يستغرب متتبعو الشأن الكروي ببلادنا عامة وبسوس على وجه الخصوص، من وضع فريق حسنية أكادير وعدم استقرار نتائجه، متسائلين عن السر وراء ذلك ؟ ومن يتحمل هذا الوضع المريب ؟ هل الرئيس ومكتبه المسير ؟ هل الجمهور أم اللاعبين أم المدربين؟
لقد عاشت جماهير الحسنية في السنوات الأخيرة مجدا كرويا تمثل في بلوغ الفريق محطات هامة في الدوري وكأس العرش وكأس الاتحاد الافريقي ، لدرجة أن الفريق قد أصبح ينافس على عدة واجهات ، وأصبح خصما مخيفا لكل الفرق المنافسة، فما الذي تغير ؟ ليصل الفريق إلى هذه الوضع الكارثي ؟ ومتى بدأت الكارثة وكيف ؟ إذا لا يعقل أن ينزل فريق من المنافسة على ثلاث واجهات إلى مستوى البحث عن النجاة من السقوط للقسم الثاني ؟
1- يبدو أن أول الأخطاء الكارثية كانت في إعفاء المدرب كاموندي الذي حقق مع الفريق نجاحات كبيرة ، لأن إقالته فتحت الباب للكثير من الأخطاء أبرزها التسرع في جلب عدة مدربين ( فاخر ، شبيل ، رضا حكم ،السكيتيوي، باكيتا…)، علما أن تكليف اوشريف لوقت قصير كان من الممكن أن يكون مجديا بالنظر لما حققه حينها من نتائج ومايحققه اليوم مع اولمبيك الدشيرة ونظرا للحاجة التي أصبح يقتضيها مدربو اليوم ( مدربون شباب لهم أعمار متقاربة مع سن اللاعبين )، وهو ما بدأ يظهر مع بعض الوجوه مثل جريندو لكيسر والحيمر وزكريا عبوب وشكليط وروكي.
2 – الخطأ الثاني الذي ارتكبته إدارة الفريق وهو ما لاحظه الجميع هو اعتمادها على سياسة بيع اللاعبين بشكل فاضح دون وضع سياسة لتعويض الراحلين ، إذ لا يعقل أن تقوم إدارة ما ببيع جل نجوم الفريق دون البحث عن طريقة لتعويضهم، سواء باستقدام لاعبين ممتازين أو بتجهيز لاعبين من الفئات الصغرى، فأدارة الفريق ، وفي الوقت الذي كان يجب فيه الاهتمام بالفئات الدنيا ، قامت قبل حوالي سنتين بتسريح كل لاعبي الأمل بما فيهم عميدهم وبعض اللاعبين الممتازين مثل اسمون عبد الله – كريم ابو شعوب -سعيد روبيو -مهدي مونتاج -اشرف كواي و و و و ، إذ كيف لفريق وإدارة عاقلة أن تسرح أكثر من عشرين لاعبا أنفقت عليهم أموالا كثيرة لأكثر من عشر سنوات ، وتضيعهم بجرة قلم لينتشروا موزعين على الاندية المحلية والجهوية ، ألم يكن هذا القرار هو بداية غرق مركب الفريق الذي وجد نفسه أخيرا ينهج سياسة لم يتعود عليها ، وذلك بشراء لاعبين وبمبالغ كبيرة دون يلعب الكثير منهم ، ناهيك عن أن الكثير من اللاعبين الذين غادروا الفريق لم يتم بيعهم وإنما تم خروجهم بعد نهاية عقودهم ، وهو الأمر الذي يسائل السياسة التسويقية للفريق والتي أوصلت النادي لهذا العجز المالي المخيف .
لقد تخلى الفريق على سياسته التكوينية ، بدفع لاعبين من المدرسة للنضج واللعب على مستوى عالي وبيعهم في الأخير مثلما فعل كاموندي سابقا.
3- ثالثا ماعلاقة الجمهور بما حصل ؟ هل للجمهور دخل في ما آلت إليه الاوضاع أم لا ؟ الجواب يفرض علينا العودة الى الوراء للتذكير بخروج جماهير الحسنية في مظاهرات أمام مقر النادي وتدخلهم في طريقة عمل المكتب ، وارغامهم لبعض الاعضاء والشخصيات على الاستقالة والانسحاب ، ورفضهم التوقيع مع المدرب محمد فاخر ومنعه من ممارسة مهامه ، وهي كلها ممارسة غير مقبولة.
صحيح أنه من الايجابي أن يكون للفريق جمهور مهتم وغيور ، لكن ليس لدرجة أن يصبح مشكلا وعالة على الفريق، هذا إذا لم نفترض أن الجماهير يتم إقحامها من طرف بعض المنخرطين لتصفية الحسابات بين اطراف ولوبيات داخل المكتب المسير ؟
علما أن عملية الشد والجذب هاته قد أدت بفرق كبرى إلى قسم الهواة مثل ما حدث للكوكب المراكشي والنادي المكناسي ونهضة سطات …ليبقى السؤال المطروح اليوم ، ما الحل ؟
هل ينقص الحسنية شيئا ؟
ولماذا عجزت عن تحقيق استقرار مالي او على مستوى النتائج، مقارنة مع فرق أقل منها تاريخا ومؤهلات مثل شباب السوالم واولمبيك أسفي….
يبدو اليوم أن المسؤولية على عاتق الادارة والمنخرطين أكبر ، لأن إعادة الفريق الى سكة الانتصارات يقتضي تظافر الجهود والتخلي عن سياسة ( شد ليا نقطع ليك)، وبالتالي مصلحة الفريق اولا وأخيرا ، ثانيا التفكير في التركيز على منتوج مدرسة الحسنية بالاهتمام بأبناء النادي، ولما لا إعادة فتح الباب للذين ينشطون في فرق أخرى مثل اولمبيك الدشيرة وأيت ملول وأدرار وتراست ونجاح سوس وهوارة ، فهذه الفرق هي التي يجب أن تكون مزودا للحسنية باللاعبين لا أن تكون الحسنية سوقا لها.
كما يجب على مسؤولي الفريق أن يراجعوا فكرتهم في التعاقد مع لاعبين بأثمنة باهضة وبأعمار وامكانيات محدودة ، بالاضافة الى التفكير في الدفع بأبناء الفريق للاشتغال ضمن الطاقم التقني لتكوينهم ولما لا الاعتماد عليهم مستقبلا عوض استقدام مدربين بأسماء كبرى ونتائج كارثية .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.