جمهورية العسكر الجزائري مع إسبانيا ظالمة أو مظلومة
أزول بريس - يوسف الغريب
لا تستغربوا.. فالشعار ما زال محتفظاً بمصدر إنتاجه بجمهورية العسكر الجزائري.. غير أنّه أصيب بما تصاب به كل الفيروسات من سلالة كورونا من تحوّلٍ وتحوير… وقد بدأت أعراضه هناك منذ أن حطّت طائرة زعيم حركة حماس الفلسطينية بالمغرب والتنويه بدور المملكة المغربية وتأثيرها القوى في إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة..
منذ تلك اللحظة والشعار مع فلسطين ظالمة أو مظلومة يتعرّض للتحوير حتّى أخذ شكله النهائي اليوم على لسان ممثل جمهورية العسكر بالبرلمان العربي الذي رفض التوقيع على بيان التضامن مع المغرب ضد انحياز البرلمان الأوربي إلى جانب إسبانيا في ازمتها مع المغرب..
جاء على لسانه المرتبك وهو يعيد البسملة أكثر من مرّة أن الشعار المستقبلي انطلاقا من اليوم هو أن الجزائر ستساند أي دولة ضد المغرب ظالمة أم مظلومة..
وهي الآن مع اسبانيا كامتداد طبيعي لموقف سابق كنّا الوحيدين بجانبها في النّزاع حول جزيرة ليلى 2002..
وقبل رفض الجزائر لبيان البرلمان العربي، كان رئيس الأركان الجزائري في الجمهورية قد شن هجوما لاذعا ضد المغرب في مؤتمر الأمن في موسكو الأربعاء الماضي، واتهم المغرب باحتلال الصحراء، وألمح الى أنه عدو للجزائر..
في نفس السياق والزمن أيضاً تابع العالم تصريحات وزير خارجية بلدنا الحبيب يقول بأنّ الوصفة البرلينية لا تصلح في ليبيا وأفريقيا عموماً..
هل هذا البلد بهذه العزّة والقوة والمواجهة مع أقوى دولة بالاتحاد الأوروبي نفسه يحتاج أو ينتظر من دولة فاشلة أن تضامن معه..
البرلمان الأوروبي نفسه لم يستطع أن يتلفظ بكلمة الادانة.. ولم تحصل إسبانيا على الإجماع.. هذه الأخيرة نفسها غيّرت من لهجتها والتجأت إلى الصمت..
كحالة البلذاء والاغبياء يكررون نفس الأخطاء وينتظرون نتائج مختلفة.. وهو واقع الحال والتاريخ في الأنظمة العسكرية البائدة آخر نمطها وشكلها نظام العسكر الجزائري الذي أعطى الدليل وبالملموس أن لا حياة ديمقراطية بالجزائر بالرغم من الأشكال الفرجوية الخاصة بالانتخابات..
فكيف يعقل أن يتولى قائد الأركان وبالزّي العسكري كلمة ذو حمولة سياسية تجاوز بذلك إختصاصات رئيس الدولة.. أو وزير الخارجية.. لو لم يكن هو الحاكم الفعلي والموجّه لبوصلة الحكم في الجزائر..
فمن الطبيعي إذن أن يكون ممثل العسكر بالبرلمان العربي منسجما مع قيادته لأنه من الفيلق المدني برتبة ببغاء.. كما في الرئاسة برتبة دمية..
لذلك لا يشرفنا تضامن العصابة والمزوّرين.. لأن في ذلك إساءة لبلدنا ولتاريخنا ومواقفنا الحضارية وسمعة بلدنا وسط الأمم..
فلقد بينت الأحداث والمواقف أن هذه الطغمة العسكرية الجزائرية هي عدوّة الشعب الجزائري لاغير.. الذي يعاني من هذه العصابة لا في قوته اليومي فحسب بل أصبح مهدّداً بالعطش خلال هذا الصيف..
هل البلد الذي أوقف العمل بمحلات غسل السيارات تعطى له الكلمة في المحافل الدولية..
وهل البلد الذي يعرف الحراك ما بعد الانتخابات لقيام دولة مدنية.. يؤخذ برأيها أو وزنها السياسي..
مثل هذه الدول كالجزائر العسكرية تكون آخر من يتكلّم..
وإذا تكلّمت.. لا تعرف إلا موضوعا واحد ووحيداً..
المغرب.. العدو الأبدي..
وفي انتظار أن يحرر الجزائريون دولتهم من القبعة العسكرية
بدأوا يردّدون هذه الأيام… عاش الملك..
عاش المغرب..
ما أروعه من تضامن.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.