- بقلم : ذ. محمد أمداح //
هو سفر عبر صفحات كتاب مميز ترجمه الدكتور المؤلف محمد ناجي بن عمر لمؤلفه الفرنسي ماركيز دوسيكونزاك الموسوم ب “في قلب الاطلس ،رحلة الى مجاهيل المغرب سنتي 1904و 1905م” وهو من منشورات مركز الدراسات التاريخية والببيئية التابع للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية بالرباط المملكة المغربية.
كانت مناسبة تحيين درس الضغط الاستعماري على المغرب المقرر في مواد الاجتماعيات بالثانوي الاعدادي والتاهيلي هوالذي فتح شهيتي لاعادة اكتشاف المستشرق الفرنسي ماركيز دوسوكونزاك، الكاتب الفرنسي الذي ولد شمال فرنسا 1867م حيث انخرط في مشروع فرنسا الاستعماري ،باعتبار رحلاته سواء الى ساحل العاج او المغرب مصدرا لجمع المعلومات تسهيلا للغزو الاستعماري.
“وهكذا استغل عطلته السنوية في سلك الجندية سنة 1899م ليقوم برحلة الى المغرب، بعد اذن السلطات الفرنسية بطبيعة الحال، متنكرا باعتباره حاجا طرابلسيا رفقة دليل له جعل منه شريفا انطلق عبر طرقات الاطلس الكبير وسلكها عبر ممر بيباون، ليصل الى تارودانت عاصمة سوس لينطلق بعد ذلك لزيارة اكادير والصويرة “صفحة 5.
وقد عكف الدكتور المؤلف/ المترجم، محمد ناجي بن عمر عدة سنوات لعدة اعتبارات كما جاء على في قوله لعدة اعتبارات نذكر من بينها على سبيل المثال لا الحصر .
انه كتاب ضخم حفل بمجموعة من المعلومات التاريخية والسوسيولوجية والجغرافية، والادبية والانتربولوجية والجيولوجية المتميزة .
كون الكتاب يوثق توثيقا دقيقا للحياة الاجتماعية اليومية والفصلية والسنوية للامازيغ بطريقة فريدة فاقت في ذقتها كتابات شارل دوفوكو ، وادموند دوتي ، واديث دولا شاريير وروبرت مونطاني،صفحة 7.
ويضيف المترجم ان الكتاب فيه آراء شخصية للمؤلف وأحكام جاهزة في ذكر أسماء الاماكن وبعض الاضطرابات في المعلومات التاريخية، وقد يكون مرذ ذلك الى مستواه الثقافي باعتباره جنديا، ويكون قد اقتصر في أحايين كثيرة على الرواية الشفوية لمرافقيه .
لكن الاهم حسب الدكتور بن عمر المترجم للكتاب هو أن”الكتاب بهذه الحلة يتطلب استدراك اوتصويب من المهتمين ان وجدت في القادم من الطبعات، ولن انسى ما حييت الدعم الكبير من كل الاساتذة والطلبة وعموم الناس الذين كنت استشيرهم في ضبط اسماء الاماكن وغيرها من القضايا التي لا أكون مرتاحا لمخرجاتي لها ، إليهم جميعا خالص عبارات تقديري وامثناني “صفحات7و8.
وقد نظم ماركيز دوسوكونزاك هذه الرحلة سنة 1904وهي من اكبر الرحلات التي نظمت الى المغرب بتأطير واشراف من اللجنة المغربية الحديثة النشاة على يد حاكم وهران اوجين اتيين وشركة الجغرافيا بباريس وكانت اكبر حجما من رحلة شارل دوفوكو حسب المترجم.
للاشارة فقد سبقت هذه الرحلة صدور كتاب عنوانه “بعثة دوسوكونزاك الى المغرب سنوات 1899-و1901و1903م
تكونت البعثة من السيد ماركيز دوسيكونزاك ، والسيد لويس جانتي ، والسيد رودوفلوت ، وسي سعيد بوليفة ، وسي عبد العزيز الزناكي.
فالكتاب الذي بين ايدينا في طبعة انيقة في 497 صفحة يوثق عبر فصول ممتعة لرحلة استكشافية قام بها المؤلف الى جبال الاطلس خلال سنتي 1904و 1905م ، يضم هائلا من المعلومات التاريخية والجغرافيةوالاقتصادية والتاريخية والسوسيولوجية والاحصائية والجيولوجية المميزة والفريدة المبنية على الملاحظة الميدانية الدقيقة.
معلومات ومعطيات ستبني عليها فرنسا قراراتها ومخططاتها العسكرية والادارية والسياسية ، حيث ضم الكتاب وصف الحياة الاجتماعية اليومية للامازيغ بطريقة فريدة في كل المناطق التي شملتها رحلة دوسوكونزاك، فلقد وصف وصفا دقيقا كل من الصويرة ودمنات واد ملوية وواد درعة وزاوية سيدي محند بويعقوب ومنطقة امزور بتالوين وتازرت التي اعتقل فيها ماركيز دويوكونزاك عند عائلة ابن تابيا.
ليواصل السيد عبد العزيز الزناكي في الفصل الثامن حديثه عن يوميات طريق موكادور وتارودانت متحدثا عن العادات والتقاليد الاجتماعية بالجنوب المغربي وصولا الى اكادير واحاحان وامتوكة والمنابهة واولاد يحي وعند بعض قبائل الاطلس الصغير ومنطقة وادنون والزاوية المعينية بالسمارة.
ليرحل بنا السيد لويس جانتي ابحاثه في الجيولوجية والجغرافية الطبيعية شمال المغرب عبر تنوع تضاريسه الخلابة، وبذلك يشكل الكتاب خزانة وثائقية هامة لكل الباحثين في جوانب مهمة من تاريخ المغرب في القرن العشرين بعيون فرنسية .
*محمدامداح، باحث في التاريخ الجهوي للجنوب المغربي
غشت 2025م
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.