تارودانت: العمق الإفريقي للمغرب محور مناقشة خلال الدورة 16 للمنتدى المغربي البلجيكي للتعاون والتنمية والتضامن
تارودانت/ 7 مايو2017 / ومع/ شكل العمق الإفريقي للمغرب في أبعاده التاريخية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها محور مناقشة اليوم ،السبت، في تارودانت وذلك في إطار فعاليات الدورة 16 “للمنتدى المغرب البلجيكي للتعاون والتنمية والتضامن “.
وتميز هذا اللقاء العلمي والثقافي السنوي ، الذي اختار كعنوان له خلال هذه الدورة ” الجغرافية السياسية والعلاقات الدولية للمغرب : الأولوية لإفريقيا أي دور للمجتمع المدني ، مغاربة العالم والجاليات الإفريقية بالخارج”، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المغاربة ،إلى جانب نظرائهم من بلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة.
وابرز الاستاذ الباحث نور الدين صادق ، نائب رئيس المنتدى، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لهذا القاء العمق التاريخي العلاقات المغربية الإفريقية الضاربة بجذورها في التاريخ القديم ، كما تشهد على ذلك الرسومات والنقوش الصخرية المتواجدة في مناطق مختلفة بالجنوب المغربي، مشيرا إلى استمرار هذه العلاقة خلال العصور الوسطى التي تميزت بالإشعاع الكبير للحضارة العربية الاسلامية في القارة السمراء، خاصة في غرب إفريقيا، لتتواصل هذه العلاقة التي اتخذت تجليات عدة حتى الوقت الراهن.
أما الأستاذ عبد العزيز سارت، رئيس المنتدى المغربي البلجيكي، فاستعرض في مداخلته عددا من المحطات التاريخية التي طبعت حضور المغرب على الساحة الدولية في فترات مختلفة ، من ضمنها إسهامه في دعم حركات التحرير خاصة في إفريقيا ، إلى جانب مساهمته في بروز حركة عدم الانحياز وتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المبادرات الأخرى التي أكسبت المغرب تواجدا لافتا للانتباه على الساحة الدولية.
وأبرز السيد سارت من جهة أخرى عددا من تجليات التواجد المغربي على الساحة الأفريقية وفي مقدمتها عودته إلى شغل موقعه الطبيعي ضمن أسرة الاتحاد الأفريقي ، والتوجه نحو تفعيل الديبلوماسية الاقتصادية، المرتكزة على تنويع الشركاء في مختلف جهات القارة ، والرهان على تنمية الإنسان الإفريقي، دون التفريط في تنويع علاقاته مع شركاء آخرين خارج القارة السمراء ومن ضمنها دول الإتحاد الأوربي ، إلى جانب تعزيز علاقات الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي .
ومن جهته، تطرق الاستاذ الباحث حسن بن حليمة، العميد السابق لكلية الآداب بأكادير، رئيس مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، إلى الأدوار التاريخية التي اضطلع بها الجنوب المغربي ، خاصة منطقة سوس، في العلاقات المغربية الأفريقية منذ فترة حكم الدولة المرابطية ، مسجلا أن الاستعمار حاول بطرق مختلفة تكسير هذه العلاقة المترسخة بين المغرب وعمقه الأفريقي، إلا أن هذه الروابط بقيت مستمرة حتى الوقت الراهن سواء على المستوى الاقتصادي أو الدبلوماسي أو البشري، وحتى على المستوى الروحي.
وستتواصل أشغال المنتدي المغربي البلجيكي في دورته 16 على مدى يومين ، وذلك من خلال عقد مجموعة من الندوات يتم خلالها تقديم ومناقشة عروض تتناول مواضيع لها علاقة بالديبلوماسية المغربية من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر ” انعكاسات عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي على دبلوماسية الاتحاد الأوربي”، و “المغرب في المحيط العربي الإسلامي”، و “الجذور الأفريقية للمغرب”.
التعليقات مغلقة.