ارتفع عدد المعتقلين في قضية مقتل سائحتين أجنبيتين، بمنطقة شمهروش بإقليم الحوز، إلى ثلاثة أشخاص، حيث اعتقلت المصالح الأمنية مساء الثلاثاء 18 دجنبر 2018، شخصين آخرين، بالإضافة الى شخص تم اعتقاله سابقا، من المحتل أن يكونوا متورطين في الجريمة البشعة. وكانت المصالح الأمنية فتحت تحقيقا عاجلا في الموضوع لمعرفة ملابسات هذه الحادثة المؤلمة التي راحت ضحيتها فتاتين، الأولى ذات جنسية نرويجية والثانية ذات جنسية دانماركية.
وتعود تفاصيل الجريمة إلى يوم الاثنين 17 دجنبر 2018 حين تم العثور، صباحا، على جثتي سائحتين أجنبيتين، مارين أولاند من جنسية نرويجية تبلغ من العمر 28 سنة من براين في روغالاند، ولويزا فيستيرجر جيسبرسن دنماركية من إيكاست تبلغ من العمر 24، تحملان آثار عنف على مستوى العنق باستعمال السلاح الأبيض، وذلك بمنطقة جبلية معزولة وغير محروسة على بعد 10 كيلومترات من مركز إمليل بإقليم الحوز في اتجاه قمة جبل توبقال.
وكشفت وسائل إعلام اسكندنافية، أن خارجية كل من النرويج والدنمارك، التي أبلغت الأسرتين خبر وفاة ابنتيهما، على تواصل مستمر مع عائلتي كل من الضحية النرويجية مارين أولاند والضحية الدانماركية لويزا فيستيرجر جيسبرسن وأيضا مع السلطات المغربية لتتبع، عن قرب، مجريات التحقيقات التي يشارك فيها ضابط اتصال نرويجي.
وأودت هذه الجريمة بحياة الطالبتين اللتين أنهيتا دراستهما في السنة الثانية من سلك الإجازة بنجاح بجامعة جنوب شرق النرويج (USN) في تخصص يتعلق بالأنشطة في الهواء الطلق وأيضا الزيارات الموجهة والإرشاد في المجال الطبيعي، وقد كانتا في عطلة لمدة شهر بالمغرب في فضاء لا يبتعد عن تخصصهما، بالرغم من تحذير أسرة النرويجية مارين أولاند لها من السفر إلى المغرب لوحدهما.
وكانت لويزا فيستيرجر جيسبرسن قد أعلنت نهاية شهر نونبر على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي عن اعتزامها زيارة المغرب، الذي وصلت إليه ورفيقتها مارين أولاند الاحد قبل الماضي، وطلبت من أصدقائها معلومات عن جبل تبقال.
وحطت مساء يوم الاثنين مروحية بمنطقة الحادث تحمل على متنها مسؤولين كبار من الدرك الملكي، كما تنقل إلى عين المكان والي أمن مراكش ورئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية وعدد من ضباط هذه المصلحة، وذلك لتقديم الدعم في مسلسل التحقيق للكشف عن ملابسات هذه الجريمة الشنعاء والتي يتخوف أبناء المنطقة من أن تتسبب في آثار سلبية على النشاط السياحي الذي يمثل المورد الأساسي لهم.
التحقيقات التي باشرتها الفرق الأمنية شملت مدينة مراكش وخاصة الفندق الذي كانت تقيم فيه الضحيتان، وإقليم الحوز بالمكان الجبلي الذي عثر فيه على جثتيهما، لجمع كل المعلومات اللازمة المتعلقة بتحركات الضحيتين، مثلما قامت مروحيات تابعة للدرك بجولات في المنطقة لرصد مشتبه بهم محتملين.
وحسب معطيات من المنطقة فإن المكان الذي تم فيه العثور على جثتي الضحيتين هو مكان معزول وغير محروس وبه دكان مهجور نصبت الضحيتان خيمتهما بالقرب منه.. حيث تم العثور خارجه على جثة مشوهة تم فصل رأسها عن الجسد، بينما الجثة الثانية داخل ذلك البناء المهجور.
وحسب المعلومات من المنطقة فإن الهالكتين كانتا تقيمان بفندق غير مصنف بمنطقة سيدي بولوقات على مقربة من ساحة جامع الفناء، وقد غادرتا الفندق يومين قبل اكتشاف جثتيهما. إذ انتقلتا إلى منطقة إمليل بإقليم الحوز حيث قضتا يومين كاملين، أما الليلة الثالثة فهي التي سقطتا فيها ضحيتين .
المعلومات التي استقيناها من عين المكان أكدت أن الذين بلغوا عن الجريمة سياح أجانب كانوا في طريقهم إلى قمة جبل توبقال، حيث كان برنامجهم هو الوصول إلى هذه القمة التي تعد الأعلى في شمال إفريقيا ثم العودة إلى الصويرة، غيرأن مشهد الدماء استوقفهم ليكتشفوا الجثتين، ما جعلهم يوقفون مسيرهم ويعودوا ليبلغوا الدرك الملكي.
الذين تحدثنا معهم ومنهم مرشدون جبليون وكلهم من أبناء المنطقة أكدوا أن السائحتين ذهبتا إلى منطقة معزولة، ولو كان معهما مرشد جبلي سيتعرف عليه السكان بسهولة لأن كل المرشدين من أبناء المنطقة، وهو ما يستشف منه أنهما ذهبتا مع أشخاص آخرين ليسوا مرشدين، حيث رجح محدثونا أن يكون الفاعل من خارج المنطقة…
وكانت جمعية المرشدين السياحيين قد نبهت البعثات الدبلوماسية الأروبية بالمغرب إلى ضرورة حث السياح الأروبيين على مرافقة مرشدين جبليين أثناء تسلقهم لقمة توبقال، نظرا للمخاطر التي ينطوي عليها خوض هذه المغامرة من دون أشخاص عارفين بطبيعة المكان، لكن عددا منهم مازال يغامر بتسلق هذه المرتفعات لوحده، وهو ما أدى إلى عدد من الحوادث المميتة، ناتجة عن السقوط في أخاديد، والتيه في المسالك التي تعرف عواصف ثلجية.
ويتخوف الفاعلون السياحيون بمراكش، من أن ينعكس مقتل السائحتين بهذه الطريقة البشعة، على السوق الاسكندنافية التي عرفت في السنوات الأخيرة تراجعا كبيرا، ويعمل القائمون على القطاع من أجل استرجاعه.
الكثير من الأسئلة تطرح أمام هذا الحادث الإجرامي والهدف من ورائه، هل هو مرتبط باغتصاب عنيف أو بالسرقة ؟ وإن كان كذلك فلماذا فصل رأس إحدى الضحيتين عن جسدها؟ أم أنه مرتبط بعناصر تتعاطى للتخدير؟ ولكن الأخطر أن يكون مرتبطا بعمل إرهابي يستهدف السياح الأجانب من غيرالمسلمين، أسئلة إجابتها لن تتأكد إلا بعد الانتهاء من التحقيقات والقبض على الجناة.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.