تكريم ابطال وحدتنا الترابية: 103,87درهم راتب التقاعد لأرملة بطل من أبطال وحدتنا الترابية.

ذ.الحسن زهور

من المؤسف جدا ان تجد في بلدنا بعض الحالات التي تدمي الفؤاد وتجعل من البلاغات والخطب الحكومية السابقة ( اللاحقة نرجو منها تصحيح الوضع) التي تتحدث عن محاربة الهشاشة وتخصيص صناديق لمساعدة الارامل و..و.. بعضها شعارات للاستهلاك السياسي لأنها لم تشمل الاكثر هشاشة، ومن بينها الارامل وخصوصا ارامل ابطال وحدتنا الوطنية.
نحن هنا أمام حالة من الحالات الكثيرة التي تعيشها ارامل المتقاعدين في المغرب اللواتي يجدن انفسهن أمام واقع معتم بعد وفاة معيليها المتقاعدين.
فبعد الاجراءات القانونية لتسوية تقاعد زوجها المتوفى تتوصل أرملة مخزني من فم الحصن بعمالة طاطا من الصندوق المغربي للتقاعد بإخبار وبيان تفصيلي عن مبلغ التقاعد المخصص لها ولأسرتها والذي لا يتجاوز مائة وثلاثة دراهم وبعض الستينات في الشهر, برقم تقاعدي هو: 417790/1111.
نعم مائة و ثلاثة دراهم و سبعة وثمانون سنتيما بالتمام والكمال، فماذا ستفعل المسكينة بهذا المبلغ؟ إنه غصة في الحلق كما يقول المثل الامازيغي” ئگا اس تاژيت غ وانغا”.
أرملة مخزني، كانت بداية مشواره في الدفاع عن قضيتنا الوطنية الكبرى بالسلاح ان دخل كعنصر من العناصر المكونة من أهل المنطقة يرافقون فرق الجيش المغربي على طول الشريط الحدودي من الزاگ الى طاطا، ويقومون بمهمات بطولية منها الإستكشاف و مباغثة العدو بأسلحتهم الخفيفة .. وتسمى هذه القوات المرادفة للجيش المغربي ” الوحدات” وتتكون من أفراد ادمجوا فيما بعد في قوات المخازنية، وتتكون ” الوحدات” من عناصر من سكان البلدات والمناطق المتاخمة للحدود مثل أسا وفم الحصن وأقا وطاطا..، وكان لها الفضل في تكبيد البوليزاريو خسائر كثيرة لذلك تخاف منها وتحسب لها الف حساب – بحكم معرفة هذه ” الوحدات” للأرض وبحكم تسليحها الخفيف الذي يساعدها على المباغثة و الالتفاف على العدو، والمناورة…- مما يساعدها على التحرك السريع وعلى المباغثة والالتفاف على العدو وارباكه..، وكانت هذه الوحدات يضرب بها المثل في البطولة في هذه المناطق الحدودية…
وبعد تفكيك ” الوحدات” بعد إنجاز الحزام الامني الذي شل تحركات البوليزاريو وأضعفها فقبلت اتفاقيات السلام مع المغرب منذ بداية التسعينات، تم تحويل أفراد هذه الوحدات الى ” مخازنية” ومنهم زوج الأرملة التي نتحدث عنها حيث ألحق بباشوية فم الحصن كمخزني.
تتوصل أرملة هذا المخزني منذ شهر برسالة وببيان تفصيلي من الصندوق المغربي للتقاعد حول مبلغ التقاعد الخاص بها بعد وفاة زوجها، مبلغ يثير الكثير من التساؤلات والكثير من الاستفسارات حول الارامل اللواتي يتقاضين 100 درهم أو أقل في بلدنا.
توصلت المسكينة برسالة الصندوق وببيان تفصيلي يخبرها بمبلغ التقاعد : 103,87ده.
هل هذا ما تستحقه أرملة مخزني، ومن فرقة الوحدات التي ارعبت العدو بإيمانها القوي بقضيتها الوطنية ومسلحة بأسلحتها الخفيفة في وقت كانت عصابات البوليزاريو تملك من الأسلحة الحديثة ما لا يملكه الجيش المغربي آنذاك اي بعد المسيرة الخضراء الى الثمانينات؟
هل مبلغ 103,87ده هو تستحقه أرملة من ارامل قوات” الوحدات” التي كانت الطلائع الأولى للجيش المغربي في هذه المناطق الحدودية؟
فتحية لهؤلاء الأبطال ، وتحية لكل الأبطال عسكريين ومدنيين الذين شاركوا في الدفاع عن وحدة هذا الوطن.
نعرف أن للصندوق المغربي للتقاعد نظامه الخاص وقوانينه في احتساب المعاش، لكن هناك شيء أهم من القوانين ومن نظام احتساب المعاش، هناك شيء اسمه تكريم من قاتلوا في سبيل هذا الوطن وقاتلوا في سبيل وحدته لنعيش نحن فيه كرماء أحرارا.
هناك شيء اسمه شرف الوطن يقتضي منا الاهتمام بأرامل ويتامى الأبطال الذين دافعوا عن وحدته كما تم الاهتمام بأرامل وابناء المقاومة وجيش التحرير، فالمال يفنى ويبقى شرف الوطن، والشرف يصنعه الذين دافعوا عنه سواء بالسلاح او بالقلم او بالبناء …
ذ.الحسن زهور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد