“تايري ن واكال” من تيزنيت الى سوس ماسة لنشر ثقافة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2967

     كعادتها مند تأسيسها تستعد جمعية تايري ن واكال للاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2967 في نسخته الخامسة. لقد كانت تزنيت منبث الدورات السابقة وعرفت نجاحا باهرا بدعم من سلطتها المحلية و مجالسها المنتخبة واحتضان منقطع النظير لساكنتها مما جعل تزنيت تحظى بشرف إطلاق الشهب الصناعية لأول مرة في التاريخ احتفالا برأس السنة الأمازيغية كما عرفت تهيئ أكبر طابق تاكلا في العالم, الشيء الذي جعل من تزنيت عاصمة للاحتفالات بهذه المناسبة و هو ما جعل مجالسها المنتخبة تسير في نفس النهج وتحتضن هذه التظاهرة بعد أن وسعت تايري ن واكال مجال تنشيطها ليشمل كل أقاليم جهة سوس ماسة من خلال برنامج غني ومتنوع جعل موضوعه الأساسي “المعرض الدولي الأمازيغي للكتاب والنشر” الذي ينظم لأول مرة في العالم  بعاصمة جهة سوس ماسة من السادس إلى الثاني عشر 2017.

     هذا الحدث الثقافي الهام سيجعل من أكادير مرة أخرى قبلة للمثقفين والكتاب والمبدعين بالأمازيغية ولدور النشر القادمين من مختلف مناطق شمال إفريقيا للاطلاع على آخر الإصدارات عن و بالأمازيغية في مختلف المجالات. فقد عرفت الأمازيغية في السنوات الأخيرة طفرة نوعية في مجال الكتابة حيث شملت الأجناس التقليدية وأضيفت لها أجناس حديثة كالرواية والقصة والشعر الحديث والمسرح والترجمة كما ظهرت مؤسسات رسمية وجمعيات متخصصة تهتم بمجال الكتابة بالأمازيغية. هذا المعرض الدولي الذي من المنتظر أن يستقطب أعدادا غفيرة من الزوار و خاصة الطلبة و تلاميذ المدارس سيعرف أيضا تقديم وتوقيع عدد من الكتب بحضور مؤلفيها. بالإضافة الى محاضرة علمية ستتناول موضوع النشر الأمازيغي وإشكالية التوزيع بغرفة التجارة وأخرى حول المعجم الأمازيغي بكلية الآداب بأكادير.

     وخلال أسبوع كامل سيتحول ممر أيت سوس المحاذي لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير إلى “قرية ايض ايناير” حيت سيجد الزائر بعد دخوله من باب تقليدي وضع خصيصا بهذه المناسبة محلات خاصة لمختلف الصناعات التقليدية التي تزخر بها جهة سوس ماسة ويستمتع بفن الحلقة وبمختلف الفنون الأمازيغية الأصيلة إلى جانب فقرات تنشيطية خاصة بالأطفال. ولعشاق الكلمة العذبة الأمازيغية فقد برمجت أمسية شعرية نسائية بالمتحف البلدي للتراث الأمازيغي تنشطها عدد من الشاعرات المرموقات بالإضافة إلى فقرة خاصة للحكي موجهة أساسا للأطفال. 

ورغبة منها في تنشيط أكبر عدد من مرافق المدينة ستعرف القاعة المغطاة مباراة في كرة القدم تجمع بين قدماء فريق حسنية أكادير الفائزين بالبطولة الوطنية لموسمين متتاليين و فريق مكون من الصحافيين, قبل أن يلتقي الجمهور يوم 12 يناير مع كرنفال تاكلا الذي سيتميز بمشاركة شباب المدينة مزينين بمختلف الأقنعة و الأزياء التنكرية وسيتم خلاله توزيع “تاكلا” على مرتادي شاطئ أكادير قبل التوجه لساحة الأمل في نفس اليوم لمتابعة فقرات السهرة الفنية الكبرى و التي ستنقل مباشرة على القناة الأمازيغية. كما ستتميز هذه الدورة بتقديم حوالي 100 طبق يمثلون تنوع و غنى الأكلات المغربية الممثلة لمختلف المناطق.

    إذا كانت عاصمة سوس هي المحتضنة لأهم فقرات الأسبوع الثقافي بموازاة “المعرض الدولي الأمازيغي للكتاب و النشر” فان جمعية تايري ن واكال قد خصصت لباقي الأقاليم و العمالات التابعة لجهة سوس ماسة برنامجا غنيا يهدف عدم مركزة الفعل الثقافي في عاصمة الجهة والسعي لجعل الثقافة ملكا للجميع. وفي هذا الإطار ستنظم قافلة تضم برنامجا متنوعا (عرض أفلام و أنشطة ترفيهية و سهرة فنية ) يشارك فيها وجوه فنية معروفة و ستجوب الأقاليم و العمالات التابعة للجهة بشراكة مع جمعية محلية في كل إقليم. كما سيتم توزيع مساعدات إنسانية على بعض الأطفال المحتاجين في كل إقليم.

بعد خمس سنوات من تواجدها, تبدو تايري ن واكال حاملة لمشروع ثقافي طموح يجعل من مناسبة “ايض ن ايناير” منطلقه ومن جهة سوس ماسة مجاله ومن المغرب مبتغاه لتحقيق جهوية حقيقية تحفظ لجهة سوس هويتها وتميزها، وانطلاقا من ذلك التأسيس لتنمية جهوية حقيقية في كل المجالات.