حميش ..الحقد الأسود الذي بيننا
ها هي الحضارة الامازيغية تنبعث من جديد وبهدوء تام من تحت الرماد من تحت النار من تحت الجمر . مقالة حميش الوزير السابق بحزب الاتحاد الاشتراكي…يعتصر فيها حقدا ويتقطر حسدا وينطق فيها هراء.. ينفث سمومه الحاقدة تجاه الأمازيغية كلغة وثقافة وحضارة وتاريخ…وهو دليل كاف على أنها في طريق الانعتاق والانبعاث ….
بدون سياق شن حربا مسمومة على احمد عصيد، فقط لأنه ناشط امازيغي ومثقف علماني فرض نفسه على الصحافة ووسائل الاعلام والتواصل التي تتهافت على تصريحاته وافكاره وتنقل محاضراته…حميش هجم أيضا على المرحوم المفكر والمؤرخ الجزائري الذي ترك وصية لكي يدفن في المغرب الذي رأى قيد حياته أنه وطن يستحق أن يدفن تحت ترابه مفكر مزعج من طينة أركون . لو كان هذا الأخير حيا وقرأ ما كتبه حميش لما كان يختار أن يدفن هنا .
حميش اختار الهجوم على الأمازيغية في لحظة دقيقة جدا، بل اختار بسادية لا نظير لها أن يستهدف حرف تيفناغ بمكر وخبت يبين حدود الأسى والجنون الذي أصاب آخر قلاع القومية العربية بالمغرب. لحظة خروج حميش بشكل اضطراري ومرتبك هي ما يعيشه المغرب وعموم شعوب شمال افريقيا من لحظة استيقاظ ولحظة نهوض وعي بالذات الثقافية وبالشخصية المغاربية وبالهوية الأنا الشمال افريقي، نتيجة الصدمة التي وقعت أثناء اختيار السعودية التصويت لصالح أمريكا لتنظيم كأس العالم سنة 2026..وتحمسها الزائد والمبالغ فيه وصرف أموال بيترودولار دعما لأمريكا وضدا على المغرب المسكين ..وما أفرزه هذا الدعم السعودي من نقاشات صاخبة وردود فعل بين شعوب شمال افريقيا والسعودية ومن تبعها من العرب..بسرعة استفاق المغاربة من وهم العروبة وخطاب الاخوة العربية الزائف والقومية والوطن الواحد والانتماء العربي المشترك…الخ. واكتشف المغاربة ذواتهم الحقيقية وانتمائهم الافريقي ذات الخصوصية القائمة الذات عن الشرق في الثقافة والتاريخ والحضارة …
إن ما يزعج حميش هو هذه العودة ..عودة المغاربة الذين يتحدثون العربية العامية أو غير الناطقين بالأمازيغية …عودة هؤلاء الى اكتشاف ذواتهم واعلان استقلاليتهم وتبعيتهم الثقافية للمشرق..
هكذا خرج حميش ويقول بأن الامازيغ يأكلون الغلة ويسبون الملة…كيف تجرأ وزير سابق يأكل من دم المغاربة ولحمهم معاش ضخم وتقاعد ضخم بالملايين، فقط لأنه كان ذات يوم وزير يضع “كرافطة” ويتجول في السفريات ويرافق الجميلات ويشرب من كل الكؤوس ويستمتع بأموال الشعب بدون حسيب ولا رقيب …يتجرأ ويتهم مناضلين ومثقفين ومفكرين يدافعون عن الامازيغية وفرضوا أنفسهم على وسائل الاعلام والتواصل وفي المشهد الثقافي والفكري…الذي كان محتكرا على أمثال حميش، الذين اصبحت كتاباتهم ورواياتهم لا تستهوي أحدا….إذا كان أكبر واحد يصدق عليه شعار أكل الغلة وسب المله هو الوزير حميش…(ونحن نعرف جيدا من هو وزير حميش وكيف مرت فترته الوزارية بوزارة الثقافة ).
حميش يعاني من أزمة عزلة قاتلة …بارت ثقافته وكسدت تجارة كتبه لم يعد أحد يشتري رواياته ولا أحد يقرأ ويتتبع ما يكتبه…نزلت أسهمه في السوق الفكرية والثقافية إلى الحضيض…وبدأ يسب الامازيغية ويدعو بكتابتها بالحرف العربي الارامي وينهي عن الاهتمام بالثقافة الامازيغية، ويشتم في الذين يناصرونها ويدافعون عنها…
لم ندعو قط إلى التفرقة بين المغاربة ولم يسجل علينا التاريخ يوما أن ندافع عن الامازيغية بخلفية عنصرية اقصائية. ولكن لن نترك أحدا يواجهنا بالعنصرية كفزاعة كلما حاولنا ابراز وصيانة او الاهتمام باللغة والهوية الامازيغية…
الامازيغية هي نداء لجميع المغاربة من أجل العيش المشترك…من أجل شخصية مغربية مغاربية افريقية بالأولوية.
هجوم الوزير حميش على المؤرخ محمد أركون لا مبرر له..وسيسجل التاريخ بمداد أسود مملوء بالحقد والكراهية هذا الهجوم المفضوح…ربما بسبب التجاوز . لأن مؤرخ ومفكر من قيمة أركون الذي خلف أبحاث وكتب ونظريات مشهود لها في العالم بالجدية والرصانة والقيمة العلمية العالية لن يصل حميش حتى إلى مستوى فهمها وادراكها…وما بالك تجاوزها..
غباء حميش وصل إلى حد منعنا من الافتخار بالقديس الامازيغي سانت اوكيستين باعتباره اوروبيا وليس أمازيغيا ….قمة الغباء والمكر…كأنه يريد أن يقول لنا أن الامازيغية لن تسطيع انجاب مفكرون خالدون في التاريخ مثل اوكيستين وابن خلدون وابن رشد …فما الامازيغ الا شعب من البربر بدو ورحل يسكنون الكهوف …
حميش …عليه أن يعلم أن الحضارة الامازيغية عظيمة أكبر بكثير من خربشاته واحقاده الدفينة ….وأن زمن الهريف الثقافي والوهم العروبي قدو ولى بدون رجعة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.