تحرير سعيد الهياق.
ما الذي يشد المثقف إلى ثقافة مستنفرة في زمن ضاع فيه الملاح والمجداف؟..زمن الأنين هنا وهناك..زمن العطالة التي أربكت بنيات اسر لفتها غشاوة أمل قد تأتي ولا تأتى في مثل هذه الحالة الجديدة والغريبة على وجود الإنسان المثقف ووضعه ،ألا يصبح من الأصح كما يقول محمد الخطيب أن يغير نمط تفكيره وأجوبته؟أليس من الأصح أن نقول كمثقفين أن التاريخ والمستقبل صارا إمكانية مزدوجة ،فيها طريق التقدم وفيها إمكانية الفناء ،وأن نكافح بالتالي عبر طريق التقدم؟هكذا يصبح المثقف وبشكل جلي يغوص عميقا في مأزق شامل يحتاج إلى مراجعة ونقد وتعويض.إن المأزق الراهن الذي يعيشه المثقف لا يختلف عن المأزق السياسي. وإن كان المثقف يطرح سؤال الأزمة بإلحاح وتصميم وغضب.بل ربما يدفعه الغضب أحيانا إلى آفاق السواد والإحباط والمتاهات المفتوحة.أي زمان هذا الذي يعيشه المثقف والمتلقي معا.غرابة تعانق غرابة، ورداءة تحمل في طياتها رداءة..الرداءة في أي مكان..في الشارع، في الحياة العامة والخاصة، بل حتى في علاقة الناس بعضهم البعض.فما الذي جعل الرداءة تنتشر في هذا ال، وصدالعربي العليل؟هل هو المناخ الذي ساعد المثقف على ذلك؟أم انه فقدان التقاليد الفعالة للعلا، وصدد الأبواب في وجه كل محاولة لحقن هذا الجسم بالمصل المضاد لها؟تلك علة غدت تزحف وبسرعة الضوء نحو العقول والقلوب بصورة مرعبة..
أجل،من لا يكبر فيه وسواس الثقافة ليس بمثقف أو بمشروع مثقف ولو احتفظ بغموض النوايا حتى آخرها..شئنا أم أبينا الثقافة هي الوحيدة والقادرة على تأليف ذاكرتنا على شكل قصائد مثقوبة ..تغازل قاموسا زئبقيا متجددا كل لحظة وحين..أسئلة تتناسل من واقع الحال المأساوي الذي أصبحنا نعيشه ولا من إجابة واحدة، والمثقفون في آخر المطاف هم الضحايا بامتياز، يرفضون، يصرخون، يحتجون، ينشطون، يموتون على نحو بطيء ولا من يكترث.. الأشياء تتحرك في الثقافة الآنية كما تتحرك في الواقع فوضى..ثقافة دخانية تمارس غموض الاحتيال على المكان والمبدعون يشاركون المحاربين بالرقص حول الجثة وعليها..لعلكم معشر المثقفين لا تختلفون ولن تختلفوا على أن حقيقتنا الثقافية يجب أن تعيش صحوة عقلية فري…
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.