تبون وشنقريحة ومن معهم..”مجرمو الحرب” وفق مقتضيات القانون الدولي
أنه ولا دولة – للأسف – استجابت لنا عندما طلبنا منهم المساعدة بداية من يوم 9 اوت لأن كل الطائرات الإطفائية كانت ممركزة في اليونان وتركيا.
هذا التصريح من فم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطابه عشية اليوم وهو يتأسف عن عدم الاستجابة لطلبه من طرف الدول الأوربية التي استنجد بها…
هو نفس اليوم الذي تدوالت فيه بعض الصحف الوطنية – وبشكل غير رسمي – مامفاده أن المغرب بدأ في فتح قنوات الاتصال مع الجزائر لوضع إمكانياته اللوجيستيكية وتجربته الميدانية رهن إشارة الشعب الجزائري الشقيق.. ولم يصل مساء اليوم حتى جاء بيان وزارة الخارجية المغربية لتؤكد الخبر ووقفاً لتعلميات عاهل البلاد جلالة الملك بوضع طائرتين من نوع كنداير” الأكثر كفاءة عالميا في مجال إخماد ألسنة النيران..
منذ اليوم الأول والحرائق تزداد.. و الخسائر في الأرواح ترتفع.. والنظام الجزائري ينتظر الاستجابة لطلبه من طرف دول أوروبية.. ويتجاهل دعوة من شعب وجار شقيق.. لا يتطلّب الوصول إلى المنطقة المنكوبة أقل من ساعتين.. وبنفس الطائرة المتخصصة التي يبحث النظام هناك لكرائها..
الصورة بهذ الشكل وبهذا الموقف يجعل النظام الجزائري تحت طائلة القانون بمواصفات مجرمي الحرب.. لأنهم رفضوا تقديم المساعدة لمن يحتاج إلى المساعدة.. وتركوا أهل القبايل وسط الحرائق لمدة يومين.. و أمامهم فرصة إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر مبادرة الدولة المغربية..
نعم بكل المقاييس هم مجرموا الحرب.. وكل الأرواح التي سقطت خلال هذه المدة جاء نتيجة رفض تقديم المساعدة المتوفرة لديهم.. والبحث عنها في مكان آخر وبأسلوب الاستجداء مع ما يرافق ذلك من ضياع الوقت في حدث يتطلب استعجالاً استثنائياً.. وهو ما تمثله مبادرة المغرب وبتجربته المشهودة له عالميّاً..
هم مجرموا الحرب تحت القاعدة القانونية التي تعتبر كل من تهاون في تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها مجرما وفاعلاً.. وهي القاعدة المعمول بها في أغلبية دول العالم.. بل هناك من فقهاء القانون من يستشهد بقصةالسامري الصالح كمثال تاريخي على هذه النزعة الأخلاقية للقانون.
والقصة موجودة في “إنجيل لوقا” 10:25-37، وتروي عن لسان المسيح وهي مساعدة مسافر، اسمه السامري، إلى مسافر يهودي، علماً أنهما على خلاف كبير وعميق..
نعم فالواجب الأخلاقي نزعة لا يجب أن يمنعها الحقد والخوف والكراهية..
هو الفرق بيننا وبين هذ النظام المجرم في إخواننا الجزائريين.. فعوض أن يشكروا المغرب.. انتصروا لأنانيتهم وحقدهم حتّى لا يظهروا بموقف الضعيف والمهزوم.. ولو كان على حساب الأرواح والأشجار والحيوانات..
ولتبرير ذلك أمام الشعب الجزائري الذي طالبهم بقبول المبادرة المغربية وبقوة عبر منصات الفايس واليوتوب.. لتبرير ذلك طلعت أبواق الطغمة العسكرية بالقول بأن المغرب لا يتوفر على أي طائرة من هذاالنوع حسب المعلومات المتوفرة لديهم.. بل تلك الطائرات المقترحة هي صهيونية المنشأ.. لاغير..
لاحظوا كيف يتمّ استحمار واستغباء المواطنين هناك.. ناسين أن أي فرد يستطيع التأكد من الخبر عبر نقرة صغيرة إلى موقع الشركة الكندية (بومبارديي) المصنعة لمثل هذا النوع من الطائرات التي يوجد مقرها في مونتريـال بإقليم “كيبيك”، إذ تؤكد الأرقام الخاصة بسنة 2019 أن المملكة تتوفر على أسطول مكون من 6 طائرات من طراز CL 415، والتي يُقدر سعر الواحدة منها بأكثر من 40 مليون دولار.
وبدأ المغرب مخططه للحصول على أسطوله الخاص من هذه الطائرات قبل أكثر من 10 سنوات، وكان قد حصل على أول طائرة في فبراير من سنة 2011، وبالنظر لكفاءتها عقد مع الشركة الكندية صفقة لتزويده تدريجيا بـ4 طائرات أخرى منها بقيمة إجمالية وصلت إلى 162 مليون دولار، وحصل بالفعل على الطائرة الثانية بسرعة وتحديدا في ماي من سنة 2011، ثم الثالثة في فبراير 2013 والرابعة في ماي 2013، قبل أن يتسلم الطائرة الخامسة في شتنبر 2013.
هي معطيات وأرقام موجودة على قارعة النيت.. بقدر ما ترفع منسوب الافختار والاعتزاز ببلدنا بقدر ما تحرج وتفضح هذه الطغمة العسكرية أمام الشعب الجزائري والعالم وهي تنفق ألف مليار خلال عشر سنوات كي يوفر لنفسها كل شيء، و نسيت توفير معدات الإطفاء الجوية و البرية.. ووو
يزعجهم أيضا أن يكون المغرب وبدون موارد نفطية ضمن 12 دولة فقط تمتلك هذه الطائرات. لا يزعجهم هذا الانبعاث القويّ لبلدنا وفي عدة مجالات.. فحسب.. لكن أيضا هذا الحضور المتميز لبلدنا في تقديم المساعدة وفي مناطق متعددة آخرها بناء مستشفى ميداني وبكل تجهيزاته المتطورة وبسرعة مئة سرير في تونس.. قبلها ومازال.. مستشفى ميداني بغزة الفلسطينية.. و20 طائرة مغربية إلي لبنان أثناء كارثة ميناء بيروت.. كم ساهمنا في إخماد حرائق بإسبانيا وإيطاليا واليونان..
هذا سجلنا ومواقفنا.. كامتداد طبيعي لتاريخنا العريق منذ يوسف بن تاشفين ومعركة الزلاقة بعنوان نصرة إخواننا هناك..
هو ما يفسّر مبادرة ملك البلاد اليوم كاستجابة حقيقية لمشاعر كل المغاربة والتعبير عن تضامنه مع الشعب الجزائري..
وهو مايفسّر هذا التجاهل بكونه موقف مافيوزي وسلوك حقير لدى العصابة التى تركت المواطنين يتعرضون للموت انتصاراً لحقدهم وكراهيتهم..
هم بهذا الموقف الخبيث.. تكون العصابة قد بصمت في التاريخ الإنساني بمجرمي الحرب ضد أبناء وطنهم..
بيننا التاريخ مع أشقائنا هناك..
وسنعود يوما إلى هذه المواقف..
أما الجغرافيا..
فلن تبقى عائقا أبديّاً.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.