بقلم : حنان أنجار //
” عن الأساتذة المتعاقدين، عن التأمين الصحي للجميع.. علاش تنعطيو للدولة فلوسنا على شكل ضرائب إن كانت ستتنصل من خدمتي الصحة والتعليم “، وفي الخلفية صوت ليلى مراد يغني ” كلام جميل كلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه”. بهذا العنوان أعلن الأمس عن ولادة حزب جديد، حزب لا يشبه بقية الأحزاب في شيء ، حزب لا ندري له إيديولوجية بعد، ولا حتى مشروع مجتمعي، لكن ربما سيستمد مشروعيته من” المغرب الذي نريد”. حزب لا يحتاج الى برنامج انتخابي لكن هو في حد ذاته برنامج رأي و رؤية سياسية للمغرب و العهدة على الفيسبوك و مستخدميه.
يبقى كل ما لا يؤنث لا يعول عليه حتى الأحزاب، و حزب مايسة يختلف سواءا من حيث الشكل و المضمون عن بقية الأحزاب المتعارف و المتفق عليها في المغرب و المكونة للمشهد السياسي المغربي ،باختلاف توجهاتهم و إيديولوجياتهم بين أحزاب اليمين اليسار والوسط، وأحزاب أخرى خارج التصنيف. فإذا كانت هذه الأحزاب في الآونة الأخيرة تخاطب المنخرطين و المناضلين بخطاب “تامغربيت” بإعتبارها كلمة للجمع بين الوطن و المواطن و تسهل الطريق نحو المواطنة، فحزب مايسة إختار أن يغرد خارج السرب و أن يخاطب المتعاطفين معه بخطاب أحمد مطر ” نحنُ الوطن إنْ لَم يَكُن بِنا كريماً آمناً ولم يكن مُحترماً ولم يكن حُرا فلا عِشنا.. ولا عاشَ الوطن”. و هنا يستوقفني تعليق على فيديو منشور بموقع هيسبريس يقول صاحبه:« لا أعرف لماذا مايسة تتحدث هكذا بدون قيود رغم انه ادا تحدث احد غيرها بهذه الطريقة سيلقى به في غياهب السجن» و يرد ثان :«قولك كله على حق، ويذكرنا بما نسينا أو تناسينا، لهذا أرجو لك التوفيق والنجاح في حياتك. أعانك الله على ما أنت عليه إن كنت غير تابعة لأي جهة كمن سبقوك.» و يعلق تالث:« المغرب لا يستحق التضحية تستاهلي رئيسة الحكومة».
أجمعت أغلبية تعاليق الفيسبوك على ان حزب مايسة هو حزب معارضة حقيقية إذ أن الأحزاب الحقيقية منهمكة في حرب التزكيات و الإنتخابات، غير أن المعارضة الحقيقية هي الانخراط في العمل السياسي من داخل المؤسسات الحزبية ..لا من خارجها.. أما خطاب فرق تسود ما هو إلا سعي لعرقلة المسار الديمقراطي في البلد..
ويبقى القاسم المشترك بين كل التعاليق أن لهذا الحزب مريدين أبو أن يسلكوا طريق المواطنة و يقتفوا أثر “تامغرابيت” لكن اقتفوا أثر مايسة و يقول قائل من المريدين « أ لالة والله الا ترشحتي حتا نصوت عليك» . أتعلمين ما هو الوطن يا صفية؟ ليس أن لا يحدث ذلك كله، ولكن الوطن هو أن يحدث هذا و أكثر، و نعيش للوطن و يعيش بنا حرا، لأن الوطن ليس جهاز و ليس دولة و ليس “المخزن”، فالوطن ليس إفتراضيا.
و ختاما لا بد ان أقول أنني لست كاتبة رأي و لا أدري إن كان هناك من يقرأ لي أصلا أم لا، لكن بالنسبة لي “بنون النسوة” فسحة أجلس فيها مع ذاتي و أكتب ما أفكر فيه و فقط، بأسلوب غير عميق أحيانا و بأفكار غير مرتبة أحايين أخرى،
و في سطر أخير ” هذا جهدي عليك أ مايسة ” تيمنا بالمقال الشهير ” هذا جهدي عليك أ بنكيران “.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.