حادثة رايان تَفْصِل أي الأعداء حقيقي وأيهما وهمي
محمد لحميسة
يخطئ من يظن أن العدو الأول لهذا الوطن يتمركز في الضفة الأخرى لحدوده الشرقية ، فقضية رايان أكدت مسألة الوحدة والتضامن بين الشعبين الجزائري والمغربي رغم أنف الكابرانات ودعاة الفتنة في كلا البلدين الشقيقين، رايان الطفل الصغير وسط جبه أذاب جليد التوتر الذي كان يخيم على وضعية الشعبين وكان يمنع نوعا ما عملية التواصل ، فرأينا الإخوة الجزاىريين يقفون بدعواتهم وتمنياتهم الصادقة إلى جانب إخوتهم المغاربة في قضية الطفل رايان .
إن العدو الحقيقي الذي يتربص بأمتنا وعلينا أن نحاربه بضراوة هو الجهل ، الجهل الذي أعمى البعض وحوَّل القضية من بعدها الانساني لتكون مصدرا للاسترزاف ، عناوين مزيفة لجمع اللايكات والمشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب ، آخرون قاموا بطبع عبارات من قبيل “أنقذوا_رايان” في الأقمصة ويبيعونها ، وأخرون يتنقلون من مدن بعيدة ليصلوا لمكان رايان وإشباع فضولهم ويظنون أنهم بذلك يساعدون الطفل ، كيف ؟ لا أحد يعلم .
عدو آخر بنفس أهمية الأول وإن كان أحد تمثلاته ومظاهره، أتحدث عن التفاهة التي تغزوا المجتمع ، فقد تبين جليا أن أولئك الذي يقضي المجتمع يومه يرفع من نسب مشاهداتهم لا يفيدون الأمة في شيء ، سقط رايان فلم نجد أرداف الروتين اليومي ولا تلك اللواتي ينشرن غسيلهن في اليوتيوب “دابزت مع راجلي وها علاش ” أو أولئك الذين يصورون ما فعلوه في اليوم “دوزت نهار فالسوق وها شنو شريت ” … بل وجدنا رجال أمن وطب وعلماء جيولوجيين ورجال حفر الأبار الخبراء والصحفيين وعمال الإنعاش ، وما يجمع بين هؤلاء هي الجدية والعمل الصامت في اغلب الاحيان ، يتكلمون بسواعدهم وبعلمهم ، لا يلوثون المجتمع ببكتيريا التفاهة والرداءة ويخدمون المجتمع بكفاءة ونفعية ملحوظة .
لعل حادثة رايان رب ضارة نافعة تجعلنا نعيد تقييم الأوضاع ونرتب الأولويات ونفصل العدو الوهمي عن العدو الحقيقي ونبدأ مسار الحرب ضد هذا الأخير .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.