بين السياسي و المدني مسافة!

الـــــــــــعـــــــربـــــــــي أبــــــــكـــــــــاس
الـــــــــــعـــــــربـــــــــي أبــــــــكـــــــــاس

السياسي  مؤسس على الولاء أو التبعية للأرقى تنظيميا و هرميا في التنظيم فترى العضو المتحزب يبجل في رئيسه المباشر و يحذو حذوه حذو النعل للنعل في طريقة كلامه ، بل وحتى في حركاته و سكناته  فيتحول التحزب و يصير منهجا جديدا للتدجين و التنميط بما يخدم مصالح المهيمن في التنظيم و مقربيه وحاشيته والترقية داخل هذه المنظومة تكون لمن يحسن السمع و الطاعة ما دام السؤال بدعة منكرة تجر على صاحبها التهميش والاقصاء و التخوين و الخروج من جماعة التنظيم. 

     من جهة أخرى فإن المنطق التنظيمي الحزبي يفرض شح مرور المعلومات عبر قنواته البدائية إلى المريدين الذين ينتظرون الفتوى من الأعلى ليتم تعميمها و نقلها عبر الوسائل الالكترونية  و هذا المنطق منسجم تمام الانسجام مع المقولة الفرنسية التي تقول بأن من يملك المعلومة هو من يملك السلطة: 

CELUI QUI POSSÈDE L’INFORMATION POSSÈDE LE POUVOIR

    أما المدني فيؤسس على مبادئ الحكامة والمساواة فلا تنافس على مسؤولياته ما دام أساسه التطوع و ابتغاء الخدمة للصالح العام فتجد الغالب في العلاقات داخله علاقات أفقية تضمن استمرارية المؤسسة المدنية و ديمومتها بل و وقوفها أمام الجشع الانتخابي للحزبي الذي يسعى لاستغلالها.

    وإذا كان الولوج للمعلومة غير ميسر في الحزبي فإن المعلومة داخل المدني متداولة وبشفافية على أوسع نطاق و تكون محل تداول و نقاش مستمر مما يثريها و يغنيها وفقا لمبدأ الحق في الولوج للمعلومة لجميع المنتسبين و غير المنتسبين.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading