هشام الهواري – تارودانت//
شب حريق بسوق الخردة بدرب الحشيش بتارودانت، زوال يوم الإثنين 04 شتنبر 2017، وفي منطقة تعرف بحركية دائمة، وقد التهمت نيرانه بعض السيارات و أكواما من الخردة قد تبدو بدون قيمة تذكر بالنسبة لمن يعاينها، غير أنها كانت تمثل تجارة ومورد رزق لمجموعة من العائلات التي استطاع أربابها خلق رواج من لاشيء بعد أن سدت في وجوههم كل أبواب الرزق، فكانت نكبة قضت على أمالهم في الاسترزاق وتقهقرا من طبقة الفقراء والمهمشين الى طبقة المعدومين والمنكوبين على حد تعبير أحد المتضررين. السلطات المحلية لم تتأخر في الأخذ بيد المنكوبين مثلما فعلت سيارات الإطفاء، إلا أنها أخذتهم بعيدا عن المدينة وبعيدا عن كل أمل في إحياء تجارتهم، فحملت شاحنات النفايات سلعهم في جنح الظلام الى الأراضي المتنازع عليها بين المجلس الجماعي وسلاليي تارودانت، و لم يكد تجار المتلاشيات يستفيقون من صدمة الحريق حتى وجدوا سلعتهم في الخلاء صباح الثلاثاء بدون معالم طريق تدل على مكانهم، أو حتى مورد قريب للماء أو الكهرباء، كما شاركهم صدمتهم السلاليون الذين وجد بعضهم أرضهم قد ملئت بالمتلاشيات والخردة .
السلاليون أوضحوا لتجار الخردة أنهم على أراضي ابائهم وأجدادهم، وأنها موضوع نزاع بينهم وبين المجلس البلدي لتارودانت، وأن هناك من يخطط لبث الفتنة والاصطدام بينهم، وأنها حيلة أخرى من سلطات المدينة لطرد السلاليين من أراضيهم دون أدنى تعويض. وذلك ما تأكد منه تجار الخردة بعد تواصلهم مع رئيس المجلس البلدي الذي أعلن أنه سيتبرع بالجير والجبص لحل الأزمة وتقسيم الأراضي عليهم. فلم يجدوا غير التوجه الى العمالة احتجاجا على ما أصابهم .
فما الذي تحمله الأيام للسلاليين ومنكوبي حريق درب الحشيش بعد محاولة السلطات ضرب أحدهما بالاخر ؟ و متى سينضج القائمون على تدبير الشأن العام بالمدينة لمواجهة مشاكلها بصدق وفعالية ؟
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.