميص المنتخب الوطني والدفاع الوانه المشكلة للعلم الوطني ،وهي مهمة ليست سهلة اعتبارا لحجم الإغراءات والضغوطات الممارسة عليهم من انديتهم واطرها وكذا الإعلام الرياصي والسياسي .
ولأن حجي قدوة هذا الجيل يثقون به ويحترمونه ولانه قريب منهم يعرف لغتهم وعقليتهم ونمط تفكيرهم مما سهل عملية استقطابهم وصمهم لصفوف المنتخب الوطني وهي مهمة تدخل في إطار الديبلوماسية الرياضية .
اعتقد جازما ان هذه هي الأسباب الحقيقة والعوامل التي جعلت مصطفى حجي يبقى إطار وطنيا بمهمات خاصة وعقدة اللقب الإفريقي لا يرتبط بمصطفى حجي بقدر ما هو مرتبط بالمنظومة الكروية ببلادنا ، وأغلب الذين يركزون على مصطفى حجي ليسوا الا الذين تضرروا من سيادة الفكر الإحترافي بالمنتخب ومن يدور في فلكهم وقلة من ذوي النيات الحسنة المنجرين وراء هذا الطرح المغرض .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.