أكادير: الحسن باكريم//
دعا الناطق الرسمي للقصر الملكي سابقا، حسن أوريد، الى ثورة ثقافية بالمغرب على شاكلة الثورة الثقافية التي قامت بها الصين نهاية الستينيات من القرن الماضي، وأكد أوريد في حديثه في ندوة بمدينة أكادير، بعد زوال يوم الجمعة 15 دجنبر الجاري، حول موضوع ” المدرسة والثقافة” أن المطلوب ليس مدرسة النجاح والمردودية بل مدرسة التوازن، مدرسة تعلم ثقافة وقيم الشخصية المغربية ومنفتحة على البعد العالمي دون احداث تناقض بين الخصوصي والكوني.
أوريد كان مشاركا في ندوة علمية حول المدرسة والثقافة من تنظيم المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير بتنسيق مع الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم ( أماكن ) وفرع أكادير للجمعية الوطنية لمفتشي التعليم الثانوي، حيث ناقشت الندوة 3 محاور يتعلق الاول بالثقافة والنهوض بالتعليم العالي لعبد السلام أقلمون والثاني حول الثقافة والمدرسة من زاوية الرؤية الاستراتيجية للتعليم لعبد الناصر الناجي ومحور ثالث حول الثقافة والمدرسة لحسن أوريد.
وقد استهل أوريد مداخلته بالتساؤل من نحن؟ وأين نسير؟ وقال أن الغاية من السؤال هو تحديد الوجهة التي ننشدها وأن الثقافة هي التي ستساعدنا على الاجابة على السؤال، واستعرض ملامح من التجربة الصينية بعد الثورة الاشتراكية التي حاول الصينيون خلالها تقليد الاتحاد السوفياتي والقفز على خصوصياتهم، الا أنهم استدركوا الامر عام 1967 واعلنوا عن الثورة الثقافية لإعادة التوازن رغم ما تعرضوا له من انتقادات.
وعرج أوريد على التجربة الاوربية التي نجحت في تحديث التربية خلال فلسفة الأنوار والثورة الصناعية، خلالها لم يضحوا الاوربيون بالأخلاق من خلال الانسانيات المجسدة في الفلسفة والآداب والتاريخ والعلم، المنظومة التي اهتزت بعد الحرب العالمية، يفيد أوريد، حيث اتجه الاوربيون الى الاقتصاد وأصبحت المردودية قياسا للنجاح، والتخصص غاية المدرسة مما أفضى الى جعل الانسان ألة، الامر الذي شبهه بانعدام المعنى. واختتم أوريد حديثه حول المدرسة المغربية وحاجتها الى التوازن ، التوازن وليس السعادة، لأن المردودية تضحي بالثقافة، ولأن المغربي بتعدده الثقافي واللغوي وبتاريخه انسان لابد أن يعيش عصره ويبهر أقرانه في العالم في الطب والهندسة والاقتصاد. ومن أجل ذلك نحن في حاجة الى ثورة ثقافية، يؤكد أوريد، لأن الثقافة ليست ترفا بل هي شرايين المجتمع والعين التي نبصر بها، ونحن قادرون ولنا القابلية والكفاءة في ذلك.
عبد السلام أقلمون ، الاستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير، قال بدوره في مداخلة حول الثقافة وتأهيل التعليم العالي أن الأصل في الجامعة هو التعلم والأصل في الثقافة هو التأمل، والحياة في حاجة دائما للتأمل، ونحن في أمس الحاجة للثقافة لتطوير ذواتنا، والجامعة تحتاج الى الثقافة لتجديد طاقة الابداع من أجل تجويد حياة الانسان.
واستعرض المتدخل عبد الناصر الناجي رئيس جمعية الأماكن تفاعل المدرسة والثقافة من خلال الرؤية الاستراتيجية للتعليم، وقال أن هناك رؤية جديدة بديلة في هذه الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب، مؤكدا أن المدرسة حاملة للثقافة وناقلة لها، وأبرز من خلال تقديم أدور المدرسة أهمية الاندماج الثقافي بين ثقافة المدرسة وثقافة المجتمع، لأن لكل مدرسة ثقافتها لكنها غير منعزلة عن ثقافة المجتمع ، وأن هذا الاندماج بين ثقافة المدرسة وثقافة المجتمع هدفها القضاء على الظواهر المشينة داخل المدرسة المغربية واحلال مكانها خصائص الثقافة الايجابية.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.