حول اتهامات جامعة ابن زهر : المثـابـر في سوس يعاقب ولا يشجع
رشيد بن بيه
يصعب فهم ما تتعرض له جامعة ابن زهر من اتهامات، دون ربط ذلك بحوادث مماثلة عرفتها جهة سوس ماسة درعة، في السنوات الاخيرة، وسوس عموما في قرون ماضية، حتى أصبحت مثل هذه الأحداث تهيكل أكادير الكبرى. سوف أبدأ بأقرب الأحداث، وأنتهي بأحداث تنتمي لزمنية بعيدة نسبيا، لكون ذلك سوف يساعدنا على فهم أفضل لما يحدث.
في سنة 2010، وبعد سبع سنوات من تدبير تربوي متجدد ونشط، جعل جهة سوس ماسة درعة كما جهة مكناس تافيلات، في عهد مديرها السيد أضرضور، مرجعا لدى وزارة التربية الوطنية، تعرض مدير الأكاديمية الجهوية لأكادير لحملة من طرف أشد المرتبطين بالشأن التعليمي. بدأت هذه الحملة على شكل تسريبات لوثائق، واشاعات ومظاهرات على أساس إشاعات، لينتهي الأمر بإقالة رئيس الأكاديمية، بعد مثابرة كبيرة، وتجديد قل نظيره، لتأخذ الأكاديمية، بعد ذلك، وجهة تدبيرية مغايرة. هي ذي نفس الطريقة التي تواجه بها اليوم، كذلك، جامعة ابن زهر.
تقدم المقارنة بين ما تتعرض له رئاسة جامعة ابن زهر، وما تعرض له مدير أكاديمية أكادير، بعض عناصر التشابه الايجابية : التجديد، الدينامية، التواصل، القدرة على التغيير والإصلاح. غير أن المثابر في سوس، يعاقب ولا يشجع، خصوصا اذا ما ترجمت هذه المثابرة إلى نتائج ملموسة ترفع من دينامية الجهة، كما في حالة مدير أكاديمية أكادير، د. مبارك حنون، وحالة رئيس جامعة ابن زهر، د. عمر حلي ، لأن جهات، يصعب تحديدها – قد تنتمي لأكادير أولخارجها- لا تريد لمنطقة سوس، عموما وأكادير خصوصا أن يتطور، وأن تفوق ديناميته باقي الجهات. إن زمنيات التحليل على مدى بعيد التي أوصى بها Norbert Elias الباحثين، تجعلنا نتأكد من صحة هذا الافتراض باستحضار وقائع مماثلة؛ فبعد تطور النشاط التجاري في سوس مع الأوروبيين، عوقبت جدية التجار السوسيين، وانفتاحهم الخارجي، الذي أدى لازدهار سوس باغلاق ميناء أكادير وتحويله للصويرة، مما نتجت عنه فوضى عارمة دامت سنوات عديدة. يعرف عن مدير الاكاديمية السابق، ورئيس الجامعة الحالي، انفتاحهما، خصوصا على العالم الخارجي كما حال التجار السوسيين من ذي قبل، كما تشهد على ذلك اتفاقيات التعاون الدولي، غيران هذه الخاصية الايجابية، يعاقب عليها دائما في سوس، من أجل، إبقاء هذه المنطقة في مرتبة أدنى.
لقد تغيرت أشياء كثيرة، وتخلى المخزن عن جانب من مخزنيته التي لم تعد صالحة له للاستمرار، من قبيل الحد من دينامية منطقة على حساب منطقة، غير أن هذه الروح المخزنية البالية، أصبحت تسكن جهات كثيرة، وتحرك في العمق ما يحصل لجامعة ابن زهر، أي الرغبة في فرملة أي تطور ودينامية، كما حصل من ذي قبل لما تطور النشاط التجاري مع اوروبا انطلاقا من أكادير ومع حالات اخرى، يعرف المؤرخون المئات منها.
التعليقات مغلقة.