الحسن باكريم //
قرأت بتمعن ما كتبه الزميل الحسين بويعقوبي في تدوينة له على الفايس بوك وهو يعلق على تظاهرة ستحتضنها مدينة أكادير قريبا تحت شعار مستفز “أكادير بألوان الفولكلور” وكنت بدوري اطلعت على الموضوع في دعاية للتظاهرة التي يشتم منها أنها قادمة من بلاد المشرق لتحط الرحال ببلاد المغرب وبالضبط بمدينة أكادير وليس ” أغادير ” وقبل أن أفصل في الموضوع لنقرأ أولا ما كتبه الدكتور بويعقوبي وقد استحسن الرد:
” اطلعت على مقال يخبر بتنظيم ملتقى ثقافي بأكادير في شهر مارس المقبل واختير له كشعار “أكادير بألوان الفولكلور” مع التركيز على كتابة اسم مدينتنا بتعويض حرف الكاف بالغاء فأصبحت “أغادير” كلمة بدون معنى. وما أثارني أكثر هو شعار الملتقى الثقافي الذي تعمد استعمال كلمة “الفولكلور” لوصف اللوحات الفنية التي ستؤثث فظاءات مدينتنا خلال هذه التظاهرة. قد يقول البعض ان كلمة “فولكلور” لا تحمل أي معنى قدحي بل هي كلمة مركبة من كلمتين انجليزيتين “فولك” وتعني الشعب” و”لور” وتعني التاريخ والعادات والتقاليد والمعارف. هذا التعريف صحيح ومقبول في سياق نحث الكلمة أواسط القرن التاسع عشر بل وظهرت تسمية “الفوالكلوريين” لوصف المهتمين بهذه العاداة والتقاليد لذلك يعتبرهم البعض “أجداد الأنثربولوجيين”. لكن كلمة الفولكلور في بلدنا لها معنى آخر وتحيل على تمييز واضح بين الممارسات الثقافية بين من توصف ب”الفولكلور” وهي في أسفل التصنيف حيث تحيل على بقايا ممارسات ثقافية تنتمي للماضي ولم تعد صالحة لليوم، في حين أن ممارسات أخرى يتم تجنب وصفها ب”الفولكلور” لتحضى بشرف “العصرنة” و”الحذاثة”. لذلك نجد بأن مختلف أنواع أحواش والرقصات الجماعية وأحيانا حتى فن الروايس تصنف ضمن الفولكلور في حين أن الطرب الأندلسي والغرناطي مثلا رغم قد مهما التاريخي لا يتم تصنيفها فولكلورا. نفس الاشكال يطرح نسبيا حين تستعمل عبارة “الثقافة الشعبية” ولذلك يفظل البعض تعويضها ب”ثقافة الشعب” للرفع من قيمتها الرمزية.
أمام تزايد الوعي بالمساواة بين كل الممارسات الثقافية باعتبارها انتاجا انسانيا متساوي القيمة ولا تفاظل بينها فان استعمال كلمة الفولكلور في السياق المغربي يحيل على التنقيص من قيمة جزء مهم من ثقافتنا وبالتالي فمن الأحسن تجنبه وتعويضه مثلا ب”أكادير بألوان التعدد الثقافي” أو “أكادير بألوان ثراثية”.”
أنا لا اعيب على المنظمين هفواتهم بما تحمله كلمة “فلكلور” ولا تشويه اسم مدينة أكادير، بل أحمل المسؤولية لمسؤولي المدينة الذين يمارسون انفتاحا لكل من هب ودب من أجل الاسترزاق على ظهر مدينة أكادير وثقافتها وفنونها ولغتها، وللاسف أن ما يسمى انفتاحا من أجل تنمية سياحية مزعومة هو انغلاق جاهل وغير أصيل بما تتطلبها التنمية الحقيقة التي لا تتنكر لثقافة عريقة ولفن أصيل ولغة غنية ولتراث حضاري..إن سبات هؤلاء المسؤولين، حتى لا نقول شيء أخر، طالت ، وكم من مرة نبهنا أن فنون أحواش وفنون الروايس وكل الاشكال التعبيرية المغربية الامازيغية الفنية والثقافية لا تسمى فلكلورا ..ولأن سبات القائمين على الشأن العام طالت ..فأتركونا مع الفلكلور في مدينة أغادير ..إلى حين استيقاظ هؤلاء من سباتهم.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.