حين رحلت أمي
رحلت الأسماء الجميلة
و الفساتين
الشموس
السنابل
و الدمى الملونة
رحل البخور
و الحناء و ضجة الجارات
حكاياتهن و تفاصيل ساعاتهن الباهتة
حين رحلت أمي ، نسيتُ رائحة الحبق
و رقصة عاشوراء
و النط على الحبل ، و الحجلة ألعبها رافلة
لم أعد أتسلق شجرة الجيران
و أسرق الجميز لجارنا ، أتعثر في الساقيه
لم أظفر الرطم كما كنتُ ، مع كل ظفيرة أتلصص على قدري ….فأعدو راحلة
التوابل مخنوقة …صارت بلا أسماء
الوجوه ، العيون متآكلة ..
..بلا أصوات …بلا نواقيس
حين رحلت أمي ، صار الرمل خاصرتي
معطفي البحر بلا أزرار
كتبتُ على شطآنه:
كل الصباحات على ساعديك أمي ماطره
النارنج حلو
خطواتي غير متعثرة
رسمتُ ظلي و نجومي الآسره …
و فصولي الآفله
حين رحلت أمي …سُدَّتْ كل المسام…..
ُأغلقتْ كل الشرفات
الأبواب علاها الصدأ
الفرس جافلة
الوطن ضاعت خريطته
و ضاعت ضحكته السافره
حين رحل والدي
ترجلت كلماتي عن صهوة البوح
أوقفتُ حماقاتي القديمة و الجديدة
تسمَّم الهواء
صارت الكمنجات صماء
و الينابيع قاحلة ،
على ثلاجة الموتى الجامدة كتبتُ:
أنت حكايتي الأولى
بلا تشبيهات و لا استعارات
اعذرني إن فرطتُ
و أضعتٌ ناصية الضوء في الدخان
فلن أكون غافله .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.