إن طرحنا قضية الولوجيات بمدينة أكادير كتيمة مركزية للنقاش، تجمع مختلف المتدخلين والمهتمين ليس ترفا فكريا ولا تناولا لقضايا هامشية كما قد يظن البعض، وإنما هي قضية جوهرية إن لم تكن وجدرية بالنسبة للشخص المعاق.
صحيح أن المعاقين يعانون من أمور عدة كغياب التغطية الصحية والحرمان من التعليم والإقصاء من سوق الشغل والنظرة الإحتقارية للمجتمع تجاههم والمعاملة السيئة لبعض الأسر لأبنائها المعاقين … وكلها قضايا هامة وأساسية تحتاج لفتح نقاش مجتمعي حولها. إلا أن مناقشتنا لقضية الولوجيات بمدينة أكادير هو اختيار مؤسس على قناعات مصدرها البحث الميداني والتواصل اليومي مع ذوي الإحتياجات الخاصة، إذ أول مظهر للحرمان من التغطية الصحية والتعليم وسوق الشغل والمعاملة السيئة والإقصاء المجتمعي يتمظهر في غياب أو عدم الإهتمام بالوضعية الجسمية للشخص ذوي الإحتياجات الخاصة وما تستلزمه تلك الوضعية من توفير أدنى شروط المشاركة وهي الولوجيات.
يرتبط موضوع الولوجيات بكل القضايا ويعتبر اللبنة الأولى اللتي تحدد طبيعة العقليات التي تسير المدن والجماعات ويكفي إجراء مقارنة بسيطة بين واقع الولوجيات كما وكيفا داخل مدننا المغربية بالمقارنة مع بعض مدن أوربا حتى تدرك ما نقصده بالعقلية المسيرة.
تتجلى أولى مظاهر تقبل الشخص ذوي الإحتياجات الخاصة واحتضانه والدفاع عن مصالحه والدفع به للإنخراط في المجتمع وقضاياه في توفير آليات ولوجه للمجتمع ومؤسساته، ولهذا فحين نناقش اليوم قضية الولوجيات فنحن نتسائل فقط حول البنية التحتية وإنما نسلط الضوء على حق دستوري مكفول لكل المغاربة وهو حق المشاركة في الشأن العام. لكن كيف يمكن لذوي الإحتياجات الخاصة المشاركة ولم نوفر له العتبة الأساسية التي بواسطتها يستطيع ولوج محيطه ومغادرة فضائه الخاص ؟
نعيش اليوم في مغرب جديد اختار النهج الديمقراطي والإنفتاح السياسي وتعدد الأصوات والعدالة الإجتماعية كأهذاف أقرها دستور 2011، وتحرص كل مؤسسات الدولة والهيئات المنتخبة وهيئات المجتمع المدني وحتى الحركات الإحتجاجية للمطالبة بها والتأكيد على أنها اختيارات مجتمعية لا محيد عنها . . .، والأكيد أن تحقيق تلك الأهداف التي نتشارك حلم تحقيقها نحن المغاربة لن يتم إلا عبر إشراك كل أبناء الشعب في مسار البناء والأكيد كذلك أن الشخص ذوي الإحتياجات الخاصة هو يشكل طرفا من أبناء الشعب، ولهذا فهو مطالب بالمشاركة والعمل على تحقيق الأهداف المجتمعية التي ارتأها الشعب المغربي، إلا أن مشاركته مرهونة ومتوقفة بالولوجيات المتوفرة بالمدينة والتي ستسمح له بولوج المؤسسات ومن تم تحقيق مطلب وحق المشاركة.
اختيارنا لعقد اللقاء في أكادير لم يكن اعتباطيا، فنحن نرى أن مدينتنا أولا بمؤهلاتها ومكانتها وبطبيعة الحراك المدني والذي تعرفه نجدها قادرة على أن تكون مثالا لبقية المدن المغربية في قضية توفير الولوجيات، وهذا اللقاء سيشكل لا محالة فرصة سانحة حتى نوجه نحن جمعيات المجتمع المدني رسالة للمسؤولين على المدينة تحثهم على ضرورة صيانة وتقوية شبكة الولوجيات بالمدينة ودراستها تحت تأطير مهندسين ومعماريين متمكنين من طرق الولوجيات الخاصة بالشخص ذوي الإحتياجات الخاصة، وذلك ضمانا لحق ذوي الإحتياجات الخاصة في المشاركة وتأكيد الإختيارات المجتمعية لدستور2011 تعرف طريقها للتنزيل.
البرنامج
09.00 :
– افتتاح معرض أكاديرالامل
15.00 :
عرض شريط حول داء ضمور العضلات للتحسيس بهذا النوع من المرض
س h1515: عرض للتلاميذ حول ذوي الاحتياجات الخاصة.
– س h3015 : مائدة مستديرة حول الولوجيات.
– س 16: مناقشة حول موضوع الولوجيات.
– س 17: حفل شاي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.