تزنزارت، ملحمة جماعية وليست فردية
علي سلامة
خبايا تاريخ تزنزارت، مظلم ومحرف، لم يصلنا في حقيقته إلا النزر القليل رغم حداثته، وسنحتاج لسبر اغواره التسابق مع الزمان قبل فوات الأوان، لأن العديد ممن عاشوا التجربة يغادرون تباعا في صمت حاملين معهم الحقيقة إلى القبور.
وما يجتره ويكرره البعض للأسف عن تزنزارت ليس كله الحقيقة بل يحتاج للتنقيح والتصحيح والنقد من أجل اظهار الحقيقة كاملة لأن بعض مما يكتب عن هذه التجربة يحتاج منا جميعا للتدقيق وإعادة القراءة، لكي يعطى لكل ذي حق حقه. لكن من اجل ذلك لابد من جرعة زائدة من الجرأة والموضوعية والدقة والبحث والتقصي .
وهذه دعوة للجميع من اجل تدارك ما يمكن تداركه وتصحيح ما يمكن تصحيحه بعيدا عن العواطف لأن تزنزارت ملحمة جماعية وليست فردية، كلما ذكر فرد منفردا تلقائيا يمارس الاقصاء عن باقي العناصر سواء قصدا أو عن غير قصد، من حيث لا ندري ونحدث بذلك جرحا غائرا في نفسيتهم.
تزنزارت لحمة موحدة لاتقبل التجزيء والتقزيم، ولا يمكن اختصارها في شخص وحيد لان ما ميز تزنزارت هو الروح الجماعية وروح التضامن الاجتماعي قبل الفني والابداعي وذلك منذ لقدام إلى آخر ملتحق بالمجموعة.
لن ننكر أن هناك من استفاد أكثر من غيره في الشهرة دون الآخرين وهناك من استفرد ونسب بعض كلمات أغاني تزنزارت لنفسه في شكل من أشكال السرقة الأدبية وهنالك من ادعى أن الألحان له وحده….الخ.
ولا ننكر أن تعب عشرات السنين من الإبداع والتألق مصير اصحابها التيه والتشرد والفقر والمعاناة وخيبات أمل متتالية، وهؤلاء ينتظرون التفاتات من الإعلام وتكريمات من طرف الجميع، ومساعدات إضافية من طرف الوزارة قبل فوات الأوان.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.