بدأ التوجه الإخواني بالمغرب يحرك عملائه في قناة “الجزيرة” بعد تصريح المسماة “سطايل” لتشبث بأفكار القومية العربية التي بدأت تنهار وتنكشف حقيقتها أمام حقيقة الواقع والتاريخ. التوجه الإخواني القطري الذي يقوده في المغرب المسمى أبو زيد الإدريسي النائب البرلماني “للعدالة والتنمية” وحامي الدين “العدلوي” الآخر عراب الشيخة موزة لمشروع إسلامويي الإخوان في المغرب.
خديجة بن قنة التي تربت في كنف “المشروع الإخواني” ترد عن تصريح المسماة “سطايل” مديرة قناة “دوزيم” التي خرجت مؤخرا بتصريح ليس بجديد لأي عاقل أو مفكر أو مؤرخ موضوعي يقف عند عمق حقيقة هوية بلدان شمال إفريقيا، قائلة “المغرب ليس بلد عربي… المغرب بلد مغاربي”، ردت خديجة بن قنة على هذا التصريح بقولها “المغرب بلد عربي كره من كره وشاء من شاء” إنه تحدي خطابي جميل من بن قنة لسطايل، لكنه تحدي ضعيف، فقارئ لتصريحها بشكل موضوعي مستحضرا “علم النفس” المفكك والمخلخل لنفسية المصرح بناء على أفكاره وخطابه السياسي يتضح بلا شك حقيقة ضعف خطاب بن قنة، خطاب ببغاوي بات يردده حاملي المشاريع الإيديولوجية الإسقاطية على المجتمعات شمال إفريقيا طوال عقود من الزمن دون أن تتأكد صحته للباحث الموضوعي، هكذا هي، إنها القومية العربية التي عقرت في دارها ولم تنجب إلا الخراب لأوطانها ما بالكم أن تنجح خارج ديارها وفي بلدان ذات عمق تاريخي وثقافي مثل البلدان المغاربية -تامزغا-.
لكن لنطرح السؤال الآتي مع السيدة بن قنة: من عرب هذه البلدان التي تقول عنها اليوم بأنها “بلدان عربية” وكيف عربت؟ ومتى عربت؟ ولما عربت؟؟ إذا بنت السيدة بن قنة كلامها محتكمة إلى عروبة الإنسان أو بشكل أدق إلى اللسان، -اللغة- فنهمس في أذان السيدة ونقول أن في المغرب أكثر من 70% من المغاربة ناطقون بالأمازيغية حسب دراسات علمية (وليس نسبة إلى إحصاءات أحمد حلمي المزورة) حتى وإن ذهبنا مع بن قنة بعيدا في التحليل وجاريناها في موقفها وإعتبرنا أن “كل المغاربة معربي اللسان” فهل التراب أو المجال أو الوطن الذي يعيشون فوقه معرب؟؟ كيف يعرب التراب؟ كيف يعرب الوطن أو البلد نسبة إلى أوهامكم الإيديولوجية أيتها السيدة؟ لنكون منطقيين -رغم أننا نعرف مسبقا لا منطق في أوهام العروبة- بالمنطق إذا، قيل أن “المغرب بلد عربي نبسة إلى البعد الهوياتي الذي تحدده الأرض بعد أي شيء، يعني أن القارة الإفريقية في زمن ما -غابر ربما- فقدت شمالها بسبب الحركات التكتونية والأرضية، ولذلك قد تكون زحفت أرض عربية من الجزيرة العربية لتغطي وتعوض الجزء المفقود من شمال إفريقيا -الأمازيغي اللغة والتاريخ والثقافة والهوية- لتحل محلها “أرض عربية لم تأتي مع هجرة أفرقيش التي كذبها إبن خلدون وإبن الحزم بل جاءت بفعل حركة أرضية وبقدرة الله بعدما أراد أن يجع إمازيغن أناس معربين بدينه ولتتحقق قولتهم الشهيرة والتي تعلمتها السيدة الجزائرية بن قنة من قادة العروبة الجزائرييم والتي تقول (نحن أمازيغ عربنا الإسلام)”.
إن حدث هذا بالفعل سأتفق مع خديجة بن قنة، لكن أنا متخصص في الجغرافيا ودرست الحركات التكتونية والأرضية الكبرى ولم أجد شيء من هذا القبيل في هذا العلم أو في العلوم الموازية الأخرى كالجيولوجيا والجيومورفولوجيا وغيرها من العلوم. بغض النظر عن اللغة والثقافة والتاريخ إن إستحضرنا علم الأركيولوجية والأنتروبولوجية وعلم التاريخ.
عربت بلدان شمال إفريقيا وسميت ب “بلدان المغرب العربي” بعدما هدد الرئيس الليبي المسمى معمر القذافي أعضاء “الجامعة العربية بالإنسحاب” من أحد قممها إن لم يتبنو تسمية بلدان شمال إفريقيا ب “بلدان المغرب العربي” وهذا ما حدث، في حينه بعد الإستقال الشكلي للمغرب، ذهب وفد من “حزب الإستقلال” يترأسه علال الفاسي يطالب من العرب إنضمام المغرب إلى “الجامعة العربية” فكان ردهم “أنتم لستم بعرب أنتم بربر لماذا تريدون ان تنظموا للجامعة خاصة بالعرب؟” وكان رد علال الفاسي “نعدكم بأن نجعل المغرب بلد عربي ونعدكم بإستكمال مشروع القومية العربية الذي بدأه شيخهم شكيب أرسلان سنة 1928 بعد زيارته إلى مدينة تطوان حيث كانت معقل النخب المورسكية اللاوطنية”.
هكذا إذن عربت بلدان شمال إفريقيا يا السيدة بن قنة وليس بمنقط شاء من شاء وكره من كره، عربت بعدما ركب أمثالكم على ما لا يبتغيه الرحمان -وبإسم الرحمان للأسف” أفلا تستحيوا من أنفسكم وأنت تعارضون حقيقة شعوب خلها الله كما جميع الأمم بلسانها وبلدانها؟ ولماذا قلبتم الأية من “وخلقناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا” إلى “وخلقناكم شعوبا وقبائل لتتعاربوا”؟ لكم كل الحق لأن مشروعكم الإخواني أصلا لا يعترف بالأوطان ولا بحقيقة الأوطان، ولا يوجد شيء في قاموسكم يسمى بالوطن، أو الوطنية أو المواطنة أنتم تعتقدون أن كل الأوطان وطنكم، لذلك خربتموها بسمومكم القومي الإيديولوجي الإرهابي.
وكيم الزياني.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.