أعلنت جمعيات التجار المهنيين في أكبر كيان اقتصادي بجهة طنجة، والمعروف على الصعيد الوطني بسوق «كسبرطا»، عن خوض التجار إضرابا عاما عن العمل بداية الأسبوع المقبل، وذلك عبر إغلاق محلاتهم بالكامل احتجاجا على الأزمة الاقتصادية التي قلبت موازين الرواج لصالح الباعة على الرصيف، والذين يحاصرون مبنى السوق من جميع مداخله الرئيسية والثانوية.
وكشفت مراسلة موجهة إلى رئيس غرفة جهة طنجة تطوان الحسيمة من لدن رابطات تجار سوق كسبرطا، أسباب وحيثيات هذا التصعيد الذي يتزامن مع مناسبة ذكرى عاشوراء، وموسم الدخول المدرسي، وهي المناسبات التي تعرف عادة رواجا تجارية وحركة اقتصادية مميزة، موضحين أن سوق كسبرطا «أصبح عنوانا للفوضى .
وذكر مصدر أن الشوارع الرئيسية المجاورة للسوق أصبحت محتلة بالكامل، فيما يضرب الباعة المتجولون و»الفراشة» طوقا على جميع مداخل السوق، حيث «أصبح يستحيل علينا شحن وتفريغ بضاعتنا نهارا بسبب الحصار المضروب علينا من جميع المنافذ».
واستنكرت رابطات تجار سوق الحي الجديد المعروف بـ «كسبرطا»، استمرار حصار مبنى السوق حتى بعد انتهاء وقت الصيف، كما تم وعدهم بذلك من طرف السلطات المحلية التي تسهر على تنظيم الملك العمومي، لكنهم تفاجؤوا بتطور مظاهر الحصار لمستوى أقوى، وذلك عبر بناء «إقامات قصديرية» مزودة بالكهرباء، من أعمدة إنارة العمومية والتي تبقى مشغلة طوال الليل وأناء النهار فوق طاقة تحملها، وهو ما يشكل خطرا على سلامة السوق والزائرين الوافدين إليه.
واشتكى ممثلو التجار المهنيين من معاناتهم مع المنافسة غير المشروعة والتي أدخلتهم في أزمة خانقة، وفق توصيف المراسلة الموجهة إلى رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، البرلماني التجمعي عمر مورو، وإلى جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد مهيدية، ذلك أنهم ملزمون ضريبيا ويؤدون جميع مستحقاتهم لفائدة الخزينة، ورسوم الجبايات لفائدة الجماعة الحضرية المالكة لسوق كسبرطا.
في سياق متصل، قالت مصادر مهنية عن تجار كسبرطا في تصريح لـها إن «انعدام شروط التجارة جعل أصحاب المحلات داخل السوق يعيشون حالة الكساد، في الوقت الذي يتحكم في محيط السوق بعض الخارجين عن القانون، والذين أصبحوا يكترون الملك العام، مقابل سومة كرائية تتراوح بين ألفين و3 آلاف درهم في الشهر، وكأنه ملكهم ويهددون كل من يقف في وجههم أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية والأمنية».
وأضافت المصادر نفسها، أن الأشخاص الذين يبسطون سيطرتهم على الملك العمومي المحيط بسوق كسبرطا، معروفون لدى الجميع، مبرزة أن بعضهم يمتلك عدة أماكن مفروشة تصل قيمة السلع المعروضة بها إلى ضعف رأسمال محلات تجارية كبيرة.
ويأتي هذه التصعيد، بحسب مصادرنا، عقب عدة نداءات طرقوا خلالها باب مختلف المسؤولين، بينهم رئيس مقاطعة السواني، التي يوجد السوق ضمن مجالها الترابي، وعمدة المدينة البشير العبدلاوي، والكاتب العام لولاية جهة طنجة، هذا الأخير أخبر جمعيات التجار مؤخرا أن مصالح ولايته تعكف على إعداد خطة محكمة لترحيل الفراشة المحتلين إلى سوق محدث لتجميعهم، وذلك خلال فترة زمنية لن تتعدى 60 يوما.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.